أيها العام المقبل ما رأيك أن نتبادل الضّفافَ و المياهَ والأسماك والمراكب و الأجسادَ و الأرواحَ و التواريخ, ما رأيك أن نتبادل الحب والأشعار والأحلام والأوهام والأوراق , بعيدا عن قبائل الحزن ومدن الدمار ! ما رأيك أن تعيدني من أعماقي السحيقة الى الضفاف .
ما رأيك لو أبقى على الضفاف منذ يومك الأول , أحدق في وجوه المارة لأرسمها , أعبر الشوارع دون أن يسلم علي أحد , أكتب كثيرا دون أن يقرأ لي أحد , ما رأيك أن نبقى معا على الضفاف دون أن أربط الصخور على جسدي لأغرق في الأعماق .
ما رأيك ألا أعرض منذ الآن خساراتي الكثيرة ولا انتصاراتي الوهمية ,,ما رأيك أن تبقيني بعيدا عن الأنظار لمدة عام ! ما رأيك أن تعيد الأحلام الى ألقها , تعيد الشعوب الى ثوراتها , تعيد الشهيد الى امه ,تعيد الإنسان الى جسده تعيد اليأس الى فسحة من الأمل , تعيد الوحدة الى متر مكعب من الضجيج , تعيد الشمس الى خيوطها الأولى , تعيد الأرض لتسامحها , تعيد الحب الى براءته , تعيد الحزن لبحيرة سحيقة لا يسبح فيها بشر !
أيها العام الجديد : ما رأيك بمسألة الضفاف تلك ! ما أجمل لو تبقيني أعيش فيها للأبد ..فكر مليا !
بقلم : شيماء باسيد
