آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:13ص

ملفات وتحقيقات


تحليل : قراءة في هجوم عدن والسر الكبير وراء عدم تسليم مقر الفرقة !!

الجمعة - 04 أبريل 2014 - 09:39 ص بتوقيت عدن

تحليل : قراءة في هجوم عدن والسر الكبير وراء عدم تسليم مقر الفرقة !!
مواطنون يشاهدون عربة عسكرية تابعة للجيش اليمني بالقرب من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعدن يوم الاربعاء -عدن الغد

عدن(عدن الغد)خاص:

 لاتعبر هذه المادة عن رؤية صحيفة "عدن الغد" لكنها تنشرها من باب تعدد وجهات النظر والتحليلات بخصوص الاحداث الحاصلة

كتب / عبدالعزيز ظافر معياد [email protected]

 

 فشل الهجوم  الارهابي الذي نفذه تنظيم القاعدة، الأربعاء2/4 على مركز قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن في تحقيق أهدافه خاصة فشل عملية  الاقتحام،وعدم تجاوز المهاجمين  البوابة الرئيسة وجزء من الساحة الداخلية للمنطقة ،ومن ثم الفشل في الوصول الى مقر القيادة للسيطرة عليه وتصفية القيادات المتواجدة فيه و اخذ رهائن والتحصن فيه لاطول فترة ممكنة كما حصل في هجومي صنعاء والمكلا او على الاقل تفجير المبنى بصورة مشابهة لتفجيرهم مقر اللواء المرابط في ابين العام الماضي.

 

-يعتبر هذا الهجوم الاول من نوعه منذ اشهر طويلة، الذي تخفق القاعدة في تحقيق أهداف واضحة منه ،ويرجع ذلك الى عدة أسباب متداخلة أهمها :

 

1- التحسن الواضح في أداء عناصر الجيش والاجهزة الامنية المتواجدة داخل المنطقة الرابعة وفي مدينة عدن عموماً،فقد أظهر الجنود قدرة في التعامل مع المهاجمين بشكل أفضل بكثير من قدرة نظرائهم خلال هجومي مجمع وزارة الدفاع  والمنطقة الثانية بالمكلا ،فتمكنوا من إفشال عملية الاقتحام وقتل جميع الإرهابيين ومنع عدد منهم من الفرار وسرعة سيطرتهم على الوضع خلال ساعات معدودة.

 

2-عدم وجود أي اختراق أمني لقيادة وأفراد المنطقة العسكرية الرابعة،ويبدو جليا ان عدم وجود عملاء للقاعدة داخل المنطقة قد حرم المهاجمين من الحصول على أي تسهيلات او معلومات تسهل عملية الاقتحام كما حدث في عمليات إرهابية سابقة .

 

أخطاء مكررة :

 

-لكن الامر لم يخلو من بعض السلبيات أو بالأصح تكرار الوقوع في ذات الأخطاء التي حالت دون إفشال هجمات إرهابية سابقة ،ويمكن ملاحظة تلك الأخطاء من خلال :

 

1-إشارة بيان اللجنة الأمنية بمحافظة عدن الى حصول  إطلاق نار من بقية العناصر الارهابية من منازل مجاورة ومن المنطقة المحيطة بقيادة المنطقة ،متزامن مع تفجير السيارة المفخخة،يؤكد ضعف الاجراءات الامنية والاستخباراتية اللازم اتخاذها لضمان توفير الامن في محيط المنطقة العسكرية خاصة بعد استخدام الارهابيين للمنازل المجاورة لمقر وزارة الدفاع بالعاصمة خلال هجومهم الارهابي في ديسمبر الماضي.

 

2- في حال صحة ما ذكره مصدر في الاستخبارات العسكرية بمحافظة عدن لوكالة خبر عن تلقي عمليات المنطقة الرابعة  منذ خمسة أيام تهديدات عن هجوم سينفذ على قيادة المنطقة خلال أيام، وعدم إعطاء العمليات أي اهتمام لتلك التهديدات، فأننا نجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية تتمثل في تكرار القيادات الأمنية المعنية لنفس الأخطاء التي ارتكبت في عمليات القاعدة السابقة ،وسواء كان  السبب راجع للإهمال او قلة خبرة او عدم كفاءة  العناصر الامنية والمخابراتية ،فأن إفشال أي هجمات جديدة للقاعدة لايمكن أن يحدث قبل معالجة هذه المشكلة.

