آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:59م

أخبار وتقارير


السلام عليكم ...هنا الضالع المستقلة

الجمعة - 29 مايو 2015 - 08:08 م بتوقيت عدن

السلام عليكم  ...هنا الضالع المستقلة

كتب: ماجد الشعيبي

كانت السماء ممطرة  عصر يوم أمس  حينما قال زميلي "محمد مساعد" أن الله رضي عن الضالع وقد طهرها مرتان  المرة الأولى بسواعد المقاومة الجنوبية والمرة الأخرى حينما طهر المطر الأرض من الأوساخ التي خلفتها المليشيات الحوثية طيلة أيام الحرب.

 

يوم أمس نمت نوماً عميقاً ولأول مرة هكذا يقول أستاذ تربوي -صادفناه أثناء جولتنا الاستطلاعية- تعبيراً عن الفرحة بالسيطرة على المواقع العسكرية التي ضلت سبب في إقلاق السكينة العامة طوال الواحد والعشرين العام الماضية..

كانت تكبيرات  طفلاً ضالعي  تتعالى "الله أكبر " مساء يوم الاثنين الــ 26 من مايو في سماء الضالع ابتهاجاً بالسيطرة على أخر معاقل قوات صالح والحوثي المعروف بالسوداء شمال المدينة  والذي ضل ايضاً ينكل بحياة المواطنين  ولونها بالبؤس والحزن .

ومع أصوات زغاريد حرائر الضالع التي امتزجت بأصوات الرصاص  والألعاب النارية لتشكل موسيقى أبكت دارالحيد - قصرالأمير شعفل التاريخي- الذي دمر بشكلاً كبير وهو القصر التاريخي الذي غابت الفرحة عنه منذ إن ربض الجيش الشمالي الذي طوق كل السلسلة الجبلية للمدينة وأخذ على عاتقه أذاقت السكان الويل والموت في كل مرة يصرخون بها سلمياً "حرية يا جنوب " ..

تجولت في شوارع المدينة ولاحظت كيف عاد الأطفال قبل الكبار لممارسة حياتهم الطبيعية التي حرموا منها طويلاً...وحينما اقتربت قليلاً من أطفال  يحملون ألعابهم المسلحة ويقلدون دور المقاومين الكبار توقفت عند أحدهم وفاجأته بعدسة صوت الجنوب وسألته عن شعوره بعد تحرير الضالع ..الطفل الفطن الذي لم أتوقع أن يكون بكل تلك اللباقة قال لي " القصة لم تنتهي هنا  الجنوب لم يتحرر بعد ..ونحن في الضالع لن نشعر بالنصر حتى تتحر عدن وباقي محافظات الجنوب".

 

كتب أبناء الضالع النصر لأنفسهم لأنهم صفعوا المحتل بيد واحده لن ينساها ابداً صفعة رسمت ملامح الضالع على وجيههم ويستحيل أن يمحوها الزمن مهما استخدموا أدوات التجميل العصرية ..فهذه المدينة تملك خبرات كبيرة في كيفية هزيمة الغزاة ..

هذه ليست المرة الأولى التي تنتصر الضالع على المليشيات الزيدية فالتاريخ يتحدث عن معركة في عشرينات القرن الماضي حينما حاول الأمام غزوا الضالع والتوسع باتجاه لحج وتصد له رجال هذه المدينة وأعادوه إلى إدباره مهزوما مدحوراً واليوم تكررت الحكاية والعيب هنا على للغزاة الذين لا يقرؤون التاريخ جيداً ..

واجهت هذه الصامدة الاحتلال الزيدي في منتصف العشرينات  بمساعدة الطيران البريطاني حينها الذي مكن القبائل من طرد جيش الإمام إلى مدينة قعطبة 1347 هــ.

وتحررت الضالع من  الاستعمار البريطاني في 15 مايو 67  وكانت أخر محافظة جنوبية سقطت بيد الاحتلال الشمالي في صيف 94  وتحررت بعد نضالاً مضني تنوع بين الكفاح المسلح والحراك السلمي حتى جاء يوم الاثنين 25 من مايو لتعلن عن نفسها أول منطقة جنوبية تتحر من الاحتلال الزيدي الثاني.

ساهم طيران المملكة البريطانية  حينها في استهداف جنود الأمام الذين احتشدوا في الضالع بالآلاف وكان دور التحالف العربي اليوم واضحاً ايضاً في ضرب المواقع العسكرية

إلى هنا والقصة لم تنتهي بعد ...انتظروا الضالع  قريباً ..

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته