آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:48م

أخبار وتقارير


الحوثيون يتهمون صالح بدعوتهم لـ (الاستسلام)

الأحد - 26 أبريل 2015 - 12:01 م بتوقيت عدن

الحوثيون يتهمون صالح بدعوتهم لـ (الاستسلام)
مسلحون حوثيون يتظاهرون في صنعاء ضد الغارات الجوية بقيادة السعودية في اليمن.

صنعاء (عدن الغد) متابعة خاصة :

اعتبر الحوثيون دعوة حليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى سحب قواتهم من العاصمة صنعاء ومدن أخرى التزاما بقرارات مجلس الأمن الدولي "استسلاما" ترفضه الحركة الحوثية.

وقال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للحركة الحوثية، إن ما يطالب به صالح "عريضة استسلام شخص وعائلته وحزبه (المؤتمر الشعبي العام)". وكذا وصف أسامة ساري، القيادي الإعلامي في الحركة الحوثية، مناشدة صالح بأنها أشبه بدعوة الشعب اليمني لـ"الاستسلام".

ويقترح صالح سحب الحوثيين قواتهم مقابل وقف ما وصفه بـ"عدوان على اليمن"، في إشارة إلى التدخل العسكري بقيادة السعودية.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر في وقت سابق من الشهر الحالي قرارا يفرض حظرا على تسليح الحركة الحوثية وحلفائها ومن بينهم صالح.

كما طالب المجلس الحوثيين بسحب قواتهم من المناطق التي سيطروا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وإلى التخلي عن الأسلحة التي استولوا عليها. ويرفض الحوثيون الالتزام بهذه القرار.

وحث صالح - في دعوته مساء الجمعة - مختلف أطراف الصراع على العودة لطاولة حوار سياسي ترعاه الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية بدلا من الاستمرار في الاقتتال. لكن البخيتي اشترط أن يكون الحوار "يمنيا مئة في المئة" دون أي تدخل خارجي.

ويقاتل أنصار صالح إلى جانب الحوثيين ضد القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي.

ويشير مراسل بي بي سي في اليمن عبد الله غراب إلى أن دعوة صالح ربما تلمح إلى تغيير مفاجئ محتمل في موقفه من الأزمة اليمنية.

ولم يتضح بعد إلى أي مدى ستنعكس دعوة صالح على دعم القوات الموالية للحوثيين في المواجهات الحالية مع أنصار هادي.

ويستمر التصعيد العسكري في اليمن رغم دعوة صالح لوقف الحرب والاقتتال ودعوته الحوثيين للالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، إلا أن الأوضاع الميدانية ما زالت تشهد تصعيدا عسكريا، في الوقت الذي قلل سياسيون يمنيون من أهمية المبادرة أو الدعوة التي تقدم بها صالح.

وقلل سياسيون يمنيون من أهمية دعوة صالح لوقف الحرب واعتبروها مناورة سياسية جديدة.

وقال محمد مسعد الرداعي، الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إن المبادرات المتزايدة والمتكررة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، «تنبع من كونه كلما ضاقت عليه الأمور، يتقدم بمبادرة لإرضاء الأطراف في محاولة للعودة إلى المشهد السياسي، وأن يكون مؤثرا ولاعبا في الواقع السياسي اليمني».

ويضيف الرداعي أن «صالح يصدر هنا مبادرة، وهناك يرسل وفدا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام إلى المملكة العربية السعودية للتفاوض من أجل تحسين العلاقة والخروج بأقل تكلفة في هذه الأوضاع».

ويرى القيادي الناصري أن هناك نوعا من التضخيم لدعوة صالح الحوثيين للالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي، «لأن الحوثيين، أيضا، أصبح لهم موقف منه، وقد يكون هو أكثر من ورطهم للاندفاع نحو الجنوب، لأنه هو من ألقى خطابا وذكر الناس بحرب صيف عام 1994».

ويعتقد الرداعي أن بيان صالح أو مبادرته «هي ورقة أخيرة يرميها لاعتقاده أو إيهام الناس بأن لديه تأثيرا سياسيا، لكن أعتقد أنه بالنسبة للمملكة العربية السعودية والأمم المتحدة، أصبحتا تدركان أن صالح هو المساهم الأبرز في تفجير الأوضاع في البلاد وإفشال نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل».

واعتبر مراقبون في الساحة اليمنية أنه لم يعترف في بيانه، بأنه طرف في الصراع الدائر ولم يدع أنصاره والقوات الموالية له صراحة إلى وقف القتال والانسحاب.