آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-10:19م

رياضة


الأندية الإسبانية مهددة بالإنهيار بسب ثقل الديون

الجمعة - 22 مارس 2013 - 05:21 م بتوقيت عدن

الأندية الإسبانية مهددة بالإنهيار بسب ثقل الديون
الأندية الإسبانية تعاني من أزمة مالية خانقة

((عدن الغد))إيلاف:

 

يبدو أن كرة القدم في بلد كإسبانيا والذي فاز بكأس العالم ويضم أعظم لاعبين، أصبح كفقاعة مستعدة للانفجار في أي لحظة، في الوقت الذي تستعد السلطات الأوروبية لوقف التمويل العام للأندية الإسبانية المثقلة بالديون.
 روميو روفائيل  -  إيلاف :  في خطوة قد تهدد  بإثارة انهيار جزئي لنظام كرة القدم مبني علي أكوام  من الديون لا يمكن تحملها، تريد سلطات الإتحاد الأوروبي  من  مقره في بروكسل من الحكومة الإسبانية تقديم شرحا لأسباب السماح لأندية كرة القدم باستفحال ضخم لضريبة غير مدفوعه وديون الضمان الاجتماعي.


 
و مع العديد من الأندية من الدرجتين الأولى التي والثانية لديها  بالفعل مشاكل  في دفع الديون المصرفية التي يقدر مجموعها بحوالي 3،5 بليون يورو، فعلى الأرجح أن تجبر هذه الخطوة تصفية بعض منها، ويمكن ان تختفي أسماء تاريخية مثل ديبورتيفو لاكورونا أو راسينغ سانتاندر بسهولة، وستضطر أندية أخرى كبرى مثل فالنسيا إلى بيع نجومها للتخلص من الضرائب ،  وبالتالي  ستواجه سنوات من التراجع .


 
تساؤلات أوروبية
 
 ويود أعضاء في البرلمان الأوروبي معرفة لماذا إسبانيا سعيدة بطلب 40 مليون يورو كمساعدة من دافعي الضرائب في منطقة يورو لدعم بنوكها، بينما تسمح للأندية بأن تكون مدينة لمصلحة الضرائب بـ 692 مليون يورو، في الوقت نفسه أكد ويلي ماير، النائب الاسباني في البرلمان الأوروبي عن ائتلاف اليسار الموحد، أن هذا الوضع غير عادل "لأنه يجب على كل الأندية الإسبانية، فضلا عن غيرها من أندية كرة القدم الأوروبية، أن تكون قد دفعت الضرائب المستحقة عليها"، وأشار إلى أن  " الأندية تدفع ملايين عدة من اليورو كأجور للاعبين النجوم، في حين تفرض الحكومة، التي تعاني من ضائقة مالية خانقة، زياده الضرائب ضريبة القيمة المضافة علي وخصصة المستشفيات وغيرها من مؤسسات الخدمات العامه ". حسب ما جاء في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية.


 
وسبق لرئيس بايرن ميونيخ هونيس اولى  أن اشتكى عندما نشرت أرقام عن الديون العام الماضي ، قائلا "ندفع مئات الملايين من اليورو لإنقاذ إسبانيا من الديون وبعد ذلك تسمح لأنديتها بأن تكون مدينة".


 
ولكن متحدث باسم جواكين المونيا، سياسي إسباني بارز في المفوضية الأوروبية ،  قال  "إن تحقيقا رسمياً  -  يشبه التحقيق الذي يبحث عن الإعانات العامة لكرة القدم الهولندية  -  يجب عليه الانتظار لحين ترد الحكومة الإسبانية على الاستفسارات "، وفي نفس الوقت حذر محللون من أن أي مبادرة من المونيا لإجبار سلطات الضرائب في إسبانيا على استرداد ديونها سيفضح مشكلة التمويل المزمنة في كرة القدم الإسبانية، إذ أكد البروفيسور خوسيه ماريا دي بيانا من جامعة برشلونة، إن الإقراض المتهور -  لاسيما من جانب بنوك الإدخار السابقة التي يسيطر عليها رجال السياسة المحليين  -  سيخلق فقاعة التي ستنفجر في نهاية المطاف، وفي الوقت الذي أيد تصريحات هونيس بأن الحكومة لا تطارد الأندية التي تتهرب من دفع الضرائب، قال إن برشلونة وريال مدريد واتلتيك بلباو هي الأندية الوحيدة التي لا خطورة عليها.
 


