آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:45م

ملفات وتحقيقات


مركز الاورام بوادي حضرموت.. خدمات جليلة وإمكانيات شحيحة

الأربعاء - 29 أبريل 2015 - 04:05 م بتوقيت عدن

مركز الاورام بوادي حضرموت.. خدمات جليلة وإمكانيات شحيحة

سيئون ((عدن الغد)) خاص:

استطلاع/ جمعان دويل

تزايد اعداد المصابين بداء السرطان بوادي وصحراء حضرموت يشكل حالة من الخوف والقلق وهو ما ظهرته إحصائيات الفصل الاول من العام الجاري من المترددين على مركز السرطان بسيئون بلغ 1269 مريض منهم 906 من الإناث 363 ذكور وغالبية الاصابات السرطانية في تلك الحالات ( سرطان الثدي و سرطان الغدد اللمفاوية ) .

لقد شكل مركز الاورام بسيئون نقلة نوعية لخدمة تلك الشريحة من المرضى بما يقدمه من خدمات جليلة تجاههم وخاصة منذ بداية العام الجاري 2015 م بجهود ذاتية  من قبل مكتب وزارة الصحة والسكان بالوادي والصحراء وفقا وإمكانياته البسيطة وتسهيلات السلطة المحلية بالوادي  وجهود إدارة المركز و الخيرين من ابناء الوادي وخاصة بعد تواجد إحصائي الاورام الدكتور / هشام بن سميط اصبح الاقبال كبير على المركز بعد إن كان مركزا لجمع المعلومات فقط عن المصابين واستضافة المخيمات الطبية الخاصة بالأورام التي تنظمها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان المركز الرئيسي بالمكلا .

وللمزيد حول معرفة نشاط المركز والصعوبات التي تواجهه في تقديم رسالته الخدمية والإنسانية تجاه مرضى السرطان وتخفيف معاناتهم توجهت إلى إدارة المركز الواقع في الجنوب الشرقي  بحرم مستشفى سيئون العام .

مدير المركز الاخ / مراد رمضان صبيح

الطموح اكبر ولكن الصعوبات تقف عائقا امام تقديم اكثر الخدمات

 

كانت وجهتي الاولى الى مدير مركز الاورام بوادي حضرموت الاخ / مراد رمضان صبيح الذي اوضح مشكورا نحن سعداء ان تشاركونا هما مجتمعيا وصحيا الذي نسأل من الله السلامة من مرض السرطان والذي يعتبر طاعون العصر و لاشك أنكم تتابعون الأرقام التي تتزايد يوميا لهذا الداء الخبيث والذي انتشر في الآونة الأخيرة بشكل مخيف جدا لافتا بأن المركز الوحيد الذي يستقبل كافة الحالات السرطانية المترددة عليه من مديريات الوادي والصحراء منذ تأسيسه إلا انه ومنذ ذلك الحين لم يحظ بأي خطة تهدف إلى تعزيز نشاطه وتفعيله بالشكل المطلوب , مشيرا بأن المركز يتكون من غرفتين لتنفيذ العلاج الكيماوي ( غرفة للرجال وأخرى للنساء بسعة سريريه (10 ) أسرة وعيادة لمعاينة المرضى ومختبر وغرفة  لأشعة الماموجرام للثدي , وقاعة للاجتماعات وغرفة للتثقيف والكشف المبكر لسرطان الثدي وغرفة متواضعة جدا لتحضير الأدوية وإدارة ومستودع صغير ,

واستطرد مدير المركز الاخ مراد صبيح في حديثه بأنه في البداية كان يقتصر العمل في الأساس على عملية التسجيل فقط وذلك قبل انشاء المركز, ومع ظهور حالات وتكاثر الأمراض السرطانية بالوادي تم تطوير العمل إلى تسجيل الحالات بالنظام الدولي لمعرفة جميع الحالات المرضية وأنواعها وفعلاً استمر العمل كوحدة تسجيل في مارس 2002 م بتشجيع من البعثة الطبية الكندية وبالتعاون مع مركز السرطان بعدن.
 بعدها وُجد أن معاناة المرضى الذين يذهبون للعاصمة صنعاء أو المكلا هي من أجل تنفيذ العلاج الكيماوي، فتم التفكير في إنشاء المركز. وتم اعتماده ضمن المراكز المعتمدة وزارياً لتسجيل الحالات السرطانية في الجمهورية و ذلك بالقرار الوزاري رقم (10/3) لسنة  2005م.

