آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-07:28م

ملفات وتحقيقات


دراسة كورية : الغرابة والاستمرار .. قصة توحيد اليمن « وحدة اليمن مشكلة لم تحل بعد»

الإثنين - 18 فبراير 2013 - 05:26 م بتوقيت عدن

دراسة كورية : الغرابة والاستمرار .. قصة توحيد اليمن « وحدة اليمن مشكلة لم تحل بعد»
وخلصت الدراسة إلى أن "توحيد اليمن يظل مشكلة لم تحل بعد، وحتى نوفمبر تشرين الثاني عام 2012، أكثر من عقدين من الزمن بعد التوحيد، مؤتمر الحوار الوطني بحاجة لمحاولة حل النزاعات بين شطري البلاد المختلفة".

زيورخ (عدن الغد) خاص

نشرت منظمة كورية جنوبية تدعو إلى توحيد الكوريتين وتسمى بـ  " OneKorea " نشرت اليوم الأثنين دراسة عن قصة توحيد اليمن خلصت فيها إلى أن قصة توحيد اليمن مشكلة لم تحل بعد ، داعية الكوريين إلى التعلم من الآثار المترتبة على توحيد دولتي اليمن الجنوبي والشمالي في تسعينات القرن الماضي.

 

وقالت الدراسة التي ينشرها "عدن الغد" أن جنوب اليمن بعد الاستقلال ، لا يختلف كثيرا عن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ، مشيرة إلى أن الاكتشافات النفطية بين حدود البلدين هي من دفعت قيادتي البلدين لإعلان الوحدة.

 

ورغم هذه الوحدة تقول الدراسة أن التوتر في الجنوب مستمر ، وأن "الجنوب مازال يرى مكانته بأنها هدفا للضم والإلحاق ، وضل يدعو إلى الانفصال ، كما ينظر الجنوب لحكام الشمال باعتبارهم جماعات عدوانية مصممة على استغلال الموارد الطبيعية للجنوب".

 

وخلصت الدراسة إلى أن "توحيد اليمن يظل مشكلة لم تحل بعد، وحتى نوفمبر تشرين الثاني عام 2012، أكثر من عقدين من الزمن بعد التوحيد، مؤتمر الحوار الوطني بحاجة لمحاولة حل النزاعات بين شطري البلاد المختلفة".


نص الدراسة / ترجمة إياد الشعيبي


عندما أفكر في التوحد (أي توحد) .. اليمن ليست الدولة الأولى التي تتبادر إلى الذهن.

في أي مكان في العالم يقع اليمن على أية حال؟  إذا كنت مثل معظمنا، وربما جميعنا ، فاليمن على الأرجح مخلوط مع الكتلة الجغرافية للشرق الأوسط ، ولأننا جميعا نرغب بمعرفة ماهو غامض حولها .

 

قد تكون اليمن مكانا غامضا، لكن تبين أنه من القيم دراسة حالة توحيدها  ، كوريا الجنوبية قد لا تدرك هذا، في الواقع بعض الكوريين ينظر إليها على أنها نموذجا للتكامل من أعلى إلى أسفل حتى اندلعت الحرب الأهلية في اليمن في عام 1994 والمحللون سارعوا لعكس وجهات نظرهم. ثم صارت حكاية تحذيرية من عدم استقرار التوحيد المفروض من الأعلى ، ما لم يحظى بدعم شعبي فهو توحيد غير صحيح. ومنذ ذلك الحين أصبحت في معظم الأحيان بطي النسيان.

 

اكتشفنا اليمن من خلال مجلد أصفر نحيل – معظمه غير مستخدم – في الطابق السابع من مكتبة جامعة إيموري.

 

الكتاب كان " من أجل تحقيق المصالحة الكورية: الاجتماعية والثقافية  التبادل والتعاون " للمؤلف غابرييل يونسون، وأنا ألتقطه كنت  أود معرفة المزيد عن الحواروالتوحيد ، وبدلا من ذلك  انجرفت إلى معلومات أساسية عن الوحدة اليمنية.

 

 

كانت هذه المنطقة التي تشكل في الوقت الحاضر اليمن ، أمة يمكن التعرف عليها بوضوح منذ آلاف السنين ، والعاصمة  صنعاء، هي واحدة من أقدم المدن المأهولة على سطح الأرض. كما كتب عالم الانثروبولوجيا بول دريش في عام 2000 عن تاريخ البلاد "، منذ ظهور الإسلام، إن لم يكن قبل وقت طويل، تم تضمين فكرة اليمن كوحدة طبيعية في الأدب والممارسات المحلية".  ولكن، كما هو الحال مع ألمانيا و تقسيم شبه الجزيرة الكورية من قوى الاستعمار لأغراضها الخاصة، مما أدى إلى دولتين، شمال وجنوب اليمن.

