آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:22م

ملفات وتحقيقات


تغييرات السعودية تشعل اهتمامات اليمنيين: دعم العاصفة ومؤشر خلافات

الأربعاء - 29 أبريل 2015 - 10:59 م بتوقيت عدن

تغييرات السعودية تشعل اهتمامات اليمنيين: دعم العاصفة ومؤشر خلافات

العربي الجديد

خذت التغييرات الرفيعة في المملكة العربية السعودية اهتماماً واسعاً في الأوساط اليمنية لارتباطها المباشر بالأزمة في اليمن والعمليات العسكرية التي ينفذها التحالف بقيادة المملكة ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الخاضعة لنفوذ الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، واتفقت غالبية التعليقات على أن التغييرات تخدم التوجه المتحفز للعمليات في اليمن، ممثلاً بالصاعدين إلى ولاية العهد، وزير الداخلية محمد بن نايف، ووزير الدفاع محمد بن سلمان.

دعم توجه "العاصفة"

ولاقت التغييرات ترحيباً من قبل المؤيدين لـ "عاصفة الحزم" في اليمن، والذين اعتبروها استمراراً لموجة التحول في القرار السعودي، والتي بدأت مع تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز، يناير/كانون الأول المنصرم، وتمثلت في الانفتاح تجاه التيارات والأحزاب الإسلامية، وفي مقدمتها حزب "التجمع اليمني للإصلاح" في اليمن، الخصم السياسي الأبرز لـ "الحوثيين"، والذي عانى عام 2014 نتيجة تصنيف المملكة جماعة "الإخوان المسلمين" في قائمة "الإرهاب"، على الرغم من أنه كحزب سياسي لم يكن معنياً مباشراً، واستمر التعامل بين الرياض والإصلاح، لكون علاقاتهما كانت جيدة في العقود الماضية، خصوصاً العلاقة بين الرياض والتيار القبلي في الحزب، والذي كان يقوده الشيخ عبدالله الأحمر، رئيس الحزب، وعُرف بعلاقات قوية مع السعودية.

إلى ذلك، سادت حالة من الترحيب والتفاؤل من قبل خصوم "الحوثيين" من مختلف التيارات، إذ ذهبت غالبية تعليقات السياسيين والناشطين المؤيدين لعمليات التحالف، إلى أن المزيد من التوجه إلى القيادة الشابة في المملكة، يخدم سياساتها الأخيرة بـ "التعامل الحازم" مع الحوثيين وحلفائهم في اليمن.

وقال مسؤول يمني يتواجد في الرياض، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، إن "التغييرات تجعل القرار السعودي أكثر انسجاماً وتدعم "العاصفة"، ومع ذلك فإن الحكم على انعكاسها في الأزمة اليمنية يرتبط بعوامل أخرى ويجتاح المزيد حتى تستقر الصورة في المرحلة المقبلة.

صالح والحوثيون

على الجانب الآخر، ممثلاً بـ "الحوثيين" وحليفهم صالح، فقد قُرأ التطور من زاويتين: الأولى أن التغييرات السعودية "طالع نحس"، لأن صعود القيادة الجديدة ممثلة أساساً بابن نايف وابن سلمان، والتغييرات التي حدثت عقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كانت بالنسبة إليهم بداية الإعداد لـ "العاصفة"، وقرار المملكة بالتعامل العسكري مع قواتهما. صالح، بالذات، يرتبط بعلاقات متدهورة في العلاقة مع محمد بن نايف، ويشكو - بحسب بعض زائريه - من أن التغيير في السياسة السعودية تجاهه مرتبط بصعود ابن نايف.

ويعود ذلك، بحسب المزاعم، إلى تدهور العلاقة بين صالح والراحل نايف بن عبدالعزيز، في فترة من الفترات. والجدير ذكره أن علاقة نظام صالح بالسعوديين ساءت إلى حد كبير في تسعينيات القرن الماضي، ولكنها تحسنت بعد توقيع اتفاقية الحدود عام 2000، ومع صعود الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

ومن زاوية أخرى، فقد نظرت جماعة "أنصار الله" والموالون لصالح إلى التغييرات باعتبارها تأكيداً بوجود خلافات في الأسرة السعودية الحاكمة، وهو ما ترجم ببعض تعليقات القياديين في جماعة "الحوثيين" وحزب صالح في مواقع التواصل الاجتماعي، مع اتفاق غالبية الآراء في هذا الطرفين، على التوجس من الصاعدين (ولي العهد وولي ولي العهد).

في سياقٍ متّصل، أخذ إعفاء الأمير مقرن مساحة في تعليقات ونقاشات اليمنيين، لكون والدته تعود إلى أصول يمنية، وكان هناك لغط نسبت أحد أسبابه إلى رفض بعض الأمراء وصوله إلى الحكم، إلا أن الملك عبدالله عينه ولياً لولي العهد قبل وفاته.

غير أن بعضهم قرأ التغيير بأنه خطوة مهمة بنقل الحكم إلى الجيل الجديد، بغض النظر عن ولي العهد الذي تم إعفاؤه، بينما رأى آخرون أن إعفاء مقرن يعزز تركيز القرار في الجناح الذي صعد بعد وفاة الملك عبدالله، وأبعد الكثير من رجاله، لتأتي التغييرات الأخيرة إكمالاً لما سبق.