وفي  10 فبراير 2009 م قام فريق متخصص في علاج الأورام مؤلف من طبيبان كنديان ومعهم الدكتور نديم محمد سعيد مدير عام المركز الوطني للأورام بصنعاء آنذاك بزيارة تم الإطلاع خلالها على الأعمال الإنشائية الجارية بمبنى المركز الحالي، وفي يوليو 2009 م تم الانتقال إلى المبنى الجديد الحالي الخاص بالمركز والذي تم إنشاؤه بدعم من الصندوق العربي للتنمية وبجهود كبيرة من مدير مكتب الصحة والسكان بالوادي والصحراء. مشيرا بأنه وبعد جهود مضنية من قبل مكتب الصحة والسكان بالوادي والصحراء تم اعتماد فرع مركز للأورام بوادي حضرموت والصحراء وفق القرار الوزاري رقم (21/3) لسنة 2013 م  ويأتي ذلك في اطار سعي الوزارة لبناء قاعدة معلوماتية صحية دقيقة .

مؤكدا بأنه مع كل هذه المعلومات المتقدمة لم يقوم المركز بأداء مهامه بشكل صحيح .. فقط كان المركز يقوم باستقبال الحالات وتسجيلها ومن ثم تحويلها إلى المكلا أو صنعاء وهناك تتلقى علاجها. لافتا بأن المرضى طوال الفترة الماضية حتى أواخر عام 2014م يستفيدون من المخيمات الشهرية التي كانت تقيمها مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان حيث يتم استقبال طاقم مركز الأورام من المكلا ويأتون لمدة يوم أو يومين لمعاينة المرضى . ولم يكن هذا يلبي حاجة المرضى والإدارة السابقة للمركز كانت تعذر في ذلك نظرا لعدم وجود موازنة تشغيلية للمركز من قبل الدولة .مشيرا لم تكن النظرة بعيدة المدى في تأسيسه فهو اليوم أصبح لا يحتمل أعداد المرضى المترددين عليه .. ويتم التفكير في بناء طابق ثاني لتخفيف الزحام ..

صعوبات تقف امام عمل المركز

 

وأوجز مدير مركز الاورام بوادي حضرموت ابرز الصعوبات التي تقف عائقا امام عمل المركز في تقديم افضل الخدمات وتخفيف معاناة مرضى السرطان بوادي حضرموت والتي ابرزها ,

 * في بداية يونيو 2014م كلفنا مدير عام مكتب وزارة الصحة بالوادي والصحراء بإسناد مهمة إدارة المركز برغم وجود عقبات لا تبشر بأي تفاؤل وكانت أكبر العقبات التي تحتاج مننا إلى معالجة هي عدم وجود أخصائي أورام بالوادي .. والعقبة الثانية عدم وجود موازنة تشغيلية من قبل الدولة .. والعقبة الثالثة قلة الكادر .. وعقبة رابعة هي النقص في أجهزة مهمة وأساسية لخدمة مريض السرطان ..

* وفي نهاية عام 2014م كان لنا تواصل مستميت مع أخصائي الأورام الدكتور هشام بن سميط وأنه لا مفك له من الوادي رغم الإغراءات التي تقدم له مثله مثل غيره من الأخصائيين .. وبحمد الله وفضله هيأ الله الأسباب منذ مطلع العام 2015 بتواجد الدكتور هشام بن سميط  وكان من المفروض نهاية مارس يغادر إلى مصر لاستكمال آخر اختباراته .. ولكن تأخر ولعل في تأخيره خير .. لنفع أهله ومجتمعه .. وبهذا نكون تغلبنا ولو جزئيا على العقبة الأولى .

* العقبة الثانية .. ومن المؤسف جدا أن حضرموت الخير لا تجد موازنة تشغيلية لمركز ألأورام فالموازنة اليوم صفر .. وأخيرا اعتمد لنا مكتب الصحة بالوادي والصحراء جزءا وإن كان بسيط جدا إلا أنها بادرة طيبة ... وقد بذل مكتب الصحة بالوادي وكذا إدارة المركز جهود كبيرة في شان اعتماد موازنة .. وكلما وصلنا في متابعاتنا تلك إلى مرحلة معينة تأتي الرياح المتغيرة في بلادنا إما بتغير الوزير الذي نتابع أمرنا معه أو تغيير حكومات أو غيرها من الظروف التي مرت وتمر بها البلد .. ولم نوفق حتى اللحظة في انتزاع موازنة تشغيلية لمركز أسمه مركز الأورام بوادي حضرموت .

