آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-04:48م

أدب وثقافة


(لوسفير) قصة قصيرة

السبت - 27 أبريل 2024 - 08:14 م بتوقيت عدن

(لوسفير) قصة قصيرة

كلمات/لمياء المحوري:

_ ما هذا الحشد ؟!
_ ألم تسمع الخبر !
_ كلا ..
_ سينفذ حكم الإعدام في أحدهم اليوم
_ هل تمزح !؟.. هنا وسط مدينة سكنية مكتظة، أي قرار هذا !
_ إنه القانون يا صديقي تنفيذ الحكم في مسرح الجريمة أو بالقرب منه، ما رأيك أن نشاهد هذا الحدث الجلل ...
_ هل تمازحني !!
_ هل أنت خائف ( قالها لي وهو ينظر إلي بسخرية)
_ لست خائف
_ إذا. ...
_ حسنا هيا بنا
جموع كثيرة تلتف بشكل دائري،
وفي الوسط وقف القاتل مكبلاً بأصفاد حديدية، يحيط به جنود وشخص كان يحدثه بكلمات لم أستطع سماعها بسبب الضوضاء ..
وفجأة صمت الحشد الهائج بذهول على صوت قهقهة القاتل العالية
كان مثيراً للريبة والخوف في آن واحد.. شخص في موقفه كان الخوف كفيلا بأن يقتله قبل الرصاص...
_ لوسفير...
قالها عجوز يقف بجواري وكأنه كان يستمع إلى ما أحدث به نفسي
_ عفواً..
_ إنه لوسفير.. قابع في كيان هذا الرجل، يدرك أن الأوان قد آن ليجد ضحيته الجديدة
_ عفواً يا سيدي، لكنني ...
_ لا تفهم، ليس مهم أن تفهم... هنالك ما قد يتجاوز حدود عقلك
لكن احذر النظر في عينيه فلوسفير سينطلق من عينيه كالسهم قبل أن تنفذ في جسده الرصاصة القاتلة ليستقر في العينين اللاتي وقعتا عليه
_ صدقني يا عم قلتها وأنا أبلع ريقي بصعوبة، أنا لا أفهم ماتعني
جذبني صديقي، دع عنك الحديث الجانبي وانظر هاهم يطرحون القاتل أرضاً
_ لا تنظر إلى عينيه، قالها العجوز بنبرة محذرة وهو ينصرف
_ هيا فلنصور، أين هاتفك
_ هااا إنه في جيبي
_ انظر هاهو الجندي يقترب لتنفيذ الحكم سيطلق النار
نظرت ....
كان القاتل مطروحاً على الأرض، ووجهه يلامسها،

الطبيب يضع علامة على ظهر الرجل و..
رفع رأسه
نعم رفع رأسه ونظر نحوي،
كلمات العجوز ترنّ في رأسي....لا تنظر
أنا أنظر.... عيناه
هل هو يبتسم إلي، أم يخيل لي...
شفتاه تتمتمان بشيء،
لما لا أستطيع أن أغمض عينيّ
البندقية فوق موضع الإشارة ... عيناه ... عيناه انفجرتا بشكل مخيف ... صوت كالصفير .. ووو
أخيراً...
طلقة الرصاص، الحشود تكبر..
لما أنا منزعج من تكبيرهم
قهقت ضاحكاً... صديقي ينظر إلي مندهشا:
_أجننت
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أجيبه....
حياة جديدة