آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-02:37ص

أخبار وتقارير


حدثتان بارزان ميزا عام 2012 في الساحة الجنوبية

الإثنين - 07 يناير 2013 - 12:16 ص بتوقيت عدن

حدثتان بارزان ميزا عام 2012 في الساحة الجنوبية
حشود مليونية شاركت في ذكرى الاستقلال الـ30 من نوفمبر الماضي ـ عدن الغد

اعداد الناشط الجنوبي مدحت السقاف

شهد العام 2012 جملة من الاحداث في الساحة الجنوبية من بينها حدثان مفصليان بارزان صنعهما شعب الجنوب  الابي بارادته الصلبة في ذلك العام من اعوام ثورته التحررية السلمية ، اولهما كان في مطلعه وتحديدا في يوم الثلاثاء الموافق 21فبراير حين خرج شعب الجنوب عن بكرة ابيه للتعبير سلميا عن رفضه القاطع للإنتخابات في كل محافظات الجنوب  ، الحدث الأخر كان في نهاية ذات العام عندما خرج الجنوبيون رجال ونساء واطفال في مهرجان ومسيرة مليونية احتفاءا  بالذكرى الـ 45 لعيد الإستقلال الأول الثلاثين من نوفمبر .

وفيالفترة مابين هاذين الحدثين البارزين عمدت سلطات الاحتلال الى تكثيفممارساتها القمعية في الساحة الجنوبية برمتها مستخذمة ابشع اساليب القتلولقمع والاعتقالات والاختطافات والاغتيالات ، فسقط عشرات الشهداء ومئات منالمصابين والجرحى ، وسالت الدماء في الساحات والشوارع وحتى في داخل بيوتالمواطنين عند مداهمة قوات الاحتلال للناشطين ، وعند قصف  الويتها المدرعة لمنازل الساكنين بقذائف الدبابات

 وما ان اعلنت سلطات الاحتلال اليمني المتخلف عن اجراء الانتخابات الهزلية , خرج الالاف من ابناء الجنوب في مسيرات ومظاهرات للإعلان عن رفضهم لها ، ومعاقتراب موعدها ارسل الاحتلال قواته بكثافة وبكامل عتادها العسكري مندبابات ومصفحات ومدرعات وناقلات جند ونشرها في كل محافظات الجنوب بغرضتمرير الانتخابات بالقوة ، وقمع وقتل واعتقال كل من تسول له نفسه رفضها  

ومقاطعتها ، اماشعب الجنوب بجميع اطيافه ومكوناته السياسية والشبابية ومنظمات المجتمعالمدني والشخصيات الاجتماعية والاكاديمين والمثقفي  والاعلاميين ورجالالدين والتجار والنقابات فقد انتفض في ذلك اليوم ليقول كلمته الفصل ( شعبالجنوب حر والانتخابات لن تمر) ، اما الحراك الجنوبي  فاعلن ان يومالانتخابات سيكون يوم عصيان مدني شامل في تعبير سلمي حضاري عن رفضالانتخابات رفضاً قاطعاً ، 

 

الحدث الأول : إفشال الأنتخابات اليمنية في الجنوب :

 

في صبيحةيوم 21 فبراير كانت شوارع محافظات الجنوب عامة والعاصمة عدن خاصة خاليةتماماً من المارة ، وكل المحال التجارية مغلقة ولم تفتح ابوابها إستعداداوتأهباً لإفشال الانتخابات ، فيما بدت مراكز الاقتراع الشبيهه بمعسكراتالجيش كمن يستجدي ناخباً واحداً يتم التقاط صورة له وهو يدلي بصوته ، لكنهملم يجدوا ، فحاولوا استقدام عسكريين بلباس مدني لإتمام عملية الانتخابات ،لكن شباب الحراك وكل جماهير شعب الجنوب تصدت لهم ، فسقط المركز الانتخابيالواحد تلو الأخر بيد شباب الحراك ، ومعه سقط الشهداء برصاص الغدر لقناصةالاحتلال الهمجي، 

عندالظهيرة كانت جميع مراكز الانتخابات وحراساتها الامنية قد انسحبت وعادت الىمعسكراتها وثكناتها ، لتخرج الجماهير عصرا في مسيرات ابتهاجا بالنصرلارادته وافشال الانتخابات التي لم تمر .

