آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:28ص

رياضة


الساكن فينا عادل الأعسم..سنة سادسة رحيل

الأحد - 26 أبريل 2015 - 03:04 م بتوقيت عدن

الساكن فينا عادل الأعسم..سنة سادسة رحيل

كتب/ احمد بوصالح

أستاذي وأخي وصديقي الكبير عادل الأعسم ها انا التقيك مجددا على صفحات الصحف وشاشات المواقع الإخبارية الالكترونية كعادتي في ذكرى رحيلك السنوية وها انا أحيي ذكرى رحيلك السادسة هذه المرة ومدينتك التي شهدت ميلادك ونشأتك وتألقك واحتضنت رفاتك تعيش وضع استثنائي شديد التعقيد والخطورة وأهلك وأحبابك القاطنين بين ثناياها الذين أحببتهم حتى الثمالة وسخرت قلمك وموهبتك الصحفية لخدمتهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم يرزحون تحت وطأة عدوان همجي بربري تخوضه قطعان بشرية متوحشة فقدت كل ما يمت للرجولة والإنسانية بصلة.

قطعان همجية تمتطي صهوات الدبابات وآليات الموت والدمار موجهة فوهاتها صوب منازلهم وتجمعاتهم ومشافيهم وأسواقهم وبيوت عباداتهم نعم أستاذي أبا محمد أهلك وأحبابك وأصدقائك في عدن يتعرضون للقتل والتعذيب ومكونات ومقدرات مدينتك المسالمة الوديعة تتعرض للتدمير الممنهج والمخطط له مسبقا في مطبخ سيئ الذكر والصيت والسمعة علي عبدالله صالح.

سنوات ست مضت منذ إن ودعانك للمرة الأخيرة وأودعناك الثرى مضت من عمر الزمن ولكنا لم تمض بعد من ذاكرة أهلك وأصدقائك وأحبابك وزملائك ونحن تلاميذك الذين تتلمذنا على يديك وتعلمنا أبجديات العمل الصحفي.

سنوات ست منذ إن رحلت عن رقعة الوجود ولكنك لم ترحل من قلوب محبيك وعشاق قلمك ومصداقيتك ومهنيتك التي كانت بمثابة رابط الحب والعهد بينك وبينهم.

منذ ذلكم اليوم الأسود الذي أحتشدنا بالآلاف فيه لاستقبال جثمانك الطاهر في ساحات وصالات مطار عدن الدولي ورافقناه إلى منزل والدك الحاج محمد سالم الأعسم أطال الله عمره ومنه إلى مقبرة الرحمان في منصورة عدن هناك حيث أمتزج دموع محبيك بالتراب الذي أستوطن قبرك من

حينها وأنت ياعادل حاضرا فينا لم تغادرنا طلتك البهية وابتسامتك البرية ومواقفك الوفية.

نعم فأستشعارنا بوجودك معنا وفينا وبيننا لم يحسسنا بطول السنوات المنصرمة من زمن رحيلك فتلك السنوات الست التي مضت ضلت في حساباتنا نحن كستة أيام فقط.

اليوم وفي حضرة ذكري رحيلك السادسة تضاف إلى حزننا على فراقك احزنا جمة بفقدان شبان وشابات وآباﺀ وأبناﺀ وأمهات من أبناﺀ مدينتك التي سكنت قلبك وجوارحك حيث سقط المئات من الشهداﺀ من أحياﺀ القطيع والبادري والخساف والسعادة وجمال ودار سعد وريمي والسيلة والممدارة وحافون والشيخ اسحاق والعريش والنصر وغيره تلك الأحياﺀ والحافات العدنية التي تجولت فيها وعشت مع أصدقائك لحظات رائعة بين ثناياها شهدت سقوط هولا شهداﺀ دفاعا عن عدن وشرف وكرامة أهلها الذين فوجئوا وبدون سابق انذار وبغير مبررات باجتياح عشرات الالاف من أبناﺀ الشمال لمدينتهم وتدميرها وقتل أبنائها ومثلهم ممن عاشو في عدن سنوات طوال وعملوا وتحسنت أحوالهم فيها هبوا هم كذلك لمساندة الغزاة غير آبهين بفضل المدينة الفاضلة عليهم.

فعدن يابامحمد التي أسميتها أبان حرب الشمال على الجنوب عام 1994 م سراييفو اليمن تعيش ومنذ شهر تقريبا على وقع قذائف الدبابات ورصاص القناصات المنبعثة من أعلى المباني والتلال والمرتفعات لتخترق أجساد الأبرياﺀ.

وعلى الرغم من هكذا وضع مزري تعيشه محبوبتك عدن إلا إن عزاؤنا الوحيد إن أهلك فيها وبالذات الشباب منهم أثبتوا مدى حبهم لها من خلال هبتهم الواحدة والوقوف وقفة رجل واحد في وجه المعتدين الحوافش وصدهم ورد كيدهم في نحورهم .

فألف رحمة عليك أستاذي القدير وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك وأقاربك وأحبابك وأصدقائك الصبر والسلوان.