آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36م

ملفات وتحقيقات


أطفال وسط الحرب في لحج !

الأحد - 24 مايو 2015 - 11:07 م بتوقيت عدن

أطفال وسط الحرب في لحج !
معاناة أطفال حوطة لحج النازحون في القرى في جلب المياه من المزارع .

لحج((عدن الغد))خاص:

 

كتبت: زهراء عبدالعزيز

 

منذ بداية الحرب وحتى يومنا هذا يخيم صمت وتخاذل قاتل عن لحج وحوطتها رغم الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة ..ناهيك عن الحصار  والأوبئة والوضع الإنساني الكارثي حيث النساء والأطفال وحدهم ضحايا الحرب دائما . في لحج أطفال جاعت وأطفال اصيبت بالهستيريا والصدمات النفسية جراء الحرب والعنف في حين اتذكر اطفال لحج قبل 25 مارس 2015م ضحكاتهم تملىء المكان وهم يلعبون بفرح في حارتي لا يهمون شيئا سوى أمنياتهم أن يتأخر آذان المغرب ليستمروا في اللعب وقت أطول .

 

لحظات جميلة تختزلها ذاكرتي وكلما اشتد الوضع سوء استحضرها علها تمدني بالأمل فما حدث ويحدث لنا في لحج يفوق مستوى الحرب بل هي ابادة إنسانية فالحرب حسب مفهومي البسيط هي مواجهة بين جيشين عسكرين للدفاع على الأرض من غازي ومهاجم لكن ما يحدث في لحج هجوم همجي فقط مشحون بالكثير من الكره والحقد فلماذا كل ذلك ؟!

 

أطفالنا لم تعد أطفال فهاهي الحرب جعلتهم يتخلون عن برائتهم ويتحملون المسؤولية كالكبار فنسوا اللعب والضحك وسكن نفوسهم الخوف والرعب بعد أن عاشوا اياما سوداء تحت القصف العشوائي لمنازلهم ومدارسهم وأماكن لعبهم .

 

لم تغب عن بالي قط تلك الطفلة اللحجية ذات الثمانية أعوام صاحبة البشرة القمحية والشعر الأسود الذي يغطي حاجبيها حين بدأت تحكي لي كل ما عاشته منذ أول طلقة رصاص ارعبتها وملئت عينيها البريئتين بالكثير من الخوف والحزن , احتضنتها حاولت أن اخفف عنها واشعرها بالأمان حاولت بصعوبة استحضار كلمات تهدأها في حين تخنقني العبرة فما ذنب هذه الطفلة لتترك منزلها وحارتها وصديقاتها وكل شيء تحبه فيها ؟ ما ذنبها لتحمل كل هذا الهم والحزن الذي يخنق الكبار فما بالكم بالأطفال .

 

ما ذنبها وماذنب أخوها الذي يكبرها بعام ليتحمل مسؤولية اسرته النازحة في جلب الماء من المزارع , تلك المهمة التي تحتاج الكثير من الجهد والقوة والصبر فكيف بجسد الطفل النحيل ليتحمل كل هذا تحت الشمس الحارقة ماذنبه لتسلب منه براءة طفولته بهذه الطريقة البشعة ..المؤلمة .!

 

أطفالنا ..أطفال لحج الفن والثقافة ..أطفال الفل والكاذي , أطفال السلى والفرح ..أطفالنا حملوا السلاح بدلا من عقود الفل  , بدلا من حمل حقائبهم للذهاب للمدرسة,  ها هم يعانون في النزوح من نقص الغذاء والماء والدواء..

 

هاهم أطفال الحوطة يكبرون بين عشية وضحاها ليسطروا أجمل وأشجع ملامح البطولة ..شباب لحج ونسائها وشيوخها وأطفالها هاهم يقفون في خط النار مقاومين وصابرين ومفهمين بالصبر والأمل رغم صعوبة وضعهم ..يقفون بشموخ أبطال ..هم للوطن  كرامته وهم للجنوب ابطاله الأشاوس الذين من رحم المأساة سيعيدون لنا المجد والعزة ..هم الأبطال حقا وليس أولئك الرجال الهاربون ..في عواصم الإقليم والعالم مرفهون لا يهمون شيئا ..هم الأبطال حقا ..هم بصمودهم ستعود بهم لحج الخضيرة شامخة وأبية وباسلة رغم كل شيء ..!