* العقبة الثالثة .. قلة الكادر .. حيث الكادر الرسمي عدده خمسة موظفين ..  وبعد تواجد الدكتور هشام احتاج المركز إلى جهد مضاعف فاحتجنا إلى زيادة الكادر .. وطالما وأنه لا توجد موازنة أو اعتماد .. أتينا بكادر متطوع وعددهم خمسة وهذه أحسبها لهم عند الله فهم يعملون منذ منتصف عام 2014 وحتى اليوم .. بأن اجمالي عدد العاملين بالمركز 11 كادرا منهم خمسة فقط موظفين بينما خمسة متطوعين ومتطوعات وواحد متعاقد , وأخيرا توصلنا وضمن مساعينا التي قدمناها للعديد من المؤسسات الداعمة إلى قبول مؤسسة نهد باعتماد حافز يبلغ 25000 ريال بدءا من شهر مارس الماضي ..

والعقبة الرابعة هي النقص في أجهزة مهمة وأساسية وبحمد الله قدمت شركة توتال بعض الأجهزة في نهاية 2014م .. وفي مطلع 2015 م توصلنا مع فاعل خير حضرمي في الامارات لاعتماد كابينة التحضير الكيماوي ويبغ سعرها 26000$ وكذا جهاز الاكترولايت .. وفي الطريق أيضا جهاز الكوباز ..

هذه أهم العقبات التي مرت ويمر بها المركز .

وأشار في ختام حديثه بالإحصائيات منذ عام 2013م ومعدل الزيادة في المترددين على المركز على النحو التالي .

في عام 2013 كانت عدد الحالات  117 حالة مصابة  ..

في عام 2014 كانت عدد الحالات  155 حالة مصابة  ..

موضحا بأنه في العام الجاري وفي الفصل الاول تزايدت الاعداد خصوصا بعد تواجد الدكتور / هشام تشجعت الكثير من الحالات وأتت إلى المركز ففي شهر

يناير 2015 تردد على المركز 359 حالة مرضية وفي فبراير تردد 279 حالة وفي مارس كان العدد 494 أي ما يقارب الخمسمائة حالة ليس من وادي حضرموت فحسب بل من مديرية دوعن ..

مختتما حديثه  بقوله وبتوفيق من الله يكفينا أننا وفرنا ولله الحمد عناء السفر للمكلا أو صنعاء لعدد 1269 مريض خلال هذه الثلاثة الأشهر وهم إجمالي من ترددوا على المركز في الفصل الاول .. وهذا ما يصبرنا على الاستمرار في هذا العمل رغم المنغصات ,

شاكرا الجهات الداعمة للمركز والتي تسهم في تخفيف معاناة مرضى السرطان بوادي حضرموت وفي مقدمتهم وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب العلاجي والمدير العام للمركز الوطني للأورام بصنعاء والمدير العام لمكتب وزارة الصحة والسكان بوادي وصحراء حضرموت الدكتور / هاني خالد العمودي  ومدير مركز الاورام فرع ساحل حضرموت الاخ زكي صعنون وكافة العاملين بالمركز ومؤسسة نهد الخيرية على تبينها بصرف الحوافز المادية للمتطوعين العاملين بالمركز جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم   

 

أخصائي الأورام بالمركز الدكتور / هشام بن سميط

الظروف الحالية زادت معاناة مرضى السرطان بوادي حضرموت

 

وجهتي الثانية كانت الى عيادة الدكتور / هشام بن سميط أخصائي الأورام الذي تحدث وهو متألما متأثرا بمرضى السرطان المترددين على العيادة ومعاناتهم في الظروف الراهنة من عدم توفر الدواء والمحروقات ,

حيث قال ولله الحمد اصبح المركز وبرغم قلة الكادر وعدم وجود الميزانية التشغيلية له استطاع ان يقدم اولويات الخدمات الطبية والعلاجية لمرضى السرطان ولكن اصبحت هذه الايام اكثر صعوبتا وألما من ذي قبل من انعدام الدواء العلاجي وخاصة الكيماوي لافتا بأن محتاجات مرضى المركز شهريا من جميع العلاجات بكلفة ما يقارب مليون ريال يمني وخاصة في الظروف الحالية لعدم قدرتنا التواصل مع وزارة الصحة التي تزودنا بتلك العلاجات .