 

3- رغم تكرار لجوء العناصر الارهابية لأسلوب الهجوم المزدوج في هجماتها الاخيرة على العرضي والسجن المركزي وهجمات اخرى، ونجاح ذلك في تشتيت انتباه وتركيز الجنود عن الهجوم الرئيسي ومحاولة اقتحام المقر،ومع ذلك يبدو جلياعدم تلقي الجنود للتدريبات اللازمة لكيفية التعامل المناسب مع مثل هذا النوع من الهجمات الذي تعتمد عليه القاعدة في نجاح عملياتها .

 

4-لاشك أن تجاوز الارهابيين بما معهم من سيارة مفخخة وأسلحة الى منطقة أمنية شديدة التحصين في عدن ،يؤكد وجود ثغرة كبيرة في الإجراءات الأمنية المتبعة،فرغم الاجراءات المشددة وانتشار عشرات النقاط الامنية في شوارع العاصمة وعدن والمدن الرئيسية الاخرى،الا ان تلك الاجراءات عجزت عن منع ادخال الارهابيين للسيارات المفخخة والاسلحة المتوسطة والخفيفة من راجمات صواريخ واسلحة رشاشة وقنابل يدوية وغير ذلك،ومن الواضح عجز النقاط الامنية في القيام بدورها دون حصولها على المجسات الالكترونية الكاشفة للقنابل والاسلحة ،والتي تتوفر لدى عناصر الامن في الفنادق والشركات الخاصة كونها غير باهظة الثمن،والمحصلة الوحيدة المتوقعة لأداء النقاط الأمنية من دون تلك المجسات ستكون التسبب في الزحام وارباك حركة المرور في الشوارع لا أكثر.

 

استهداف اللواء الصبيحي :

 

- يبدو أن الهدف الرئيسي من الهجوم الارهابي كان تصفية قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي خاصة انه نفذ في الساعة العاشرة والربع وليس في ساعات الصباح الاولى كما اعتادت عليه القاعدة عند تنفيذ معظم عملياتها،ويبدو ان تأخير ساعة الهجوم كان من اجل ضمان تواجد الصبيحي وبقية قيادة المنطقة في مكاتبهم أثناء عملية الاقتحام.

 

-استهداف الصبيحي يعزز من صحة الاخبار حول سعي القاعدة لاستعادة السيطرة من جديد على ابين في الفترة المقبلة ،لان التخلص من اللواء الصبيحي يعتبر خطوة ضرورية لتحقيق ذلك خاصة ان الجهود التي يبذلها مع القبائل والمواطنين في ابين من اجل تفعيل المشاركة المجتمعية في محاربة الارهاب،من شأنها تعقيد مهمة القاعدة وإضعاف قدرتها في تحقيق هدفها في السيطرة على ابين من جديد،كما لايستبعد رغبة قوى نافذة في التخلص من اللواء الصبيحي كما تخلصوا قبل ذلك من الشهيد سالم قطن ،باعتباره من القيادات العسكرية التي يمثل وجودها في الجيش عقبة تحول دون استعادة تلك القوى سيطرتها ونفوذها على المنطقة الرابعة والجيش عموما.

 

2-سعت بعض القوى النيل من وزير الدفاع مستغلة تزامن وقوع الهجوم الارهابي في عدن مع الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الى الولايات المتحدة تارة بالتلميح الى تورطه في الهجوم ومحاولة التخلص من الصبيحي كمرشح محتمل لخلافته في منصب وزير الدفاع وتارة أخرى اعتبار تكرار وقوع الهجمات الإرهابية خلال سفر الوزير خارج اليمن على أنه إهمال ولامبالاة وعدم اكتراث من الوزير تجاه مايحصل رغم سقوط مئات من رجاله في تلك الهجمات .

