آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-07:41ص

ملفات وتحقيقات


ناقلة الموت لاتزال تجوب خليج عدن ((صور وفيديو))

الأربعاء - 10 أكتوبر 2012 - 11:56 م بتوقيت عدن

ناقلة الموت لاتزال تجوب خليج عدن ((صور وفيديو))
تهربت الناقلة من الحجز عدة مرات وتعاني من خروج محركاتها عن الجاهزية وتسرب الزيوت منها.

عدن ((عدن الغد)) أنيس البارق:

تواصل الناقلة (DIA-1) حركتها داخل المياه الإقليمية اليمنية منذ شهور بالرغم من تقارير بعدم سلامة محركاتها وتسببها في تلوث المياه عبر تسريبها للزيت الذي تعمل به محركاتها.

 

وهذه الناقلة تتبع شركة "عبر البحار" التي يملكها رجل الأعمال المعروف "أحمد العيسي" الذي برز اسمه كرئيس لاتحاد الكرة اليمني أثناء استضافة مدينتي عدن  وزنجبار الجنوبيتين الساحليتين للنسخة العشرين من بطولة كأس الخليج.

 

وكشفت مصادر في الهيئة العامة للشئون البحرية لـ"عدن الغد" أن الناقلة (DIA-1) تمكنت من الهرب من قرارات بالحجز عدة مرات وأنها لازالت تواصل رحلاتها في نقل "الوقود" بين الموانئ.

 

وحصلت "عدن الغد" على نسخة من توجيه بالحجز على الناقلة صادر بتاريخ  2-7-2012 ويحمل توقيع المفتش البيئي "نعيم عبد القادر العمودي" القائم بأعمال مدير عام فرع الهيئة العامة للشئون البحرية بالمكلا.

 

ويمكن في التوجيه الذي حصلت عليه "عدن الغد" قراءة العبارة التالية "استناداً لتوجيهات الرئيس التنفيذي للهيئة بخصوص الحجز على الناقلة حتى يتم إعطاء الهيئة تقريراً موثقاً من أحد الجهات المعتمدة بسلامة محركات الناقلة لضمان سلامة الملاحة داخل المياه الإقليمية اليمنية, وسيتم مخاطبتكم في حينها لإنهاء الحجز عليها".

 

وبالرغم من هذا فقد تمكنت الناقلة من الفرار من الحجز مرتين على الأقل, وفقاً لبعض المصادر.

 

وتعمل محركات الناقلة (DIA-1) على الزيت, وتنقل على ظهرها الوقود (Fuel) بين مينائي عدن والمكلا في معظم الأحيان.

 

ويقود الناقلة قبطان عراقي, ويرافقها جنود من الأمن في البحرية حيث تنشط عمليات قرصنة يقوم بها صوماليون في خليج عدن والبحر العربي.

 

وحصلت "عدن الغد" على تقرير ثاني صادر عن فرع الهيئة العامة للشئون البحرية بالمكلا بتاريخ 18-9-2012, ويحمل توقيع القبطان "رياض سعيد باجمعان" مدير إدارة التفتيش بالمركز الرئيسي, و"المهندس نعيم عبدالقادر العمودي" القائم بأعمال المدير العام لفرع الهيئة العامة للشئون البحرية بالمكلا, وموجه إلى "الأخ/نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للشئون البحرية".

 

وفي التقرير يمكن قراءة أنه "تم النزول على الناقلة المذكورة بناءً على البلاغ المقدم حول التلوث الناجم من الناقلة".

 

ويضيف التقرير "عند النزول إلى غرفة المحركات كانت في حالة سيئة جداً ولا تعمل بكفاءة حيث أن أحد محركاتها خارج عن الجاهزية ولا يعمل والآخر يعمل بعقدة ونصف وفي وضع صيانة مما يترتب عليه وجود مخلفات زيتية كثيرة وهذا يدل على أنه تم تصريف كمية كبيرة من الزيوت إلى البحر".

 

ويؤكد التقرير "عدم وجود سوى مخطاف واحد فقط والآخر فقد منذ فترة طويلة مما يتطلب حجز السفينة إلى أن يتم تقديم رسالة إفادة من هيئة تصنيف السفينة أو دولة العلم".

