آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:05م

أخبار وتقارير


تحليل : كيف يمكن للجنوبيين الاستفادة من الحرب الحاصلة في اليمن ؟

الثلاثاء - 28 أبريل 2015 - 03:01 م بتوقيت عدن

تحليل : كيف يمكن للجنوبيين الاستفادة من الحرب الحاصلة في اليمن ؟
مقاتلون جنوبيون بشارع عام في عدن يوم الاربعاء - تصوير صالح العبيدي

القسم السياسى فى صحيفة عدن الغد

 

أواخر شهر مارس الماضي اندلعت حرب واسعة النطاق في اليمن عقب تقدم قوات موالية للحوثيين والرئيس اليمني السابق "علي صالح " صوب مناطق الجنوب .

على خلاف مدن يمنية كثيرة أبدت مدن الجنوب مقاومة عنيفة لتقدم ميليشيات جماعة الحوثي وتمكنت في مناطق كثيرة .

سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء في الـ 21 من سبتمبر العام 2014 وعلى غير المتوقع امتدت سيطرتها إلى مناطق ومحافظات أخرى كالحديدة واب وذمار وجميع مناطق شمال ووسط اليمن.

دفعت السيطرة الحوثية السهلة على مناطق الشمال الحوثيين إلى التوغل صوب مدن الجنوب لكن التجربة بهذه المناطق  كانت مخالفة لكل التوقعات .

دفعت تجربة شعبية خاضها الحراك الجنوبي على مدى سنوات طويلة وعززت الرفض الشعبي للتحركات السياسية لقوى شمال اليمن برفض التحركات الحوثية صوب مناطق الجنوب .

نزل الآلاف من سكان مدن الجنوب إلى الشوارع وخاضوا معارك عنيفة مع هذه القوات  وتمكنوا من عرقلة تقدمها وقتلوا المئات من أفرادها .

كان حجم المقاومة الشعبية في الجنوبية مفاجئا للجميع حيث خاضت وحدات شعبية من المقاومة مواجهات عنيفة مع القوات الغازية .

لسنوات طويلة ظلت مطالب انفصال الجنوب عن الشمال مطالب تتعاظم على ارض الواقع لكنها فشلت في إيجاد حامل سياسي أو عسكري يترجم دعوات استقلال الجنوب عن الشمال إلى واقع حقيقي .

مثل السقوط المفاجئ والسريع لعدد من الألوية العسكرية بمدن الجنوب بشكل مفاجئ حدث فاجئ الجميع وتحولت أقطاب المعركة السياسية والعسكرية في الجنوب إلى طرفين رئيسين الأول المقاومة الشعبية في الجنوب والقوات الغازية .

على خلاف السنوات الماضية وخلال أيام فقط فقدت الحكومة اليمنية سيطرتها الكاملة على مناطق الجنوب وسقطت جميع الألوية العسكرية والمناطق الأمنية التي فرضت قبضتها على عشرات المدن والبلدات الجنوبية لسنوات .

رغم انتشار الآلاف من المقاتلين الجنوبيين اليوم على طول جبهات متعددة في مواجهة القوات الموالية للحوثيين إلا ان ترجمة هذا التحرك الشعبي الهائل إلى عمل سياسي أو عسكري منظم يجعل من جميع التحركات الجنوبية تحركات هشة في مواجهة أي عملية تسوية سياسية يمنية قد تحدث في القريب العاجل .

يؤكد محللون ومراقبون للوضع السياسي اليمني ان الحرب العسكرية في اليمنية مهما طال أمرها إلا أنها ستنتهي في أي وقت من الأوقات وهنا سيجد الجنوبيون أنهم بحاجة إلى ممثل سياسي أو عسكري يمثلهم في أي مفاوضات سياسية قادمة .

يضع وصول الأطراف اليمنية المتصارعة اليوم كافة إلى تسوية سياسية الجنوبيين المسيطرين على الأرض في الجنوب في مواجهة تحديات كبيرة بينها عدم القدرة على مواجهة الأطراف اليمنية الأخرى .

يمثل تمكن المقاومة الشعبية في الجنوب من التوصل إلى تشكيل قيادة سياسية أو عسكرية موحدة تقود تحركات المقاتلين على الأرض وتبرز مطالبهم الأساسية ابرز التحديات التي تواجه حركة المقاومة الوليدة .

يمكن للجنوبيين اليوم التحول من قوة سياسية وعسكرية تم تجاهلها خلال السنوات الماضية إلى احد ابرز القوى السياسية العسكرية في اليمن عبر طرح مطالبها السياسية التي يطالب بها أهالي الجنوب ويرون أنها غيبت خلال السنوات التي مضت .

في العام 2011 اندلعت احتجاجات شعبية واسعة النطاق ضد حكم الرئيس اليمني السابق علي صالح وناهضت وتمكنت في نهاية المطاف من الإطاحة بنظام حكمه .

يومها غيب الجنوبيون عن المعادلة السياسية وذهبت أطراف سياسية عدة بينها حزب الإصلاح وأطراف أخرى إلى تقديم تمثيل هزيل للحراك الجنوبي وقوى سياسية جنوبية حيث غابت اهم مطالب الجنوبيين وهي منح بلادهم حق تقرير المصير .

كان انخراط الجنوبيين في احتجاجات 2011 وتصديقهم للشعارات التي رفعت أبان هذه الثورة والتي تحدثت فيها أطراف سياسية يمنية عدة أنها ستسعى لحل قضية الجنوب بمثابة الطعم الذي ابتلعه الجنوبيون واكتشفوا كذبه خلال الفترة اللاحقة .

 

مرة أخرى يقف الجنوبيين اليوم أمام تحدي جديد لكن معطيات اللعبة السياسية هذه المرة بايديهم وليست بايدي أي قوة سياسية يمنية أخرى .

بات الجنوبيون اليوم يملكون قوة مقاومة عسكرية شبه منظمة يمكن لها ترتيب اوضاعها خلال الفترة القادمة وتقديم أنفسهم كقوة سياسية عسكرية لها مطالبها الخاصة بها وليست خاضعة لأي طرف سياسي يمني أخر.

في حال تمكن الجنوبيين من تشكيل القوة السياسية والعسكرية الخاصة بهم يمكن لهم فرض الأمر الواقع أمام القوى السياسية اليمنية الأخرى وطرح مطالبهم السياسية كافة وهذا هو ابرز تحرك حقيقي للإستفادة من الوضع الذي افضت إليه الأوضاع في اليمن اليوم .