آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-12:48م

سقطرى وصفقة القرن

الأربعاء - 02 سبتمبر 2020 - الساعة 01:17 م

احمد علي القفيش
بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


منذ أن بدأت التسريبات عن صفقة القرن الذي يعتبرها الأمريكان خارطة سلام للشرق الأوسط بالتزامن مع زيارات الرئيس الأمريكي ترامب إلى إسرائيل وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ثم أتجه إلى عدة عواصم عربية وتبعتها تطورات خطيرة في السياسة العربية وتغيرت معها مواقفهم من القضية الفلسطينية وظهور مسؤلين إسرائيليين في عواصم عربية وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني إلى العلن بعد أن كانت سرية وغير مؤكدة.

وقد أحتوت التسريبات عن صفقة القرن لخطوط عريضة ولم توضح تفاصيلها فهناك أشياء لا زالت مجهولة ولكن السياسة التي تنتهجها الدول الممولة للصفقة والدول الراعية لها تأكد أن خارطة الصفقة أوسع مما أشير إليه في التسريبات وأن هناك ضحايا جدد سيلتحقون بالفلسطينيين نتيجة هذه الصفقة وأن تأثيرها لا يقل خطورة عن وعد بلفور مع الفارق بأن وعد بلفور نتيجة عمل صهيوني بريطاني وصفقة القرن عمل صهيوني عربي.

التسريبات عن الصفقة تقول بأن القدس عاصمة لإسرائيل وتعيد النظر في الخارطة الجغرافية لدولة إسرائيل والدولة الفلسطينية وتعويض الدولتين بأراضي من الدول العربية المجاورة مقابل مشاريع استثمارية إستراتيجية تقدر بخمسين تريليون دولار وسيفرض على دول الخليج تمويل تلك الفاتورة وسيكون حصة مصر الأعلى من تلك الموازنة وتشترط صفقة القرن بأن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح ومنزوعة الإرادة والسيادة تحت الوصاية الأردنية وسوف تستثمر الموازنة المحددة للصفقة في السياحة وتنفيذ معابر وطرق دولية للتبادل التجاري.

ولم ترد في الصفقة أي تسريبات عن علاقة اليمن او مياهها الإقليمية او ممراتها الدولية او جزرها او موانئها لا من قريب ولا من بعيد ورغم عدم التطرق لذالك إلا أن الشواهد كلها تشير إلى أن الدول المعنية بتحمل تكاليف موازنة الصفقة تسعى إلى جعل اليمن تعويض عن خسائرهم التي ستخلفها الصفقة وأن هناك مخطط لتوزيع الحصص بين تلك الدول بما فيها إسرائيل.

وهناك مثل مصري يقول المال السايب يعلم للسرقة واليمن أصبحت مال سايب و نخبها السياسية بمختلف مشاربهم السياسية ومشاريعهم لم يعد ضمن أجندتهم التصدي للأطماع الخارجية بل أن أولوياتهم الاستعانة بتلك الأطماع للأنتصار على القوى الداخلية والفرقاء اليمنيين ولا يمانعون في التنازل على جزء من اليمن للوصول إلى غايتهم غير مدركين بأن المحاصصة ستشمل شركاء كثر وأن كل شريك عينه على جزء مهم من اليمن وغير مدركين بأن من يستولي على ملك ليس ملكه لن يهدأ له بال ويترك ضحيته تستعيد عافيتها وقوتها ولن يتراجع أبداً في القضاء على كل الورثة إذا أمكن حتى من يضن نفسه صديق او حليف وقد يكون الضحية الأولى.

لقد تماها أغبياء اليمن ومن يدعون أنهم نخب سياسية في صراع دموي ليس له نهاية إلى أن وصلت بهم المواصل بأن يعلنوا تأييدهم للتطبيع مع إسرائيل وهم يرفضون الجلوس مع أخوتهم اليمنيين لحل نزاعاتهم دون مغالاة ودون تطرف وإستقواء بالأجنبي فأي غباء وأي عقول يفكرون بها وقد أصبح البعض من أصحاب العقول العقيمة يتحدثون عن التعايش بين العرب واليهود وهو يرفض الأعتراف بحق الشراكة مع أخوة له في المحافظة المجاورة.

فهل يدرك اليمنيين معنى الآية في قوله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) فلو أتقوا الله في كل أعمالهم وأبتغوا بها مرضاته الله ولم يظلموا بعضهم ولم يتجبروا على بعضهم لما طمعت فيهم الضباع لتنهش لحمهم وتستوطن أرضهم وهم مشغولين ببعضهم ويعطون ضهورهم لتلك الضباع ولما تجرأ من لا يملك أن يعطي وعداً لمن لا يستحق فعلى كل يمني أن يفيق قبل أن يصير وعد ضاحي خلفان لعنة علينا مثل وعد بلفور ولعنته على الفلسطينيين الذين تشردوا في كل بقاع العالم.