22 نادياً في خطر وثلاثة في مأمن
 
ويعيش أثني وعشرون نادياً من الدرجتين الأولى والثانية عاجزة عن الوفاء بديونها أو كانت عاجزة خلال السنوات الأخيرة، وبعضهم يكافح من أجل البقاء بعد خطط تسديد الديون التي فرضها الدائنين ، وتشمل أندية سبق أن فازت بلقب الدوري مثل ديبورتيفو لاكورونا وقائمة طويلة من الأندية التاريخية مثل سرقسطة وراسينغ سانتاندر ومايوركا وريال بيتيس.


 
وسمح لديبورتيفو  -  الذي تأهل إلى الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في 2004  -  بأن تصل ديونه إلى 96 مليون يورو، فيما كشف تقرير لمحكمة الإفلاس هذا الأسبوع أن السبب الحقيقي وراء هذا العجز هو "الانعدام التام للواقعية في الإدارة التي أخذت بالانفاق والاستثمار والتي تجاوزت إمكانيات النادي الاقتصادية على الإطلاق"، ومن المتوقع أن يكون التمويل غير المباشر من المحطات التلفزيونية المملوكة للقطاع العام وضمانات القروض من الحكومات الاقليمية تحت المجهر في بروكسل.


 
وانتقل فالنسيا، واحد من أكبر أندية إسبانيا، إلى أيدي القطاع العام هذه السنة، بعدما فشل في تسديد قروض مضمونة من قبل الحكومة الاقليمية، وهو الآن تحت تصرف مصرف بانكيا الذي تم تأميمه بعدما بلغت خسائره 19 بليون يورو في  العام الماضي ، وهذا يعني أن النادي  -  الذي أوقف العمل في ملعبه الواسع وغير مكتمل البناء في المدينة  -  هو في الواقع مملوك من قبل دافعي الضرائب الاسبان.


 
أما ملكية الناديان إلتشي وهرقل فتعود إلى حكومة فالنسيا الاقليمية التي ضمنت قروضهما بعد فشلهما بتسديدها.


 
واستطاعت أندية أخرى، بما في ذلك ديبورتيفو، من خفض ديونها منذ بداية العام الماضي بسبب عائدات البث التلفزيوني وعمولة رهانات كرة القدم، ولكن هذا التقدم بطيء جدا الذي لا يساعد في تسوية ديونها بين ليلة وضحاها.
 
وبما أن كرة القدم هي رياضة عالية الشأن جداً ومشحونة، فإنه إذا حاولت سلطات الضرائب من ملاحقة أي ناد بشكل مستمر فقد ينقلب أنصاره ضد هذه السلطات، حسبما ذكر البروفيسور دي يبانا، الذي يعتقد بأنه السبب في هذا هو استهداف السلطات لديبورتيفو بدلا من  النادي المدعوم والمثقل بالديون مثل اتلتيكو مدريد، قائلا: "لا تستطيع جماهير ديبورتيفو من إغلاق شوارع مدريد".
 
وكما أن الأندية تشد الأحزمة على البطون، فإنها تستعد لبيع اللاعبين النجوم. الخطوة التي قد تؤدي إلى تراجع نوعية كرة القدم  في إسبانيا ، إذ يمكن أن تهرب هذه المواهب إلى البريمير ليغ أو أي مكان آخر في أوروبا.
 
والحالة الإسبانية مهددة، مع تحقيق المفوضية الأوروبية عن 10 ملايين يورو قدمت كمساعدات من القطاع العام لأندية هولندية عدة بما في ذلك ايندهوفن،  بالانتشار إلى بلدان أخرى. وإذا بدأت المفوضية بالاستفسار من الأندية الايطالية والفرنسية أيضا عما إذا كانوا يدفعون الايجارات حسب أسعار الأسواق المالية للملاعب التي تملكها البلديات، فإنها ستدخل في أمور معقدة ومتشابكة جدا.