قال التجمع الجنوبي الديمقراطي (تاج) ان " القرار السعودي باعتبار حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية جاء ليلقي الضوء على الدور التخريبي لهذه الحركة التي تفرخت منها الفرق والجماعات التكفيرية المتشددة كالقاعدة بأسمائها المختلفة".
واوضح التجمع في بيان سياسي تلقته صحيفة (عدن الغد) " ليس خافيا على الفطين ان الفكر التكفيري تمتد جذوره الى بعض الفرق التي ظهرت في التاريخ الإسلامي كالخوارج والأشاعرة ومثلها اقطاب معروفة مثل ابن تيميه والغزالي وغيرهم ممن قدسوا النص وانتقوا من الآيات والأحاديث ما يروق لفكرهم المتشدد ليس هذا فحسب بل انهم فسروا كما يحلوا لهم واعتبروا قراءتهم الخاصة هي الإسلام الصحيح"... مؤكداً ان " الانحدار نحو الهاوية قد بدأ تدريجيا حتى ظهر المفكر المتشدد سيد قطب وعدد من المعتنقين لفكرة واسسوا جماعات تكفيرية خرجت من عباءة حركة الإخوان المسلمين نفسها كتنظيم الجهاد في مصر والجماعة الإسلامية وغيرها حتى تم تأسيس تنظيم القاعدة بأيدي حركة الإخوان المسلمين نفسها وخاصة جناح اليمن ولعب الآب الروحي لتنظيم القاعدة الإرهابي الدولي عبدالمجيد الزنداني دورا كبير في التحشيد البشري والمادي لإرسال المقاتلين الى افغانستان وكان ايضا له دور في توجيههم بعد سقوط النظام الشيوعي في افغانستان نحو الجنوب العربي (جنوب اليمن) وتحريرها من ما سميت بالشيوعية والتخطيط لإقامة إمارة إسلامية فيها كما اتفقوا في ذلك مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حينها في الفترة التي سبقت حرب غزو الجيش اليمني والأفغان العرب اراضي الجنوب العربي في صيف "1994.
واضاف البيان " أي حديث او فصل بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية بمختلف اشكالها هو امر خالي من المنطق فإذا كان عدم الوضوح لدى البعض في بلدان مثل مصر وغيرها حيث تبدو الجماعات المتشددة منفصلة عن حاضنتها التاريخية حركة الإخوان المسلمين لكن عند تتبع تاريخ نشوء كل جماعة يتكشف لنا الارتباط الوثيق بينها وبين الحركة الأم الإخوان المسلمين فكريا وتنظيميا وماليا. وتبدو لدينا العلاقة اكثر وضوحا في بلد كاليمن التي تداخلت فيها الروابط الوثيقة بين حركة الإخوان المسلمين المكون الرئيس لحزب الإصلاح المتأسلم والجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وانصار الشريعة وغيرها حيث امتزجت على مدى عقود انشطة تلك الجماعات الارهابية بمؤسسات السلطة نفسها وبل وتوزعت المجاميع بين عدد من المتنفذين ك علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر وعبدالمجيد الزنداني وعاشت الحركة في حالة وفاق تام مع السلطة تخللتها بعض الخلافات المحدودة حيث يتم التضحية احيانا ببعض العناصر الإرهابية وخاصة تلك التي تنشأ بعيدا عن سيطرة مراكز القوى في السلطة نفسها".
وقال تاج في بيانه " لن نحتاج لاستعراض الأمثلة والأحداث والبراهين على تأكيد الارتباط الوثيق للإرهاب في اليمن وخاصة ما تقوم به المليشيات التابعة لحزب الإصلاح في الجنوب من عبث واغتيالات ومحاولة انشاء الإمارات الإسلامية في اكثر من منطقة في اراضي الجنوب العربي المحتل بل والتخطيط والتنفيذ لعمليات ارهابية داخل السعودية والعراق وسوريا و الشيشان وغيرها بالإضافة الى عدد من دول القرن الافريقي حيث استخدمت هذه الجماعات كل إمكانيات السلطة من سفارات وحقائب دبلوماسية ومعسكرات التدريب واستلام اسلحة متطورة وتمتعت برعاية كاملة من قبل السلطات اليمنية التي كانت علاقتها الحميمة بها هي السمة الرئيسة التي طبعت سياستها على مدى العقود الثلاثة الماضية".
