آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-08:55ص

فشلوا في إدارة عدن

الأحد - 10 سبتمبر 2023 - الساعة 11:58 ص

صالح الميفعي
بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


مدينة عدن مدينة مكتملة البنية التحتية  قبل ان نأتي اليها بثورتنا المباركة. وكانت الخدمات تسير فيها بشكل طبيعي كأي مدينة في العالم. وبعد أن رفعنا شعار ، ثورة ثورة ياجنوب و وصل الغالبية الى قناعة عن علم او جهل  ان شعب الجنوب يستطيع ان يقيم  دولته ، بمن في ذلك دول التحالف المشرفة على ادارة الملف اليمني ، تفاءل الناس تحت اعتقاد ان الجنوب قد دخل  مرحلة جديدة يستطيع فيها ان يثبت وجوده في المنطقة .

 وفي تلك الاثناء كانت أنظار دول التحالف تتجه الى من تصدر المشهد  لتولي زمام الأمور و يكون هو المنقذ لهذا الشعب الضائع، ولكن عندما اطمأن المتصدرون للمشهد  الى انهم هم المقربون للتحالف لبسوا الكرفتات والبدل الزقا واتقنوا الإخراج لشكل اجتماعاتهم بصورة مبالغ فيها و مثيرة للاشمئزاز لحد التقى. 

(بالذات عندما يتزامن ذلك  بوجود اشخاص يأكلون من برميل القمامة ) ، لكن في النهاية ظهروا في صورة لا تجدها حتى في اجتماعات الاتحاد الأوروبي( الذين لا يوجد لديهم من يأكل من براميل القامة ) .

 كلنا شعرنا للوهلة الأولى ان تلك البدل الزرقاء والكرفتات و الرؤوس المنفوشة تحتها عقول تخطط لكيفية  إدارة الجنوب من او لحظة. لكن المفاجئ في الامر ان صانعي القرار في  دول التحالف ،المشرفة على إدارة الملف اليمني كانوا يفكرون بطريقة أخرى تختلف عن الطريقة العاطفية التي نفكر بها.

 دول التحالف لم يؤثر أسلوب الإخراج (الكرفتات والبدل الزرقاء) لهؤلاء المتصدرون للمشهد ، على نظرتهم لمستقبل الجنوب مع هؤلاء . بل اختاروا ان يضعوا هؤلاء في اختبار وكانت مدينة عدن هي من وقع عليها الاختيار كعاصمة للجنوب، كانوا يرون انها اذا صلحت سيكون بشارة خير لصلاح الجنوب. 

فعملوا خطة  سلموا فيها لهم عدن وكل ما تحتاجه عدن من موارد بل ان بعض الساسة الخليجيين قد بالغوا لحد القول انه قد تم تسليم هؤلاء ما يكفي لبناء دولة ، اعطا التحالف هؤلاء فرصة لإدارة عدن، واعطاهم صلاحيات كاملة لحكم عدن كيفما يشاؤون ووفر لهم كل الإمكانيات والدعم السخي واعطاهم فترة زمنية كافية .

 لكن منذ ست سنوات او يزيد على حكم هؤلاء لعدن لم تتقدم عدن  خطوة واحدة ولم تسلم البنية التحتية فيها من التدمير، وتبخرت كل المليارات ولم يبق امام انظارنا الا استعراض للأزياء لهؤلاء القادة فإذا غضبوا من ردة فعل دول العالم  (بسبب أدائهم الضعيف) خرجوا علينا بالبدلات العسكرية الأنيقة ليقولوا لنا انهم خارجين ميادين الحرب، واذا نسينا خرجوا علينا في تلك القاعات المزينة بأكوام الورود بمظهر انيق لامثيل له  بالكرفتات والبدل الزرقاء التي كانت مميزة لدرجة غير عادية وساحرة ، تجعلنا نؤمن ان لا احد اصلح منهم لقيادة الجنوب، وانهم لن يتكرر مثيل لهم في تاريخ الجنوب. وان علينا ان نتمسك بهم و بأبنائهم.