آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:28م

ملفات وتحقيقات


تحليل : إعلان القاعدة للحرب على الحوثيين بمناطق الوسط قد يكون البداية الفعلية للحرب المذهبية في اليمن

الثلاثاء - 01 أبريل 2014 - 10:24 ص بتوقيت عدن

تحليل : إعلان القاعدة للحرب على الحوثيين بمناطق الوسط قد يكون البداية الفعلية للحرب المذهبية في اليمن
ستلجأ القاعدة خلال الفترة القادمة إلى الاستعانة بمخزون فكري وعقائدي ضخم يحمله السكان الشوافع ضد حالة من الاضطهاد تعرضوا لها في مناطق وسط اليمن من قبل الطائفة الزيدية

عدن(عدن الغد)خاص:

*هذا التحليل مقدم من خدمة (عدن الغد ) الإخبارية

يشكل إعلان تنظيم القاعدة في اليمن الحرب على جماعة الحوثي وتشكيله قوة خاصة لمواجهة جماعة الحوثي بعدد من مناطق وسط اليمن وبينها محافظات اب وذمار وتعز تحرك سياسي جديد قد يخلق متغيرات جديدة في شكل الصراع السياسي القادم في اليمن لكنه بالمقابل قد يقلل معدلات العنف في الجنوب .

 

يمثل هذا القرار تحولا كبيرا في خارطة الصراع السياسي في اليمن حيث انه يعني ان تقوم جماعة القاعدة بسحب جزء كبير من قوتها العسكرية وعناصرها من مناطق جبلية باتت تتواجد فيها بمحافظات عدة بجنوب اليمن إلى شماله لخوض الصراع السياسي المسلح في شمال اليمن وتحديدا في مناطق ماتعرف بالمناطق الوسطى.

 

ستؤدي هذه التحركات بالمقابل إلى حالة من الهدوء وتراجع للنشاط للجماعة في جنوب اليمن حيث أنها ستكون منشغلة بالمعركة القادمة التي ستخوضها في مناطق عدة في محافظات تعز وإب بشمال اليمن وهي معركة ستجابه فيها بنشاط جماعة سياسية عسكرية منظمة وهي جماعة "الحوثي" التي باتت تنشط في هذه المناطق خلال الفترة الماضية.

على خلاف الصراع السياسي العسكري في أقصى الشمال قد يكون الصراع في حال تفجره في مناطق وسط اليمن  احد ابرز التحديات الصعبة التي يجب على جماعة الحوثي الاستعداد له حيث أنها ستواجه بمخزون بشري هائل مناهض لها مغذى باصول معارضة عقائدية دينية .

يوم الأحد 30 مارس 2014 هاجمت قوة أمنية من جهاز الشرطة اليمنية منزلا بمدينة "دمت" وهي منطقة ظلت لسنوات جزء من محافظة إب بشمال اليمن قبل ان تتحول لاحقا إلى محافظة الضالع في الجنوب .

كان الهجوم هو أول تأكيد رسمي على وجود نشاط حقيقي لعناصر القاعدة في المنطقة مما يعني ان القاعدة بدات فعليا بنقل عناصرها إلى المنطقة التي تتمتع بحضور كبير لمناصري جماعة الحوثي .

 

قد يشكل الصراع القادم في مناطق وسط اليمن شكلا حقيقيا  وبداية فعلية للصراع المذهبي في اليمن كون ان المنطقة تنقسم مابين مؤيدين لجماعة الحوثي وآخرين من أتباع المذهب السني .

 

خلال الفترة الماضية ظل الصراع بين الحوثيين والاطراف الأخرى بشمال اليمن صراعا عسكريا سياسيا لكنه لم يتخذ طابع الصراع المذهبي المرير الذي يحدث في دول عربية عدة كالعراق وسوريا .

قللت الغالبية الطاغية في مناطق الصراع في صعده وعمران ومناطق أخرى والتي تمثل فيها الطائفة الزيدية بالاغلبية من مستويات الصراع المذهبي المرير خلال الفترة الماضية لكن الحال سيكون مختلفا مع الصراع المحتمل نشوبه بمناطق "وسط اليمن" حيث تتمتع جماعة الزيدية الحوثية بحضور شعبي كبير في مواجهة حضور شعبي كبير لاتباع المذهب "الشافعي السني".

 

ستلجأ القاعدة خلال الفترة القادمة إلى الاستعانة بمخزون فكري وعقائدي ضخم يحمله السكان الشوافع ضد حالة من الاضطهاد تعرضوا لها في مناطق وسط اليمن من قبل الطائفة الزيدية في المقابل ستلجأ الحركة الحوثية إلى الاستعانة بانتماء مذهبي مغاير وهنا ستندلع معركة مذهبية طاحنة بين الطرفين قد تقضي على قرون من الوئام الاجتماعي بين الأطراف المتصارعة .

 

قد يمثل هذا الصراع في حال اندلاعه فرصة للأطراف السياسية المناوئة لجماعة الحوثي والتي خسرت الكثير من مراكزها في اقصى شمال اليمن  فرصة لضرب الجماعة واغراقها في صراع مذهبي قد يكون للكثافة السكانية عامل مهم في حسم هذا الصراع .

 

تمكنت جماعة الحوثي خلال الأشهر الماضية من احراز الكثير من الانتصارات السياسية والعسكرية في مواجهة خصوها في أقصى الشمال وتمكنت من  نقل مربعات المعركة من مربع إلى أخر بصورة سريعة ومذهلة لكن جميع هذه التحركات كانت في إطار مناطق قبلية ينحدر غالبية سكانها من المذهب الزيدي .

 

على خلاف الصراع السياسي العسكري في أقصى الشمال قد يكون الصراع في حال تفجره في مناطق وسط اليمن  احد ابرز التحديات الصعبة التي يجب على جماعة الحوثي الاستعداد له حيث أنها ستواجه بمخزون بشري هائل مناهض لها مغذى باصول معارضة عقائدية دينية .

 

قد تكون الصراع لهذا الصراع في حال احتدامه بمناطق وسط اليمن خلال الفترة المقبلة نسخة أخرى من صراعات مذهبية طائفية باتت ساحات عدد من الدول بينها العراق وسوريا مسرحا لها ، حيث عاشت جميع الأطراف الاجتماعية الدينية بوسط اليمن بحالة من الوئام لقرون لكن حالة الوئام هذه قد تكون في خطر اليوم .

موقف الجنوب من هذه المعركة ؟

قد يتمكن الجنوبيين من النأي بانفسهم عن هذه المعركة في حال نشوبها لاسباب اجتماعية مذهبية كون ان جميع محافظات الجنوب يقطنها سكان يدينون بالمذهب الشافعي السني ولايتواجد في الاغلب إي سكان من الطائفة الزيدية أو الشيعية أو غيرها .

يمثل هذا التوحد في النسيج الديني في الجنوب احد ابرز العوامل للنأي بمناطقه عن الصراع السياسي المذهبي في حال اندلاعه بمناطق وسط اليمن .

 

لايمنع التوحد في النسيج الديني في الجنوب من ان تحاول الأطراف المتصارعة في الشمال من نقل معركتها إلى الجنوب لكن هذه المعركة ستظل تفتقد إلى ارضية وحاضنة شعبية يمكن لها ان تدعم هذ الصراع أو تغذيه .