أثناء تصفحي لصفحة" لحج بيتنا" على موقع التواصل الإجتماعي" فيس بوك" استوقفتني صور عديدة من الزمن اللحجي الجميل وأكثر صورة أوجعتني كانت صورة هذا الرجل ..والذي يناديه الجميع هنا في مدينة الحوطة "بالعم عربيد" تذكرت ساعتها صوته المميز وهو يجوب حارات الحوطة مرورا بمنزلي مرددا : " فين أصحاب الباغة" " الباغة باترووح"... فيمازحه أحد المارة : " البلاد قد راحت يا عم عربيد باقي الباغة"...فيبتسم ضاحكا...لا يستطيع ساعتها إخفاء المرارة .
هذا الرجل من سكان الحوطة كان (عقيد) في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكان يأمر وينهي وله هيبته العسكرية أيام الزمن الجميل ثم أجبر على التقاعد بعد حرب صيف 94م كغيره الكثيرين من ضباط وقادة الجنوب. حاليا يقضي العم "عربيد" حياته بائع للسمك "الصيد" يجوب الحارات كل صباح..يتذكر زمنا يحلم بعودته حين كان يجوب ميدانه ومعسكره كل صباح حاملا هم الوطن وكرامته.
العم"عربيد" رغم قسوة حياته اليوم وظروفه المعيشية الصعبة إلا أن يحتفظ بقدر كبير من المرح وروحا مفعمة بالضحك والإبتسام في وجوه المارة والمشترين. يذهب الكثيرون الى الإجماع أنه وبرغم كل العثرات والتحديات الا أن الجنوب أيام الحكم الاشتراكي كان وطن ودولة ومدنية تحترم الجميع فيها..هنا كانت دولة حقيقية في زمن جميل أصبح الواقع اليوم يجبر الألسنة أن تغني بصوت تخنقه المرارة: قل للزمن ارجع يازمان.."
من : شيماء باسيد
