آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:22ص

ملفات وتحقيقات


نريد ان نعيش هذه التفاصيل مرة اخرى

الجمعة - 15 مايو 2015 - 10:27 م بتوقيت عدن

نريد ان نعيش هذه التفاصيل مرة اخرى

عدن ((عدن الغد)) خاص:


في عدن حياتنا بسيطة للغاية قد لايفهم القطيع القادم من كهوف الشمال كيف عاش "العدني" حياته لقرون طويلة وتغلب على اشياء كثيرة للغاية وخرج شامخا منتصرا رغم حجم الالم ..
في عدن كانت حياتنا بسيطة تطلعاتنا ضئيلة احلامنا صغيرة عالمنا صغير لكنهم استصغروا علينا كل شيء مرة أخرى .
اشتقنا في عدن ان نمارس الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لايعرف عمقها سوانا .
نريد ان نخرج مرة أخرى إلى ارصفة الشوارع ننتظر حافلة الكوستر أو التاتا أو الهايس ونشير إليها بيدنا يصيح وتتوقف ويطل منها "الكراني" يصيح بصوت مبتهج شيخ العريش نهز له رؤسنا لا "الشيخ الجسر.
معلا يابنات .. عدن ياحجة؟ ..
نريد ان نطل مرة أخرى صباحا ونرى الآلاف من إخوتنا وهم يتوجهون إلى كليات الجامعة .. يأتي الصوت من بعيد جميلا جمال صباح "عدن" 
حرم يابنات؟ .. حرم ياشباب؟ .
اشتقنا لموالد العيدروس في القطيع وشعب العيدروس وابتهالات كل خميس من مسجد "أبان" ومسجد العيدروس بالشيخ عثمان .
اشتقنا لعزومة سمك تجمع الاهل والاصدقاء على بحر "صيرة" وقهقات أناس بسيطة تبحث طوال أشهر عن عزومة "مجانية" على شاطئ صيرة واسفل قلعتها الصغيرة .
اشتاقت المعلا لاهلها وافتقدت الابواب لطرقات اطفال المعلا ..
__ نعاااام قالت امي بتلاقي معكم بصل ولو في قليل صلصة؟ .
- نعاااام قالت امي معكم مي بارد ..
اشتاق السوق الطويل لرواده .. هناك حيث يفترش العدنيون الهنود ليحكوا قصة التاريخ في عدن ويلتم حولهم الاطفال والشباب وتسترق النسوة السمع من خلف الابواب .
اشتاق نفق القلوعة لزفات الاعراس وعلى امحنى وعلى امحنى وصرخات الفرح وانزال العريس ارضا ..
اشتاقت خور مكسر وساحلها العريق لاهلها هناك حيث تنسج قصص الحب البريئة كل مساء ويتجمع الاهل أمام ساحل أبين وبحره العتيق ليشكوا إليه من كل شيء ..
اشتاق بحر صيرة لصياديه وهم يغادرون برها عند الفجر يرددون نشيد "البحر والصياد" ويعودون بعد أيام يستقبلهم العشرات ليفرشوا كل شيء على رصيف حراج صيرة ..
-بكم المشك الباقة؟
-500 ريال 
ياخي نشتيه للبيت 
طيب خذه ب 400 والله ما انقص ريال
اشتقنا لنزاعات الجيران في الحارات العتيقة حينما يخرج العدني بالجرم النص ليفرع بين جيرانه .عيب يا ابو علي امسحها بوجهي احنا أهل وينتهي الأمر .
اشتقنا ان نرى مجند الشرطة ابن الحافة وهو يعود بعد رحلة تجنيد قصيرة فاردا عضلاته يحكي مساءا لعيال الحافة قصته مع التجنيد وسلاحه الكلاشنكوف .
اشتقنا لوطن النظام والقانون .. العدني الذي يريد ان يبني أمام بيته جدار لكنه يخشى عامل البلدية الذي لايحمل السلاح .
اشتاقت المراة العدنية ليوم "المشاهرة" وهي تعود محملة بالخضار والفواكه وتذهب عصرا إلى أم جميل تسدد لها الهكبة ..وتعود وهي تشعر بسرور بالغ.
اشتقنا لساحة العروض وهي تحكي عن مجد دولة اضاعها اهلنا وكسبنا الما يقطع كل مافينا اليوم .
اشتقنا لرؤية "مراهقي عدن " في عدن مول وهم يقطعون السوق ذهابا وايابا يبايعون على كل شيء ويسألون عن كل شيء وهم في الحقيقة لايملكون قيمة مشروب بارد واحد لكنهم يملكون ابتسامة عدنية وصفاء روح لاتساويه اموال الدنياء كلها .
اشتقنا لكل شيء في عدن ..
غازينا وقاتلنا ﻻيفهم ماذا تعني عدن
*من فتحي بن لزرق