آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-07:16م

أخبار وتقارير


تقرير غربي : في أجزاء من اليمن "يعيش الجنوب الحر"

الأربعاء - 06 مارس 2013 - 11:31 م بتوقيت عدن

تقرير غربي : في أجزاء من اليمن "يعيش الجنوب الحر"
في اليمن تتداعى مدينة عدن الجنوبية، وتظل دائما الشعارات على الجدران تعلن "يعيش الجنوب الحر"

عدن الغد ( ترجمة خاصة)

* جبال الضالع وردفان ويافع الآن أصبحت قاعدة الحراك الجنوبي، وتعد مجموعة صارخة من أكثر الفصائل الانفصالية الجنوبية ،  ولا يزال الغضب يستعر  تجاه العاصمة (صنعاء).
* المؤيدون للحراك هناك يؤكدون أن المنطقة تقع تحت  "الاحتلال العسكري".
* علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يرفرف علنا على المباني المدنية ، في حين علم اليمن الموحد يطير فوق الحواجز العسكرية.
* عندما سئُل من يكون الرئيس هنا ؟  الأطفال المحليون سمّوا الزعيم الانفصالي المتواجد في المنفى السابق علي سالم البيض.
* الجيش اليمني يتبدد مع الاقتراب من الضالع ، وعلامات سيطرة الحكومة كلها تغيب في داخل حدودها.
* تمتد عدم ثقة الجنوبيين إلى أبعد من الحكومة المركزية إلى المجتمع الدولي الذي يرى وحدة اليمن مستمرة وغير قابلة للتفاوض.
* الجيش الشمالي قتل النساء، لقد قتل الأطفال، ووضعنا تحت الحصار .. هذا الوضع مستمر حتى اليوم.
* الجانبين يبدو متلهفا إلى تصعيد الصراع المسلح، وهذا يعني مأزق متوتر من المحتمل أن يسود في الوقت الراهن.


تقرير آدم بارون – ترجمة إياد الشعيبي

 

في اليمن تتداعى مدينة عدن الجنوبية، وتظل دائما الشعارات على الجدران تعلن "يعيش الجنوب الحر".

 

في عاصمة الجنوبيين سابقا ، ذلك بمثابة تصريح طموح، وهو مظهر من مظاهر الدعم المتزايد بين الجنوبيين للانفصال ، الذين يريدون قلب مسار اليمن الذي توحد في العام 1990 واستعادة الاستقلال لجنوب اليمن.

 

ولكن بعد 80 ميل شمالا، الشعار تقريبا يعكس الواقع ، كانت المناطق الجبلية الوعرة " الضالع، ردفان، ويافع" بؤر الثورة الطويلة ، فرجال القبائل المحلية هناك قاتلوا بريطانيا من أجل الاستقلال في 1960، كما قاتلوا القوات الشمالية في الحرب الأهلية عام 1994 . الآن أصبحت هذه الجبال قاعدة الحراك الجنوبي، وتعد مجموعة صارخة من أكثر الفصائل الانفصالية الجنوبية ،  ولا يزال الغضب يستعر  تجاه العاصمة (صنعاء) نتيجة الإهمال في هذه المنطقة الراكدة اقتصاديا.

 

المؤيدون للحراك هناك يؤكدون أن المنطقة تقع تحت  "الاحتلال العسكري"، مشددين على إظهار تحكم صنعاء في المنطقة بأنه غير شرعي.

 

علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يرفرف علنا على المباني المدنية ، في حين علم اليمن الموحد يطير فوق الحواجز العسكرية على الطرق التي تربط المدن والجنود، وعلى الدبابات التي تتمركز جالسة على قمم الجبال المطلة على المناطق المأهولة بالسكان. السكان المحليون يرون بأن الوجود العسكري إشارة إلى حملة قمع أخرى وهي بمثابة تهديد مستمر لهم.

 

يرى الكثيرون هنا أن الانفصال لا مفر منه ، لقد كانت الحملات العسكرية القاسية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة المحلية النتيجة المتوقعة للتشدد  بدلا من قمع  السكان.

السكان المحليون يقولون أن مطالب المتظاهرين في البداية كانت عن الحقوق المدنية، ولكن بعد رؤية رد فعل الحكومة اليمنية،  أصبحوا على قناعة متنامية بأن الانفصال هو الحل الوحيد.