 

حُكمت شمال اليمن في إطار الإمبراطورية العثمانية حتى انهيار الإمبراطورية في عام 1918 نهاية الحرب العالمية الأولى. ثم كسب شمال اليمن استقلاله.

 

ظل جنوب اليمن، على الرغم من ذلك  مستعمرة  للإمبراطورية البريطانية حتى عام 1967 عندما خرجت الإمبراطورية ونال جنوب اليمن استقلاله الخاص.

 

شمال اليمن أصبح منذ حصوله على الاستقلال جمهورية أقل ديمقراطية مع ممثلي القبائل ، جنوب اليمن، بعد استقلاله، أصبح الدولة الوحيدة الماركسية في الشرق الأوسط. لا تختلف كثيرا عن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، تقاتلت الدولتان خلال عامي  1970 و 1980، ولكن العوامل الاقتصادية أثبتت أنها مفتاح التوحيد. وعندما تم اكتشاف النفط في المناطق الحدودية بين البلدين،قرروا وضع حد للمناوشات والعمل معا من أجل تعزيز الازدهار المشترك.

 

في عام 1988 شكلوا شركة للتنقيب عن النفط على طول الحدود المشتركة ، والشركة المشتركة لاستخراج النفط هي الشركة اليمنية للاستثمار في النفط والثروة المعدنية، كانت هذه هي الخطوة الأولى نحو توحيد العملية.

 

وفي أواخر عام 1989، كان قادة البلدين قد وقعوا مشروع دستور الوحدة ، ويوم 22 مايو، 1990، تم توحيد البلدين رسميا.

 

كان مفتاح التقدم السريع موقف القيادة لكل بلد حيث رأى كلا الجانبين على أنها فرصة "الآن أو أبدا،".

 

حتى أنشأوا حكومة متعددة الأحزاب. أصبح رئيس اليمن الشمالي السابق علي عبد الله صالح رئيس الدولة، والرئيس السابق للجنوب الرئيس اليمني علي سالم البيض أصبح رئيس الحكومة.

 

على السطح، يبدو كل شيء جرى بسلاسة ، وأن اليمن كان أفضل مثال ناجح للتوحيد الوطنى، وأنه كان فريدا من نوعه نسبيا في التكون من أعلى إلى أسفل.

 

لكنها ظلت التوترات. كان اليمن الجنوبي أقل سكانا إلى حد كبير، وشعر الشعب هناك أنهم تعرضوا للتحييد من قبل الشمال الأكثر سكانا.


 الأهم من ذلك، ظل كل جانب يحتفظ بجيشه في أماكنهم. في عام 1994، اندلع القتال في حرب أهلية، انفصل فيه الجنوب، لكن الشمال الأكثر سكانا  سحق الجنوب في غضون أشهر.

 

لكن التوتر لم يختفِ ، فالجنوب مازال يرى مكانته بأنها هدفا للضم والإلحاق ، وضل يدعو إلى الانفصال ، كما ينظر الجنوب لحكام الشمال باعتبارهم جماعات عدوانية مصممة على استغلال الموارد الطبيعية للجنوب.

 

توحيد اليمن يظل مشكلة لم تحل بعد، وحتى نوفمبر تشرين الثاني عام 2012، أكثر من عقدين من الزمن بعد التوحيد، مؤتمر الحوار الوطني بحاجة لمحاولة حل النزاعات بين شطري البلاد المختلفة.


في ختام دراستنا عن تاريخ توحيد اليمن ،. على الرغم من البساطة أو ربما بسبب ذلك يبدو التشابه في الوضع في شبه الجزيرة الكورية واضحا إلى حد ما بالفعل.  للتحقيق في ما يمكن أن يعلمّنا اليمن بشأن مستقبل شبه الجزيرة الكورية، وقراءة الوحدة اليمنية والآثار المترتبة عنها.

 


* ترجمها إياد الشعيبي
* حقوق النشر محفوظة للمترجم

* "OneKorea" هي منظمة كورية جنوبية يشرف عليه مجموعة من طلبة الجامعات والأكاديميين وتهدف إلى توفير منظورشامل لتعزيز الحوار حول القضايا الراهنة المحيطة بشبه الجزيرة الكورية .