وأكد التجمع الديمقراطي الجنوبي في بيانه " ما يهمنا في الأمر اليوم هو التحول الجذري في علاقة الإخوان المسلمين بالسلطات في اكثر من دولة كمصر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ليس هذا فقط بل انكشاف المخطط المشترك لحركة الإخوان المسلمين مع عدد من الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة لتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة العربية ودعم تلك الدول لحركة الإخوان المسلمين وتمكينها في الوصول الى السلطة عبر التخفي تحت ستار القبول بالديمقراطية والانقلاب عليها بعد الوصول اليها كما حصل في مصر التي اوصلها مخطط الإخوان المسلمين الى شفا الحرب الأهلية التي كانت تهدد مصر ووحدتها الوطنية برمتها".
وقال " لم تخف حركة الإخوان المسلمين المتحالفة مع الغرب طموحها ايضا في تغيير السلطات الملكية في السعودية والإمارات وهو مادفع تلك الدولتين الى الرمي بكل ثقلهما لدعم انتفاضه الشعب المصري وجيشه الوطني للوقوف بوجه هذه الجماعة الإرهابية وادت حالة الصدام مع اجهزة الدولة المصرية ومحاولة زعزعة الأمن القومي المصري الى الخسارة الكاملة للحركة الإرهابية شعبيا و كان من نتائج رفضها للحوار مع السلطة واحترام الارادة الشعبية أن اجبرت السلطات المصرية على حضر هذه الحركة ودمغها بالإرهاب التي تعد صفة اصيلة ليها بالفعل. لم يشفع للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات دعمهما واحتضناهما للحركة خلال العقود الخمسة الماضية خاصة عندما دخلت في صدام مع السلطات المصرية في الحقبة الناصرية وكذا في فترة حكم الرئيس حسني مبارك وفي سوريا ايضا بل ان الحركة تمادت في التآمر للتدخل في شئون هذين البلدين عبر استخدامها فرعها في اليمن ممثل بحزب الإصلاح في اغراق الاراضي السعودية بالأسلحة المهربة وتدريب المتطرفين السعوديين واليمنين في معسكرات السلطة في اليمن وارسالهم الى الأراضي للسعودي للقيام بالمهام التخريبية ومحاولة خلق الاضطرابات والتحضير لعمل مستقبلي خطر لا يختلف عما هو عليه اليوم في مصر".
واضاف " لقد كان قرار الحكومة السعودية الأخير في تجريم حركة الإخوان المسلمين وكشف طبيعتها الإرهابية نابعا من شعور المملكة ودولة الامارات العربية بخطورة مخططات الحركة وتماديها في تنفيذ مشروعها الأمريكي الغربي داخل المنطقة عبر بوابة اليمن".
واشار الى ان " اصواتنا في الجنوب العربي المحتل قد بحت في مناشدة دول الجوار والمجتمع الدولي ومطالبتهم بإدانة الأنشطة الإرهابية لحركة الإخوان المسلمين في اليمن التي تحظى برعاية السلطة بل انها صارت شريكة رئيسة في السلطة ان لم تكن هي المكون الرئيس لها وقد ادركتا دولتي السعودية والإمارات انه لابد من مواجهة حركة الإخوان المسلمين وقاعدتها الأساسية في اليمن قبل فوات الأوان ورغم ان القرار جاء متأخرا الى انه يمتلك اهمية قصوى يقود الى تغيير قواعد اللعبة السياسية في المنطقة دون شك سيستفيد منها شعب الجنوب العربي الذي تجرع الويل من ارهاب جماعة الإخوان المسلمين في اليمن ومعها المجاميع الإرهابية التي قدمت من مختلف البلدان العربية والأفريقية الى اليمن بل ان امن منطقة الجزيرة والخليج واستقرارهما صارا مهددين من قبل هذه الجماعات التي تخطط لتمزيق عرى المنطقة وادخالها نفق الصراعات الطائفية والدينية المظلمة وقد حانت المواجهة والتكاتف الشعبي الى جانب دولتي السعودية والإمارات اللتان بدأتا خطواتهما الأولى في تلك المعركة المصرية التي لا مفر من خوضها".