آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-08:44م

أدب وثقافة


سنتان على رحيل ملك الأغنية اللحجية: « فيصل علوي » ..الصوت الذي أشجى الناس ورحل على غير موعد

الإثنين - 13 فبراير 2012 - 10:39 م بتوقيت عدن

سنتان على رحيل ملك الأغنية اللحجية: « فيصل علوي » ..الصوت الذي أشجى الناس ورحل على غير موعد
هو الصوت الذي أشجى لحج وأطرب الناس رغم ظروف النشأة الصعبة وشظف العيش لكن قد نحتت قوة الصوت الجهوري وصلابته وعذوبة عزفه المتميز على

جريدة عدن الغد

حين تذكر لحج يحل اسمه في حنايا الذاكرة وعلى ألسنة العشاق والحالمين مقترناً بهذه الأرض الخصبة بالمواهب والإبداع المتعطشة اليوم لرشفة من ود ووفاء وعرفان لكل مثقفيها وملحنيها وفنانيها الذين عشقوها فأنسابت أعمالهم صفحات مشرقة تخلدها ذاكرة الأدب والفن وان خذلتها أو أهملتها بقسوة وجراءة ذاكرة البشر.

 

هو صوت تميز رغم وعورة طريق الغناء وهو إنسان لحجي بسيط ربما ليس عليك أن تبذل الجهد الكبير لتدرك ذلك يكفيك فقط الاستماع لصوته..الإبحار في سيل ألحانه,التململ برمال تلك "اللكنة" اللحجية الأصلية والمفردات الدارجة لتدرك عن يقين أن هذا الصوت كان طفرة غنائية وموهبة لن تتكرر.

 

"فيصل علوي سعد" أو مثلما هو معروف هنا"أبو باسل" من قرية "الشقعة" مديرية تبن ولد في العام1949م وفي العام 1959م التحق بالندوة الموسيقية اللحجية وعمره حوالي"عشرة أعوام" فصدح وقتها بأول وأروع أغانيه"أسألك بالحب يا فاتن جميل" كلمات الشاعر "أحمد عباد الحسيني" وألحان المبدع"صلاح ناصر كرد"وقد سجلها في إذاعة عدن.

 

كان هذا الفنان علامة فارقة لإثراء وتطوير الأغنية اللحجية حيث يعد واحدا من أهم أعلامها وعمالقتها قد جمعتني به الأقدار منذ أعوام مضت لازلت أذكر ذلك الموقف جيداً حين لوح لي مبتسماً ومشجعاً لطلابي الصغار وهم يؤدون بروفات مسرحية في ساحة المدرسة المطلة على بيته. كان الموقف مؤثراً بالنسبة لي فقد كانت تلك أول مرة في حياتي أقابل فيها هذا المبدع وجهاً لوجه كما كان ذلك ملهماً لطلابي والذين سارعوا لإنهاء تلك البروفة بحماس شديد.

 

منذ سنتين وتحديدا في السابع من فبراير 2010م كانت لحج على موعد مؤلم بخبر وفاته في عدن بعد صراع مرير مع المرض, كانت أغانيه وأنغامه تشيعنا كل يوم من عالم أسانا وأحزاننا الى الأرض التي ندفن فيها أذاننا سريعاً متلهفين لنغم يشجينا , قد أبدع الراحل وما تزال أغانيه تمشي على ذات وتيرة الإبداع حتى اللحظة.

 

هو أشهر صوت غنائي في تاريخ لحج لا بل قد جاوزت شعبيته حدود هذه الأرض ممتدة نحو الإقليم الخليجي ودول المهجر الأوروبي والأمريكي. فغطت شهرته كل مكان فما أن تذكر لحج حتى يذكر أسمه معها.

 

هو الصوت الذي أشجى لحج وأطرب الناس رغم ظروف النشأة الصعبة وشظف العيش لكن قد نحتت قوة الصوت الجهوري وصلابته وعذوبة عزفه المتميز على"العود" طريقا مفروشاً بالحب والوفاء لكل محبيه ..وعشاق "لحج" الأرض المعطاءة دوماً والخصبة دائماً بالأصوات والألحان وعذوبة الإنسان وبساطته.  

 

من:   شيماء صالح باسيد