 

-لكن في الواقع ان ذلك الاستهداف له علاقة بمواقف الوزير من الوضع في عمران ومن تسليم مقر الفرقة الاولى ومن دوره في احتواء الهبة الحضرمية ومن عملية إعادة الهيكلة ومن إجراء المباحثات مع الجانب الامريكي خاصة ما يتعلق بالحوار الاستراتيجي بين بلادنا والولايات المتحدة بعيدا عن عيون وأذان مراكز القوى في البلاد.

 

--يوحي تعاظم نشاط وخطر القاعدة والحوثيين في الاشهر الاخيرة الى تركيز مراكز النفوذ في استخدام ورقتي القاعدة والحوثيين بصورة رئيسية في محاولاتها مواصلة  الضغط على الرئيس هادي خاصة مع تراجع واضح في قدرة تلك القوى في استخدام ورقة الحراك،التي على مايبدو ان السياسة التي اتبعها هادي بهدف تفكيك واحتواء الحراك قد أضعفت كثيرا قدرة تلك القوى في مواصلة استخدام ورقة الحراك ضده .

 

-الهجوم جاء بعد يومين من اعلان القاعدة عن تشكيل فصيل جديد لها في المناطق الوسطى و بعد يوم من الهجوم الارهابي في جبل رأس بالحديدة ،ومن غير المستبعد ان القاعدة كانت تخطط لشن هجوم مزدوج يستهدف مقر القيادة العسكرية الرابعة في عدن والخامسة في الحديدة في الوقت ذاته لكن ما حصل في النقطة الامنية بالحديدة افشل ذلك ،لالمقلق في الامر أن بدأ القاعدة التخطيط لشن هجمات في اكثر من محافظة في وقت واحد، يشير الى تطور سريع ونقلة نوعية في نشاط وقدرات التنظيم في بلادنا خاصة ان الفلم المصور الذي بثته القاعدة قبل ايام لعملية استقبال مئات من المسلحين للعناصر التي فرت من السجن المركزي ،يكشف عن حجم الامكانيات الكبيرة التي بات يمتلكها التنظيم .

 

- يظل تبرير ادارة  موقع عدن اونلاين المحسوب على حزب الاصلاح بشأن نشره لخبر الهجوم الارهابي على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة قبل وقوعه بحوالي ساعة غير مقنع للكثيرين،ومن غير المنطقي أيضا نشر الموقع لمثل هذا الخبر من باب السبق الصحفي رغم ما قد يتسبب فيه من إفشال الهجوم ،وربما اعتباره دليلا على وجود علاقة ما لإدارة الموقع بالهجوم .

 

-بصورة مشابهة كان تبرير تنظيم القاعدة في بيانه الذي تبنى فيه الهجوم الارهابي غير مقنع ومجافي للمنطق،حيث قال أنه "استهدف مقر قيادة يمني- أميركي مشترك للضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار ،وكان بالامكان تقبل مثل هذا الكلام لو كانت قاعدة العند العسكرية هى المستهدفة من الهجوم الارهابي مع تواجد مدربين امريكيين فيها .

 

السر الكبير وراء عدم تسليم مقر الفرقة

 

ليس بخاف أن تلكؤ ومماطلة الجنرال العجوز في تسليم مقر الفرقة الأولى مدرع الى أمانة العاصمة بهدف تحويلها الى حديقة عامة قد الحق به أضرارا كثيرة منها :

 

1-تحول الجنرال بسبب ذلك الى مصاف المعرقل الأول لعملية استكمال نقل السلطة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني مع استمرار رفضه تنفيذ قرار جمهوري خاص بالقضية الاشد حساسية في التسوية السياسية المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش ،ومن ثم أصبح الجنرال في مقدمة المعنيين بالعقوبات التي يلوح بها مجلس الامن الدولي في قراره 2140 .