مشيرا بأن المركز يحتاج حاليا إلى ؛

1.  جهاز الكوباز موديل (Cobas C 111). عالي الدقة لعمل فحوصات الكيمياء والإنزيمات ويوفر على مرضى السرطان عناء النزول للمختبرات الخاصة البعيدة وذات التكاليف الباهضة.. علما أن المركز يقدم خدماته لمرضى السرطان مجاناً.

2.    جهاز الأشعة المقطعية.

3.    جهاز الالتراساوند (الأشعة التلفزيونية).

4.    آلة تصوير عادية (شارب) لحفظ نسخة من ملفات المرضى داخل المركز .

5.  شاشة تلفزيونية في صالات المركز وأثناء انتظار المريض أو مرافقه من ثلاث إلى أربع ساعات يتم عرض قرآن أو برامج توعوية تهم المرضى أو مرافقيه مقاس 42 بوصة عدد (2) .

وأشار الدكتور بن سميط بأن أكثر الحالات مصابة بالسرطان هي من النساء بوادي حضرموت بسرطان الثدي وأبرز اسبابها قلة الحركة والنشاط البدني وعدم الرضاعة بينما يأتي بالدرجة الثانية سرطان العقد اللمفاوية .

لافتا بأن عدد الحالات التي تم اكتشافها مصابة بالسرطان من يناير – ابريل 2015م بلغت 45 حالة من الذكور والإناث .

داعيا اهل الخير والمحسنين ومنظمات المجتمع المدني بدعم المركز كون عمله مجاني خدمة مرضى السرطان ....

 

المرضى وأقاربهم يناشدون أهل الخير والقلوب الرحيمة

 

وخلال تلك الجولة بالمركز التقيت بعدد من مرضى ومريضات السرطان شفاهم الله وعدد من اقاربهم تحدثوا عن معاناتهم في الظروف الراهنة من صعوبة الحصول على الادوية ومنها الجرعات الكيماوية وعدم توفرها في السوق المحلية وإن وجدت لم يستطيعوا شرائها بكلفتها الغالية إضافة الى صعوبة المراجعة للمركز لانعدام المشتقات النفطية وحول المركز وطاقمه أشادوا جميعهم بما يقدمه المركز من خدمات مجانية لهم مدركين معاناة المركز والصعوبات التي يواجها مشيرين بأنه خفف عليهم معاناتهم من السفر الى المكلا او خارج المحافظة مناشدين اهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة ومنظمات المجتمع المدني المرتبطة بمؤسسات محلية او دولية في التدخل السريع في انقاذ مئات المرضى في توفير العلاج في هذه الظروف الصعبة والحرجة داعيين للعلي القدير ان تستجاب مناشدتهم وأن يجعل ذلك في رصيد حسناتهم .

كلمة أخيرة     

 

حقيقة بما شاهدته بأم عيني وبما يقدمه الطاقم العامل بمركز الاورام بوادي حضرموت خدمات جليلة وبإمكانيات شحيحة وأضم صوتي بمناشدة اهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء ومن يستطيع ان يقدم خدمة انسانية لأوضاع مرضى السرطان بوادي حضرموت , وقد تكرم محافظ محافظة حضرموت الدكتور عادل باحميد بتبني تكاليف العلاج لشهر ابريل للمرضى بقيمة مليون ريال ولكن ما تبقى من الاشهر القادمة فمن لديه الاستطاعة حتى بكلمة طيبة لمن يعرفه ان ينقل معاناة آبائنا وأمهاتنا وأخواتنا وإخواننا المصابين الذي ندعو الله لهم بالشفاء ويعصمنا ويعصمكم من هذا الداء في السعي لتوفير الدواء ليس ذلك فحسب بل ادعوا الجميع لزيارة هذا المركز للوقوف على ما يقدمه من خدمات  ومعاناة هولاء المرضى وخاصة هذه الايام العصيبة والذي يفتقر لعدم وجود ميزانية تشغيلية لتسهم في تخفيف تلك المعاناة وفقهم الله وجزاهم الله خير على كل الجهود التي تبذلها إدارة المركز والطاقم العامل لتخفيف معاناة مرضى السرطان بوادي وصحراء حضرموت .......