عندما زحفت مواكب الأبطال الحضارمة، من كل حدب وصوب نحو العيون، إستعدادا لاغلاق بزبوز النفط في الضبة، كانت تلك شرارة البداية لاستعادة الحق الحضرمي والسيطرة على الثروات والأرض ، التي تنهبها قوى الفيد والغطرسة والفساد، وتترك الانسان الحضرمي نهشا للجوع والفاقة ومكابدة الحر صيفا والبرد شتاءا ، والحرمان من كل الخدمات، والإغتراب في الشتات. استبشرت الناس خيرا وأصبحوا يمنون النفس بقرب زوال الغمة، ومغادرة الأزمات التي تطحنهم بسبب تحكم قوى الفيد والنهب والفساد على ثرواتهم ، وتجييرها لصالح تسمين كروشهم النتنة ومراكمة ارصدتهم من المال السحت والكسب الحرام من ثروات وخيرات حضرموت، والشعب الحضرمي يعيش الجوع والفاقة والأمراض والتجهيل ونقص الخدمات.وفجأة وبدون سابق انذار تنقلب الموازين ويتغير خطاب المطالب والحقوق المشروعة لحضرموت. فيصبح مطلب اغلاق بزبوز الضبة خطا احمرا ومهددا للسيادة ، وتأتي التوجيهات للأتباع ان أوقفوا هذا الخطاب التحريضي ضد المصالح السيادية وغادروا مخيم العيون فورا.لملم الأتباع خيامهم وغادروا على الفور بقضهم وقضيضهم.أما رجالات حضرموت المستقلون، والذين يقدحون أشوارهم وأفكارهم من شراقي رؤوسهم دون تبعية او إملاء من أحد فقد رفضوا أن يتزحزحوا من مواقعهم في العيون وصمدوا فيها، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا بعز أو عزاء.تمسك المستقلون الحضارمة بقيادة أسد حضرموت الشيخ صالح بن حريز ومعه قيادة الهبة الحضرمية بمخيم العيون بتراب أرضهم ، ومن ورائهم كل أبناء حضرموت داخل الوطن وفي المهاجر الحضرمية قاطبة ، ورفضوا أن يتزحزحوا قيد أنملة ، عن مخيم الشموخ والعزة والتلاحم الحضرمي المستقل، الذي يرفض التبعية لاي جهة كانت ولن يحيد عن هدفة في انتزاع حقوق حضرموت ومطالبها المشروعة، وستظل أعينهم ترنو لميناء الضبة حتى لايسمحوا لقراصنة العصر بسرقة ثرواتهم.وسيستمروا في تصعيدهم السلمي وتحشيد كل الطيف الحضرمي حتى تفرض حضرموت قرارها السيادي وتبسط يدها على ثرواتها وأرضها.نعم سيفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقبلون بشضف العيش والبعد عن المنازل والأهل وسيضحون أيضا بالغالي والنفيس والمهج لاجل عزة وشموخ حضرموت والحفاظ على قرارها السياسي المستقل ونديتها للاخرين وسيطرتهم على أرضهم وثرواتهم ، وتسخيرها لخدمة وتطوير ونهضة حضرموت وتأمين حياة أبنائها الأخيار من الجوع والفقر.