 

2-تسببت هذه القضية في توتير علاقة الجنرال بالرئيس هادي كونه يرفض تنفيذ قرار أصدره الرئيس منذ ما يقارب العام ،وأصبحت هذه القضية مؤشرا على نوع العلاقة بين الرجلين ،فتسليم المقر سيدل على استقلالية الرئيس وقدرته على تنفيذ قراراته وسياساته على الجميع وفي مقدمتهم مستشاره ،أما استمرار المماطلة فيعني أن الجنرال ما يزال يمتلك قوة ونفوذ تجعله يعتقد أنه ما يزال الاقوى وصاحب الكلمة النهائية في البلاد .

 

-ورغم الضغوط الكبيرة التي مارسها عدد من الديبلوماسيين الغربيين في بلادنا كالسفيرة البريطانية وممثلة الاتحاد الاوربي وديبلوماسيين امريكيين والمان وهولنديين على الجنرال خلال لقاءاتهم المتكررة به في الاشهر الماضية لتسليم مقر الفرقة،الا أنه ما يزال يماطل ويناور تارة بإبرازه عقود تثبت امتلاكه لنحو ثلث مساحة الارض ،وحتى لو افترضنا صحة تلك العقود ،فأن عملية الشراء تمت من المخصصات المالية لقوات الفرقة في تلك الفترة ،بمعنى أن تقديمه لتلك العقود انما يقدم دليل يدينه بنهب للمال العام ،كما أنه بهذا التصرف يكشف عن نظرته لقوات الفرقة كقوات خاصة به وجزء من ممتلكاته.

 

-ومع تصاعد الضغوط عليه في الفترة الاخيرة لجأ الى مناورة جديدة وهذه المرة عبر جنود في الفرقة او من اسماهم ابناء المنطقة العسكرية السادسة في البلاغ الصادر عنهم في مارس المنصرم ضمنوه شروطهم للقبول بتسليم الفرقة ،وأذا كان الجميع يؤيد مطالبة هؤلاء رفع ﺧﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ الجامعة ،ونزع السلاح ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ المسلحة ،لكن الحقيقة أن تلك الشروط ليست سوى" كلمة حق يراد بها باطل"فهى شروط من الصعب تنفيذها في ظل الوضع الراهن،كما أنها تحتاج الى وقت طويل لتنفيذها وهنا مربط الفرس .

 

-والغريب هنا أن البيان المنسوب الى الجنود يفهم منه وكأن ارض الفرقة تم تمليكها لهم وهذا امر غير منطقي فالارض التي تقام عليها المعسكرات هى أراض مملوكة للدولة ،كما أن مطالبة الجنود ﺗﺠﻬﻴﺰ مكان ﻟﻬﻢ بديل ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ الأولى ﻣﺪﺭﻉ كثالث شروطهم لتسليم مقر الفرقة معناه عدم الاعتراف بالقرار الجمهوري الذي تم بموجبه حل قوات الفرقة وتوزيع وحداتها على قوات أخرى ،أما بالنسبة للمنطقة العسكرية السادسة فمقرها معروف في عمران .

 

-أعتقد جازماً أن سبب آخر ربما يكون وراء لجوء الجنرال للمناورة باستمرار في هذه القضية تتجاوز مسألة رغبته في اقتطاع جزء من مساحة الفرقة له ولشركاه ،وهو على مايبدو أمر حرص على إخفاءه طوال العقود الماضية ويخشى من انكشافه لانه سيلحق ضررا فادحاً به وبحلفائه السابقين وربما الحاليين أيضا،هذا الامر قد يكون مرتبط بإحداث 1978م وربما بأحداث حرب صيف 1994م أيضا،فاتساع مساحة الفرقة ربما جعلها مكانا مناسبا لاستضافة المخفيين قسرا منذ عقود ،كما أن هناك ما يكفي من الارض لتحويل جزء منها لمقابر لمن مات منهم  فرادى او جماعات  .

 

 

-لذا لا استبعد أن يبحث الجنرال عن مبررات أخرى للمماطلة وعدم تسليم المقر الى أن يجد حلا يضمن معه عدم انكشاف سره ،وربما تتحول  تندرات صديقي عنتر الى حقيقة ونسمع  الجنرال يطالب بعودة مرسي الى الحكم وتنحي بشار الاسد وانسحاب القوات الروسية من القرم كشروط جديدة لتسليم مقر الفرقة ربما من يدري !!