الحقيقة ان التحالف هو من حقق هذا التقدم للقضية الجنوبية، وهو من انتصر للجنوب وليست تلك الأصوات، والذي جاء بالتحالف والدعم العسكري للجنوب هو أمن المنطقة و ليس حنكة (قادتنا) وكل ماقيل في الاجتماعات او على الورق من حكايات عن (القادة) ودورهم البطولي المتمثل في لي عنق العالم لصالح قضية الجنوب، ليس صحيح ، ودورهم لم يزد في الامر من شيء ، يضاف الى ذلك ماقيل من تهريج على القنوات الفضائية تحت عناوين وعروض بهلوانية تروي حكاية قضية الجنوب (تهريج مقرف للمشاهد) ، كل ذلك لم يفد القضية الجنوبية ولم يسهم في تقدمها، بقدر ما كان محل للسخرية، كتلك الخطوات التي تم اتخاذها ثم التراجع عنها سريعا .
والحقيقة ان التحكم في مجريات الاحداث فعلا بيد مراكز صنع القرار في الدول العربية الكبرى، وهي ايضا من يعطي لهم الاذن او يسمح لهم بالحديث او المناورة في حدود ضيقة كورقة ضغط ليس إلا لتقويم بعض الاختلالات في ميزان المعركة الرئيسية ، لذلك يتم استدعاؤهم لتكليفهم بما يجب عليهم القيام به لصالح خطة دول التحالف المشرفة على ادارة الملف اليمني ، ثم يخبروننا في الجانب الاخر(في الداخل) انهم يتحكمون في المشهد و ان المسالة مسالة وقت، بنفس الخطاب منذ سبع سنوات، الكارثة انهم يعلمون انهم يقولون غير الحقيقة للشعب ، لكن في نفس الوقت يعتقدون انهم يمارسون السياسة، كيف ؟ فذلك عندما يكون مطلوب منهم تقديم تنازلات مذلة وفاضحة هنا يلوحون بورقة الشعب ، الشعب صاحب القرار ، والشعب سوف يخرج للساحات ، والشعب سوف يحمل البندقية (المقاومة ) ، اذا لزم الامر . وقد قيل انه عندما (يكون القايد في ورطة) او يُبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم،
وبالعودة لدور الدول المشرفة على ادارة الملف اليمني ، فهم منذ البداية كانوا يبحثون عن اي تيار يكون له قطيع وكان الاختيار على هؤلاء لاننا صرخنا كثيرا في الشوارع و بصوت عال لهم ، لكن هؤلاء ليس بيدهم شي، كل ما يجري هو ضمن خطة الدول ذات المصلحة وبتعليماتهم ، هؤلاء فقط يستطيعون اسكاتنا عندما يرون اننا لا نصدقهم حتى لا ينكشفوا . او متى طلب منهم ذلك ليثبتوا لهم اننا مجرد قطيع.