 

"الجيش الشمالي قتل النساء، لقد قتل الأطفال، ووضعنا تحت الحصار .. هذا الوضع مستمر حتى اليوم"، يقول أحمد ناصر علي، وهو عسكري سابق من الجنوبيين الذين تم إخراجهم جنبا إلى جنب مع معظم  الجنود الآخرين في الجيش الجنوبي بعد حرب 1994.   بلدته الحبيلين كانت محاصرة من قبل القوات الحكومية طيلة نحو ثلاثة أشهر في العام 2008 . وأضاف "اليوم ، نحن نريد الانفصال .. لماذا؟ إنها رد فعل لتحريرنا من كل هذا. "

 

من ناحية يبدو أن الجيش يتبدد مع الاقتراب من الضالع ، عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، وعلامات سيطرة الحكومة كلها تغيب في داخل حدودها.

قادة الحراك الجنوبي المحليين يقولون أنهم قد أخذوا إلى حد كبير على مدى إدارة مهام الحكم، والعمل جنبا إلى جنب مع زعماء القبائل المحلية وغيرها من شخصيات الحراك الجنوبي في اليمن وخارجه للحفاظ على النظام.

 

علم الدولة الجنوبية السابقة والكتابات الانفصالية على الجدران باتت مشهدا ثابتا على طبقات المباني الحكومية .


عندما سئُل من يكون الرئيس هنا ؟  الأطفال المحليون سمّوا الزعيم الانفصالي المتواجد في المنفى نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، الذي كان واحدا من المهندسين الرئيسيين للوحدة ، ثم تحول  وقاد القوات الانفصالية في حرب 1994.

 

الأعضاء الأكثر اعتدالا من الحركة  لديهم القليل من الشعبية هنا - إن وجدت - ، والقادة المحليون تقريبا جميعهم يرفضون إمكانية الحوار مع صنعاء.

 

تمتد عدم ثقة الجنوبيين إلى أبعد من الحكومة المركزية إلى المجتمع الدولي الذي يرى وحدة اليمن مستمرة وغير قابلة للتفاوض. حتى الأمم المتحدة ، يقول السكان المحليون أنها منحازة، معتبرين أنها تركز بشكل شبه كامل على صنعاء، ومعالجة الجنوبيين كقضية جانبية.

 

يقول عبد الله حسن أحمد نائب رئيس الحراك الجنوبي في مدينة الضالع " من الواضح، نحن نعلم أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لها تأثير كبير على القضية الجنوبية"، وأضاف "لكن الطريقة التي يتم التعامل بها معها هي بوضوح غير عادلة."

 

الحكومة اليمنية تدّعي أن الضالع هي قاعدة الفصائل الراديكالية الانفصالية المسلحة المدعومة من إيران ، وهو الاتهام الذي ينكره القادة الانفصاليون بشدة  ويقولون أن الجزء الأكبر من الدعم المالي يأتي من رجال الأعمال الجنوبيين المتواجدين خارج البلاد.

 

كانت هناك سلسلة من الهجمات الفتاكة على الجنود المتمركزين في المنطقة، ولكن القادة المحليون ينكرون وجود ميليشيات المنظمة، مؤكدين التزامهم بالطرق السلمية وأن أي أعمال عنف ضد القوات اليمنية تأتي نتيجة الغضب الشعبي.

 

وفي حين ينأون بأنفسهم عن العنف، يلاحظ قادة الانفصال بكل فخر أن ميزان القوى قد تحول على ما يبدو.

لمرة واحدة اضطرت العمل السري بسبب أنشطتهم السياسية، على الأقل في الضالع نفسها، زعماء الحراك الجنوبي كما يبدو أنها تعمل هناك مع حصانة  ، في حين رفاقهم يواجهون التهديد بالاعتقال في أي مكان آخر.

 

البعض يتوقع استعادة سيطرة الحكومة بالكامل ، على الأقل من خلال الوسائل السلمية ، ولكن أيا من الجانبين يبدو متلهفا إلى تصعيد الصراع المسلح، وهذا يعني مأزق متوتر من المحتمل أن يسود في الوقت الراهن.

 

يقول صالح شائف سعيد وهو ناشط في الحراك الجنوبي في الضالع " الجنود قد رأت قوة الشعب ووحدتنا، لقد  فروا خوفا "، ويضيف "إن قوات الاحتلال تعلم أنها لا يمكن أن تؤثر فينا الآن."


* ترجمة خاصة لصحيفة "شمس الكرامة" وموقع "عدن الغد"

* التقرير نشر بنسخته الإنجليزية في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور العالمية