آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-10:40م

ملفات وتحقيقات


بن فريد وأراجوزات فرانس 24

الأحد - 26 يناير 2014 - 11:26 م بتوقيت عدن

بن فريد وأراجوزات فرانس 24
القيادي الجنوبي احمد عمر بن فريد والكاتب العربي فيصل جلول اثناء حلقة نقاش حول اليمن في قناة فرنسا24 قبل ايام

عدن(عدن الغد)خاص:

كتب / نادر عبدالقدوس

من شاهد الحوار، الأسبوع الماضي، الذي جرى بين الكاتب السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي، أحمد عمر بن فريد من جهة، وبين الكاتب والمحلل السياسي اللبناني فيصل جلّول والمغربية سيلين جريزي، المتخصصة في العلوم الجيوسياسية من جهة أخرى، وبين هاتين الجهتين مقدم برنامج "النقاش"، توفيق، من على قناة "فرانس 24"، سيشعر أن هناك "فخّا"، أو "مؤامرة" ما قد تمت للاستخفاف بموضوع النقاش!.


فعندما يسأل مقدم البرنامج سؤاله الأول عن الحراك للضيف الجنوبي، وبعد الرد، يطلب من ضيفه اللبناني، جلّول، بل يأمره، في أن يجيب على ما رد به بن فريد، فإن هذا يدل على أن هناك شيئا ما يدور في كواليس برنامج الفضائية! ثم يبدأ جلّول بإجابة خارجة عن سياق السؤال نفسه وعن رد بن فريد أيضا، وذلك باستعراضه في أن الرئيس جنوبي ورئيس الوزراء جنوبي ووزير الدفاع، كذلك جنوبي، فماذا تريد أكثر من ذلك يا بن فريد؟؟ وقد ترافق حديث جلّول مع صوت "المتخصصة" سيلين التي كانت موافقة على كل ما أتى به تحت كلمة "صح" على كل عبارة قالها!!


ثم جاء دور "المتخصصة" سيلين التي بدأت بالقول على أنها ستتكلم بطريقة علمية؛ لكنها كذبت، فبدأت بالهجوم على شخص بن فريد، وبالاستهتار بمن يمثلهم من الحراك الجنوبي، وأحالت الموضوع إلى الشخصنة، دون التطرق إلى أي معلومة يمكن الاستفادة منها، فهل هذه كانت الطريقة العلمية في الكلام التي عَنَتْها؟ وكم كانت سيسيل هذه، تقاطع بن فريد "الضحية" وتردد: "نستطيع أن نجتمع بكم.."ّّ، ظانة أنها عضو مجلس الأمن الدولي!!.


بصراحة شديدة، لم أرَ في حياتي أسخف من أؤلئك الثلاثة أراجوزات – توفيق، جلّول وسيلين – متواجدين (مشتقة من وجدان) فيما بينهم البين، وهم موجودون في استديو القناة لبث هكذا "نقاش"، وإيقاع الضيف "الضحية" بن فريد في فخ قد أحكموه من قبل، خصوصا وأنهم كانوا يتهامسون ويتضاحكون مرارا في أثناء حديث الضيف الجنوبي الذي أجاد في ردوده، بما لا يليق بهم كمقدم برنامج وبجانبه ضيفين لا يعرفان معنى الدم الجنوبي!


لقد بدا جليا، أن الهدف من البرنامج كان تقزيم القضية الجنوبية، من خلال الاستخفاف بموضوعها والاستهزاء بما كان يقوله بن فريد وبثقة مفرطة، عن الحراك وعن قضية شعب الجنوب، لاسيما وأن البرنامج قد أتى عشية اختتام مؤتمر الحوار؛ وكأن العملية مقصودة ومرتبة، ليبدو الحراك الجنوبي وكأنه هزيل وبائس لا يقوى على التأثير سلبا على مخرجات الحوار! فكان الأراجوزات يقاطعون بن فريد في كل جملة يقولها فلا يكملها. أراد بن فريد توضيح أن الجيش اليمني قتل الآلاف من الجنوبيين.. فتقاطعه قائلة، وبكل برود: "عاقبوهم.."، "اشتكوا إلى محكمة العدل الدولية.."، غير آبهة بالأبرياء الذين سقطوا شهداء على يد الجيش اليمني ومنهم من لا تزال دماؤه طرية، ويتدخل جلّول مشبّها تونس باليمن، فتؤازره، ثم يهدد توفيق الضيف – وربما يؤنبه – بقوله: "لو ما كنت أعرفك، لما استضفتك في البرنامج.."! لكن بن فريد كان رابط الجأش وصامدا، ما جعلني أحترم وجوده في البرنامج، مدافعا عن قضية شعب يكافح من أجل استعادة كرامته المسلوبة وأرضه المنهوبة، ولم يلتفت إليه أحد!


