آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:06ص

ملفات وتحقيقات


شاهد عيان يروي لعدن الغد مأساة شهرين من الحرب في لحج

الخميس - 28 مايو 2015 - 01:56 ص بتوقيت عدن

شاهد عيان يروي لعدن الغد مأساة شهرين من الحرب في لحج
الطفلة خديجة بسام مسعد من ضحايا قنص الحوثي بحوطة لحج.

لحج((عدن الغد))خاص:

 

  كتب : فارس قميح 

 

24 مايو 2015 م


ليلة هذا التاريخ قبل شهرين بالضبط الساعة السابعة مساءً بدء الجرحى يصلون إلى مستشفى أبن خلدون بلحج من إحدى مديرياتها التي تبعد حوالي ساعتين عن مدينة الحوطة، نتيجة هجوم القوات الغازية ع المعسكر الذي كانوا فيه، ليلتها اعلنت الحرب رسمياً في محافظتي، صباحاً قرعت طبول الحرب في مدينتي - مدينة الحوطة - اقتحام واستيلاء وسيطرة فوق جرمهم الذي عهدناه، سيطرة ع شارعي الحوطة مع بعض حاراتها، كان كل ذلك يومها.


المقاومة عادت ترتيب صفوفها، هجومات متتالية، تقدم ببسالة، طريقين امامهم النصر والتقدم، الاصابة والشهادة، لا طريق للتراجع، يومين فقط، واستعادت المقاومة شوارع الحوطة، وحاراتها تباعاً، لم يتبقى معهم سوى ثلاث حارات، وثلاث حارات تعتبر مناطق اشتباك، غداءهم البسكويت والشاي، وحمى الضنك لم ترحم فيهم، ومع ذلك هجومات متتالية، شهرين تكبد فيها العدو ما لا يحسب ولا يعد، ترى جثث موتاهم على سياراتهم تنقل عبر الشارع العام، جثث بلا عدد، ومقاومتنا صامدة مستبسلة، وباسلحتها الشخصية الخفيفة، ومع ذلك رسمت اروع البطولات القتالية الصامدة، رسمت اسطورات لحجية متميزة، طيران التحالف لم يزرهم الا مرتين بعدة غارات احداها بعد ما يقارب الشهر من طلعاتهم، واخراها قبل عشرين يوم تقريبا، انزال مضلي واحد لا غير، مع ذلك قاومت، تصدت، تقدمت، حتى أصابت القوات الغازية بهستيريا قاتلة جعلتهم يقصفون الحوطة من كل الاتجاهات، قصف هستيري، قذائف تصل من كل الإتجاهات، كل شي مستهدف، منازل، مرافق، ملاعب،مستشفي ميداني، نعم مستشفى ميداني يستهدف رغم إمتلاءه بالجرحى والمرضى، يوم وليلة كاملة والحوطة تقصف، بعدها قررت المقاومة الإنسحاب حفاظاً ع ارواح الابرياء والساكنين، نعم انسحبت مقاومتنا، إنسحاب منتصر، إنسحاب نصر، أثق جداً بمقاومتنا، وبعودتها لتكبد العدو خسائر فادحة أخرى.


ليلة بدء الحرب في محافظتي انطفئت الكهرباء نهائياً عنها وعن مدينتي، الماء كذلك، لكن كان قبلها بعده أيام، ولازال حتى الأن، اسر تحاصرت،ونزوح موحش لآلاف الأسر، لا ماء، لا كهرباء، ولا حتى مقومات الحياة البسيطة، لا خدمات صحية، لا مستشفى، لا غداء، فقط حصار موحش، كل من يتحرك يقنص، القنص فاق كل شيء، أطفال، نساء، رجال، بل تعدى ذلك للحيوانات، نعم حتى الحمير التي ينقل المواطنين المياة عبرها، قنصت.


شبكات اتصالات تتوارى تباعاً، اولها قبل بدء الحرب بيومين، واخرها قبل شهر، حتى الاتصالات الارضية والانترنت، فصلوا لحج عن العالم الخارجي، بل فصلوها عن كل شيء من اتصالات وغداء ودواء، منعوا دخول المرضى للمستشفى، منعوا نقل الدواء بحجة إنه للدواعش.
حمى الضنك أيضاً انتشرت بين اهل محافظتي، مدينتي المحاصرة خاصة، مرضى بالمئات، حالات تستفرغ دماً، رعاف دموي، حالات تعبة جداً، ولا زالت حتى الان.


في مدينتي فقط سقط اكثر من 300 جريح، أصغرهم طفل ذو عام واحد وأكبرهم شايب ثمانيني في مدخل باب مسجد، وما يقارب 80 شهيد، أصغرهم طفلة ذات عامين ونصف تقريباً، وأكبرهم شايب سبعيني.


إنسحبت المقاومة، طغوا الغزاة، تفجيرات منازل المقاومين، تفجير مساجد، مداهمات اعتقالات بالمئات، حصار لازال، وتحركات ممنوعة.
ما هذا الا القليل مما تعانيه حوطتي، وعليها قلبي موجوع.
تحية وشكر بحجم السماء لشباب لحج المقاوم.
عن الحوطة أحدثكم.

 

تواريخ مهمة :

24مارس بداية الحرب في لحج مع إنطفاء الكهرباء وإنقطاع الماء
25 مارس بداية الحرب في الحوطة
17 إبريل قصف التحالف الأول
3 مايو فصل الاتصالات نهائيا على مدينة الحوطة
5 مايو قصف التحالف الثاني
16 مايو الإنزال المظلي للمقاومة
19 مايو إنسحاب المقاومة