آخر تحديث :الأحد-19 يناير 2025-11:28ص

دفاعا عن استقلال حضرموت... ومكوناتها السياسية المستقلة !!!

الأربعاء - 01 سبتمبر 2021 - الساعة 09:44 م
م . لطفي بن سعدون

بقلم: م . لطفي بن سعدون
- ارشيف الكاتب


 

بقلم : م.لطفي بن سعدون. 
المكلا : ٢سبتمبر ٢٠٢١م

منذ سقوط حضرموت في براثن التبعية للعواصم الاخرى ، واستلاب قرارها السياسي الحضرمي المستقل منذ عام ١٩٦٧م ، وحضرموت والمنطقة كلها تعاني الأمرين ، وتخرج من أزمة لتدخل في أزمات أشد وأقسى وأظلم من سابقاتها.
لانقول ذلك الكلام جزافا واعتباطا، فواقع التجارب المريرة التي طحنت حضرموت وكل المنطقة ، واوصلتها الى هذا المستنقع النتن، التي غرقت فيه ، هو الذي يؤكد ويمنطق سياق كلامنا . فحتى ٦٧م كانت حضرموت دولة مستقلة تمتلك علمها الذي يميزها ومجالسها البلدية المنتخبة وصحافتها الحرة ومكوناتها السياسية والمدنية الرائدة وجيشها وأمنها ، ونظامها المالي والإداري المتطور ومنظومتها التعليمية والخدمية المتطورة ، في ذلك الوقت مقارنة بجيرانها وخزينتها المالية الممتلئة ذهبا ، التي تم نهبها لتمويل النظام الجديد في عدن.

وللاسف الشديد يعيب علينا الكثير، ممن ارتضو التبعية للغير ، توجهاتنا المستقلة ، وهم يعرفون في قرارة انفسهم ، ان لا مستقبل للمنطقة الا بان يكون لحضرموت كيانها المستقل وتكون هي القائدة لها وليست تابعة مقطورة لعواصم أخرى. 
وإن بناء الدول ياتابعين ليست مجرد احلام وأماني وشعارات ثورية براقة، وحشود واستعراضات للقوة فقط ، كردود أفعال أنية لمنظومات الظلم الحاكمة والمتجبرة والمحتلة، ولكن بناء الدول هي منظومة عمل معقدة ومتشابكة ، تستند الى أرث حضاري وتجربة انسانية ومرتكزات ثقافية وإخلاقية ومالية وإقتصادية وعلمية وفكرية ودينية وجغرافية وتاريخية وتجربة سياسية ومدنية موغلة في القدم ، وشعب حي ومجتهد ومكافح لبناء حياته.

ومما يحز في نفوسنا أيضا هو ان نجد الكثير من النخب والقيادات الحضرمية ،بدلا من السعي الحثيث لالتقاط هذه المسلمات والبديهيات،  وتجذيرها داخل المجتمع، لتصبح ثقافة عامة، تلهب حماس الحضارمة لبناء دولتهم المستقلة ، التي تمتلك كل أسباب وعوامل النجاح والإمكانيات .وبدلا من ذلك نراهم يعملون على إختصار المسافات لتحقيق احلامهم وثاراتهم الشخصية فقط، على حساب الحقوق العامة لحضرموت والحضارمة ، ويعملوا فقط على محاولة اخراجها من تبعية مذلة ، لالحاقها لتبعية مذلة أخرى. وهكذا تستمر معاناة الحضارمة سنينا وسنين مديدة.
ونلاحظ حاليا أن أعداء حضرموت وكما في السابق، يعملون بكل جهدهم لتفتيت المكونات الحضرمية المستقلة، وخلق كيانات كرتونية هشة تابعة لهم، ووجدوا لهم من الاتباع الهامشيين ، اللاهثين خلف ترتيب أوضاعهم الشخصية ، على حساب بيع استقلال حضرموت ومصالح شعبهم والمنطقة بشكل عام،  وبمبررات غير مقبولة البتة إرضاءا فقط لخلافات شخصية مع هذا القائد او ذاك ،فخلافاتنا الشخصية والعامة حتى وان كانت مبررة يجب ان لاتقودنا لخيانة إستقلال أوطاننا، وتطلعات شعبنا ، نحو المجد والقوة ورفض التبعية .وليس مقبولا على الاطلاق أن يكون فساد زيد أو عبيد او عدم أهليتهم للقيادة والحكم، حسب أدعاء البعض، هو سببا لقبول التبعية وجر حضرموت اليها من جديد ، وبعد أن بدأت تتخلص تدريجيا من قيودها ، ولم يتبقى لها من تحقيق ذلك الا ضربة المعلم الحاسمة.
لقد بدات حضرموت المضي بقوة في طريق تحقيق إستقلال قرارها السياسي ، منذ قيام حلفها و الهبة الحضرمية المباركة في ٢٠١٣م، وتشكيل مؤتمر حضرموت الجامع، ككيان جماهيري مستقل ، وتشكيل قوات النخبة والأمن الحضرمي و تحرير المكلا وساحل حضرموت من قوات الاحتلال وإرهاب القاعدة ، وبناء السلطة المحلية بقياداتها و كادرها الحضرمي ، وتكريس ثقافة الاستقلال الحضرمي وتعميقه في الواقع.
وهذا يفترض من كل النخب والقيادات الحضرمية وكل قواها الحية ، أن يواصلوا البناء على هذه الاساسات القوية، التي تحققت والعمل على تعزيزها وتطويرها ، ورفض أي دعوات، لتهديمها والبحث عن أساسات جديدة لازالت في علم الغيب ، وخاصة عندما يكون دعاتها من المقطورين لغير حضرموت .
لكل ذلك وبصرف النظر عن وجود بعض الأخطاء والسلبيات ، في عمل القيادات الحضرمية المستقلة ،  الا إننا سنظل داعمين لتوجهاتهم وطموحاتهم الحضرمية المستقلة ، التي تقربنا لتحقيق ضربة المعلم المرجوة ، وبناء الدولة الحضرمية المستقلة القريبة باذن الله. وماعدى ذلك فهي هرطقات وأفعال مدمرة ، لاتغني ولا تسمن من جوع.