آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-02:00م

شغف وجنون كرة القدم في أبين

الأحد - 09 يوليه 2023 - الساعة 09:10 م

احمد الحامدي
بقلم: احمد الحامدي
- ارشيف الكاتب


يعيش أبناء محافظة أبين في هوس رياضي متواصل طوال الفترات الماضية بعد أن اكتظت ملاعبهم بالبطولات الكروية  الشعبية وزينها الحضور الجماهيري الكبير الذي يتوافد له أبناء محافظة أبين من كل حدب وصوب في لهفة وشوق لمشاهدة كرة القدم التي اصابتهم في مقتل، نعم انهاء أبين عندما نتحدث عن الرياضة فيها بشكل عام فإننا نتحدث عن كوادرها ومثقفيها واساطيرها الذين ذاع صيتهم في سجل عالم الرياضة العربية والعالمية فلم تختصر أسمائهم على كرة القدم فقط بل تجاوزوا ذلك بكوادرهم النادرة والمميزة في مختلف المجالات الرياضية  فعندما نتحدث عن أبين فإننا بالفعل نتحدث عن برازيل اليمن ومنجم النجوم والمواهب للأندية اليمنية والمنتخبات الوطنية فلا يمكن أن نشاهد منتخب وطني بدون لاعب من  أبين فمواهبها لاتضاهيها مواهب وعلى سبيل المثال لو تحدثنا عن افضل منتخب وطني حقق انجازات عظيمة هو (منتخب الأمل ) والذي وصل للعالمية تفعم باربعة لاعبين من هذه المحافظة الأبية ناهيك عن اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات الوطنية الأخرى في جميع الفئات وحققوا مستويات عظيمة طيلة مشاركتهم مع المنتخبات الوطنية وبشاهدة الجميع.


شغف وجنون و عشق وانتماء وحب ابناء المحافظة لهذه الساحرة المستديرة قد لاتشاهده في أي محافظة أخرى تابعنا بطولات شعبية كبيرة كان التنظيم والإعداد والترتيبات فوق الخيال على الطريقة الأوروبية  من جوائز وتقنيات حديثة واحتفالات كرنفالية بمختلف الألوان والأشكال أيضاً كان الشيوخ والأطفال والشباب أبرز الحاضرين و المتابعين لتلك الانشطة الرياضية التي أصبحت عامل رئيس في اوساطهم ومتنفسهم الوحيد في ظل التغلبات السياسية التي عصفت رياحها بابناء المحافظة واحدثت دمار للبنية التحتية وملاعبها التي كانت واجهة للبطولات الدولية والرسمية وكان أبرزها ملعب ( الوحدة )المطل على ساحلها والذي احتضن بطولة خليجي 20 حيث تحول الآن إلى ثكنة عسكرية بعد أن تم تدميره وسلب كل ماهو جميل فيه وأيضاً ملعب ( الشهداء ) وسط العاصمة زنجبار الذي كان مستضيف الدوري اليمني للدرجة الأولى وتم تدميره حيث يتم الآن ترميمه وإعادة العشب الصناعي له بعد أكثر من 7 أعوام من التدمير  وفوق كل هذا لازال ابناء محافظة أبين يعشقون  ويتنفسون كرة القدم بكل أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية فهم يجتمعون جميعهم تحت مظلة كرة القدم بعد أن تفرقت بهم السبل بسبب المماحكات السياسية والعنصرية البقيضة التي دبت بينهم ولكن هناك كرة القدم كانت الحوار وهمزة الوصل بين الجميع فاستطاعت ان تستقطب الجميع وتخلق لهم بيئة مناسبة فيها من الود والألفة والاخاء مايجعلهم يتصالحون ويتسامحون و يبتسمون تحت مظلة كرة القدم فهي للجميع دون استثناء.

نرجع الى تاريخ وعراقة وارقام هذه المحافظة الولادة بالنجوم والمواهب والانجازات ولن نذهب بعيدا فأبين قبل عام توج ناديها ( فحمان ) بطلاً للدوري اليمني للموسم الاخير 2021/2022 ناهيك عن لاعبي المنتخب الذين مثلوا المنتخبات قبل أيام منتخب الناشئين والشباب والأولمبي، نعم إنها أبين ياسادة  ستظل أبين تجود بكل ما تملك من مخزونها الرياضي الذي لاينفذ في مختلف المناسبات الرياضية والوطنية كانت الماضي وظلت الحاضر وستكون في المستقبل فقد أطلق عليها برازيل اليمن لجودة الماركة النادرة التي تصدرها تلك المحافظة ومانشاهده من جنون وعشق وتشجيع للبطولات الرسمية والشعبية خير شاهد على ذلك برغم ماتعانية من حروب وصراعات طوال الفترة الماضية واصبح أبنائها أو بالأصح نجومها اللاعمين الذين لطالما أبدعوا ومثلوا المنتخب في عدة محافل كروية داخل الملاعب العالمية والعربية لايجدون مايسد رمق عيش أسرهم بعد الأوضاع الصعبة التي يعيشونها ورغم كل هذا لازالت أبين تنجب مواهب نادرة ومستمرة في الابداع والفن والجمال في عالم المستديرة التي لايفارقونها من مختلف مديرياتهم وقراهم المترامية الأطراف التي تكابد العوز والحاجة ولكنها ستبقى أصيلة في الجود والكرم والعطاء .