مفارقة غريبة :

نعمانها لمفارقة غريبة ، سلطات الاحتلال اليمني تمارس مايسمى بالعمليةالديمقراطية على اشلاء من الجثث ، وقرى ومدن في ابين اصبحت اثرا بعد عينجراء قصفها بالطائرات والدبابات والصواريخ المحرمة دوليا ، واللجنة العامةللانتخابات تبحث في عدن عن غرفة لتضع فيها صناديق 

الاقتراع ، فجميع مدارس العاصمة عدن ومعاهدها وكلياتها واقسامها الداخلية وكذا رياض الاطفال مكتظة عن اخرها بالاسر النازحة من ابين الذين كانوا يعيشون في اوضاع 

مآساوية تفتقد الى ابسط متطلبات مواقع ايواء النازحين ، وازاء هذا الوضع الانساني كانت سلطات الاحتلال  بمختلف مؤسساتها الفاسدة  تنفق مئات الملايين من الريالات لأنجاح العملية الإنتخابية ،

وفشلتالانتخابات في الجنوب ، وكان لهذا الحدث ( الانجاز ) البارز عظيم الاثر فينفوس كل جماهير شعب الجنوب بجميع اطيافه ومشاربه ونخبه ومكوناته ، واعطىللحراك الشعبي دفعة قوية اخرى للمضي قدماً في نضاله التحرري السلمي وتحقيقهدفه المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولته ، لكن الثمن كان باهظاًاحدى عشر شهيدا واكثر من مئة جريح .والشهداء هم : 1) انور محمد علي بن علي ( عدن ــ دار سعد)  2) سالم عوض الجبري (عدن)   3) جعبل الخضر (عدن ــالتواهي)  4) أحمد شيخ (عدن ــ القلوعة)  5) أحمد الصوملي (عدن ــ القلوعة)   6) صالح متاش ( عدن ــ الشيخ اسحاق)  7) عبده صالح الصبيحي (لحج ــالحوطة)   8) فهد نصيب (ابين)   9) حمادة نصيب (ابين)   10) رشاد أحمد(حضرموت)   11) صالح الصيعري (حضرموت) .

 

الحدث الثاني :  المهرجان المليوني لعيد الاستقلال الأول (الثلاثون من نوفمبر) 

 

بإفشالانتخابات فبراير يكون الحراك الجنوبي قد مهد لخوض نضاله التحرري موحدالصفوف والهدف ، فكانت مليونية نوفمبر بزخم جماهيري اكد على اللحمة الوطنيةالجنوبية ، حيث توافدت الجماهير من مختلف محافظات الجنوب الى العاصمة عدنقبل يومين من اقامة المهرجان والمسيرة المليونية احتفاءا بالذكرى الـ 45لعيد الاستقلال الوطني الأول الثلاثين من نوفمبر ، وكان الشارع الرئيسيبمدينة المنصورة الباسلة قد اكتض بالمتظاهرين المحتفين بهذة المناسبةالغالية ، وتزين الشارع الرئيسي على امتداده بأعلام الجنوب وصور الشهداءوصور الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض وقائد الثورة الزعيم حسن احمدباعوم ، 

فيهذا اليوم كان المشهد في موقع المهرجان رائعاً بكل المقاييس ، فقد تجاوزعدد المحتشدون لأكثر من مليون ، اوصلوا رسالة قوية للمجتمع الدولي مفادهاان شعب الجنوب رفض بالامس تلك الانتخابات الهزلية ، واليوم يجدد رفضه لمايسمى بالحوار  

الوطني والمشاريع المنقوصة ، ويتوق للتحرير والاستقلال واستعادة دولته ، ويتطلع لحياة حرة كريمة في دولته المستقلة ذات السيادة على كامل ترابها الوطني .

حدثانبارزان شهدتهما الساحة الجنوبية خلال عام 2012 ، شكلا علامة فارقة فينضالات سلمية لشعب ابى الظلم والطغيان ورفض الذل والمهانة ، وسعى لإستعادةدولته وصون كرامته بكل الوسائل السلمية المشروعة ، فواجه صنوف القهر والقتلوالتعذيب والتجويع والعقاب الجماعي من نظام اهوج متخلف ، نظام احتلاللايرى في الجنوب سوى الغنيمة , الثروة والارض ، ويدعي حفاظه على وحدة كانالجنوبيون سباقون اليها ، لكنه مالبث ان حولها الى فيد وسلب ونهب وضموالحاق وطمس واقصاء ،  والمؤسف له ان كل تلك الجرائم التي يرتكبها هذاالنظام بحق ابناء الجنوب تحظى بتأييد المجتمع الدولي وهي جرائم منتهكةلحقوق الانسان واي انسان ؟ انه ذلك الجنوبي المغلوب على امره الذي تسحقهسياساتهم وممارساتهم ومخططاتهم ليل نهار .