في الخلاصة، لم ينجح البرنامج ولا القناة الفرنسية، ولن ينجحا مستقبلا حتى، لا هما، ولا غيرهما من البرامج والقنوات، في تهميش وتعتيم قضية شعب الجنوب الأبي، طالما وأن هذا الشعب لا يزال حيا على وجه البسيطة، رافضا واقعه المذل وكل ما يحاك ضده من مؤامرات.


ملحوظة: كنت أتمنى من الأستاذ أحمد بن فريد، الصحفي والكاتب السياسي، أن لا يعرّف نفسه بالقيادي في الحراك الجنوبي، ليس تنقيصا منا به أو استصغارا، معاذ الله، فهو أشهر من نار على علم، وإنما الفكرة لوضوح المهمة التي ظهر من أجلها أمام الضيوف الآخرين على القناة الفضائية!


قفشات الأراجوزات:


فيصل جلّول:


اعترض على استعادة الدولة الجنوبية، مفترضا في هذه الحالة "أن علينا استعادة السلطنات السابقة، وكذا العودة إلى اليمن القديم ذي النظام الواحد". وهنا كانت سقطته التاريخية؛ لأنه وبكل بساطة لم تكن هناك دولة قديمة باسم اليمن ولا بنظام واحد ولم يثبت التاريخ ذلك!


جلّول يسأل بن فريد، مقترحا فيما إذا أُعطيت له سلطة حكم اليمن 100 %، فماذا يفعل؟ سؤال ولا أسخف منه، وفي غير محله.


قال إن اللعبة كلها بيد بنعمر، ما يؤكد أن مؤتمر الحوار ومخرجاته ليست بيد أهل الحكمة والإيمان، وإنما بيد سادتهم وأولياء نعمتهم من أعراب وعجم! فلمَ المناطحة إذا، يا سيد فيصل، ولمَ الاعتراض على الانفصال، فلسنا عبيدا كالآخرين؟
تشديده على جملة "النظام الماركسي في الجنوب"، وتكراره عدة مرات؛ وكأنه يقول: "كنتم شيوعيين، فاحمدوا الله أن أصبحتم بعد الوحدة مسلمين"!


سيلين جريزي:


تتهم الرئيس الجنوبي، علي سالم البيض، في أنه "قد وقّع، وأخذ فلوسه، ورحل"، ثم تكرر في أن "الرئيس الجنوبي قد وقّع وباع الشعب"! فمن أعطاها الحق في توجيه مثل هذه الاتهامات، بغض النظر عن صحتها أو بطلانها، أليس من أجل تشويه أحد رموز الحراك الجنوبي، بل وتشويه القضية الجنوبية برمتها واستفزاز الشعب؟


قالت: "إنكم تريدون الانفصال بطريقة غير مدروسة..". وهل الأقاليم الخمسة، يا بنت الحلال، كانت مدروسة، وأتحداك أن تثبتي أن هناك دراسة عنها قد وضعت في مؤتمر الحوار، هذا إن وجدت، وإلا لما تم إرجاؤها إلى ما بعد الحوار، وجعل مصيرها بيد شخص واحد هو الرئيس اليمني؟


تساءَلت، كم عدد الجنوبيين؟ وهي من أجابت على نفسها، أربعة ملايين! ثم استغربت، كيف ذلك، أنتم قلة، وتريدون الكثير؟ تناست سيلين، أن أرض الجنوب هي الأكبر بثلاثة أضعاف، وثروات الجنوب متعددة، وهي الأكثر غنىً عنه من الشمال! أليست هذه "المتخصصة" غبية، كما أعتقد، أم أن وراء الأكمة ما وراؤها؟


شمِتَتْ سيلين بالضيف الجنوبي بن فريد بعد أن أفحمها بحديثه وصموده، ما جعلها تفقد أعصابها، قائلة: "أنت أسوأ ممثل للشعب الجنوبي، فإن كان هكذا، فقد خسِئَ!" لكن، وعلى الرغم من تفوهها بتلك الألفاظ غير الأدبية، إلا أنني أشكرها على اعترافها الواضح بوجود الشعب الجنوبي الذي يمثله بن فريد!!


مقدم البرنامج توفيق:


توفيق ظهر في البرنامج كأسوأ مقدم على القناة الفرنسية، ولم يكن محايدا بين الطرفين البتة، بل في أكثر الأحيان بدا مستخفا بالحراك الجنوبي كضيفيه!


طلب، ضاحكا، من الضيف الجنوبي أحمد عمر بن فريد، أن يضمه مع الضيفين اللذين بجانبه، بعد اقتراح بن فريد لهما، في زيارة عدن ومشاهدة المليونيات فيها كدليل على مشروعية القضية الجنوبية.. يا أستاذ أحمد، أمثال هؤلاء لا يستحقون النظر إليهم، أو حتى الالتفات إليهم؛ لأنهم باختصار، أراجوزات، لا يستحقون!!