تباريح جريحة

أيها المسجي تحت الثرى

بين لفائف الكفن

وجدران اللحد

في ظلمة الليل

ولهيب الشمس

أيها الراحل بعيدا

يا من تواريت عني

يا من هجرت عالمي

يا من آثرت الصمت إلى الأبد

أفتقدك

أشتاق أليك

أحن إليك

أبحث عنك بين صمتي وبوحي

بين حزني وألمي

بين ماضيّ وحاضري

بين حياة كانت

وأخرى رحلت

أتذكر تلك الأيام

أتذكر تلك الليال

أتذكر حينما كنا نلهو

وكنا نمرح

هناك المروج تماوجت معنا

هناك العصافير غردت لنا

هناك الغيوم ظللتنا

حتى النسائم داعبتنا

أيها الراحل عني

بربك قل لي

أتعي وأنت بين جدران اللحد شيء

أتذكر وأنت في لفائف الكف شيء

أنت لم تفارقني برهة

أنت لم تبارحني لحظة

أنت معي أينما حللت

أنت معي أينما ارتحلت

حتى في منامي وأنت تلاحقني

عن يمني أراك

عن شمالي أراك

بين أوراقي

في مذكراتي

ومن حبر قلمي تنساب

زرت قبرك ووقفت بجانبه

وتسألت في صمت

إن ناديتك هل ستسمعني؟

إن خاطبتك هل ستفهمني؟

فكان صمتك يقتلني

ساح دمعي وجرى

وأخضل به الثرى

وسرت وأنا أسأل ذاتي

أتعاودني ذكراك

أتلاحقني أطيافك

أم انك سكنت إلى الأبد

من فهــــــد البرشاء