 

كما يؤكد التقرير "وجود مشكلة في بدن الناقلة" و"عمليات لحام في البدن الخارجي للسفينة وهذا أيضاً يتطلب وجود ممثل عن هيئة تصنيف السفينة وهذا يتم مسبقاً مما يتطلب حجزها ومخاطبة هيئة التصنيف للسفينة".

 

ويضيف التقرير "هناك نقص في معدات السلامة الملاحية وسلامة الأرواح في البحار", ويقترح التقرير "حجز السفينة في ميناء المكلا حتى يتم استيفاء المتطلبات السابقة".

 

وقالت مصادر عاملة في فرع الهيئة بعدن أن الناقلة كانت موجودة في ميناء عدن في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي وأنها دخلت مياه عدن في الحادي والعشرين من نفس الشهر وبقيت فيها وقامت بتعبئة خزاناتها بالزيت في مصافي عدن.

 

وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "عدداً من العاملين كانوا يتوقعون أن تقوم مؤسسة الموانئ بتحمل مسؤوليتها وحجز الناقلة التي صدر بحقها قرار بالحجز, لكن هذا لم يحدث".

 

وأضاف "تواصل بعض الإخوة بالشؤون البحرية, وقام مسؤولون في الموانئ بإرسال صورة من توجيه الحجز القديم الصادر في يوليو, ثم أرسلوا متأخراً قرار الحجز الجديد الصادر في التاسع عشر من سبتمبر, وكانوا ربما لايريدون ذلك".

 

وطبقاً لمصادر من داخل الناقلة فقد استغرقت الناقلة أربعة أيام في رحلة بين عدن والمكلا يفترض أن تنتهي في 30 ساعة, لكن تسرب الزيت وخروج المحركات عن الجاهزية كان هو السبب في تأخرها.

 

وكانت الناقلة – وفقاً للمصادر - قد غادرت عدن في الحادي عشر من سبتمبر, ووصلت ميناء المكلا في الخامس عشر من نفس الشهر, وغادرت الميناء إلى الغاطس بعد يومين لإتاحة الفرصة لسفينة أخرى لدخول الميناء, ثم وصلت عدن في الحادي والعشرين من سبتمبر.

 

وبالرغم من وجودها في عدن وبقائها فيها لأيام إلا أن تعميماً بالحجز على الناقلة (ديا-1) لم يجد طريقه إلى النفاذ, حيث ينص التعميم الصادر من المركز الرئيسي للهيئة العامة للشئون البحرية بعدن, ويحمل توقيع "مراد علي محمد" نائب الرئيس التنفيذي على "لقد قامت الهيئة العامة للشئون البحرية بالحجز على الناقلة (DIA-1) وذلك لقيامها بعدة مخالفات وتصريف مخلفاتها الزيتية إلى البحر وعدم التزامها وامتثالها بإجراءات السلامة الملاحية وسلامة الأرواح في البحار وتكرر تهربها من الحجز المسبق", ويضيف التعميم "لذا نرجو من قبلكم الحجز على الناقلة المذكورة لحظة وصولها حتى يتم استيفاء كافة المتطلبات".

 

وتظهر صور وشرائط فيديو قصيرة حصلت عليها "عدن الغد" من مرافق للسفينة من الجيش اليمني أوضاعاً مزرية للبحارة على متن سفينة تسير في البحر, وخلال أحد يمكن سماع أصوات بحارة على متن السفينة يتحدثون عن تسرب زيت من محركات السفينة يمكن أن يتسبب بأضرار للثروة البحرية, وتظهر الصور المرافقة في شريط الفيديو تموجات المياه في محيط السفينة وألوان داكنة يحتمل أنها آثار الزيت المتسرب.

 

ويأمل عمال وموظفون التقت بهم "عدن الغد" من وزير النقل في حكومة الوفاق الدكتور "واعد باذيب" اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الناقلة عن العمل أو التوجيه بما يلزم حيال تأمين سلامة البحارة العاملين فيها, و سلامة الملاحة البحرية عموماً وضمان وقف الأضرار البحرية الناتجة عن التلوث الذي تتسبب به المخلفات الزيتية التي تتسرب من داخل السفينة.