آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-08:26ص

ثورة ناغورني كاراباخ

الأحد - 01 أكتوبر 2023 - الساعة 12:23 م

صالح الميفعي
بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


ناغورني كاراباخ هذا هو إقليم يطالب بالاستقلال وبحسب القانون الدولي يقع الإقليم في اراضي  أذربيجان وهي منطقة حكم ذاتي أسسها  الاتحاد السوفيتي ضمن سياسة فرق تسد ضد التواجد الإسلامي  هناك وظلت تلك المشكلة قائمة فيما بعد ولان اغلبية سكان الاقليم  من الأرمن اعلنت كاراباخ نفسها جمهورية مستقلة  بنهاية 1991 ولم يعترف بدولة الأمر الواقع التي أعلنوها احد  حتى شريكهم أرمينيا نفسها لم تعترف بدولتهم ، استمرت أرمينيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي بدعم الأرمن و بإيعاز من روسيا.

لكن المفاجئ ان أرمينيا وروسيا طلبت من الانفصاليين مؤخرا  تسليم السلاح والتخلي عن فكرة انفصال الإقليم والتعايش مع الأذريين والتعرف على قوانين أذربيجان  وعدم مخالفتها، لم يكن الامر مفاجئ للقادة  وعائلاتهم التي تعيش حياة البذخ والترف ، بل كان الامر مفاجئ للناس الذين قدموا اولادهم فداء، خلال الصراع مات مئات الالاف وشرد  مثلهم وكم هائل من المآسي جاءت فوق رؤوس البؤساء .

ولم يستفد البؤسا حول العالم من تلك الدروس ولا تلك الاحداث  ابدا  ، بل اننا نلوي عقولنا لي وبشدة حتى لا نسلم بامر ان القادة لا يخسرون شي في الغالب، وانهم يستخدموننا لتحقيق مكاسب سياسية او اقتصادية  لصالح انفسهم (شخصية) او  دول اخرى.

ثم يستغنون عنا باتفاقية من سطرين في حفلة رقص وشرب صاخبة. لكن في كل مرة يستطيعون اقناعنا ان قضيتنا مقدسة واننا يجب ان نحيا ( احرار) حتى لو متنا جوعا  وإن الأرض والعرض مهددة من الأعداء لتحريك حمية الجهل فينا ، عندها نقود رقابنا  و ارواحنا وأبناءنا بأيدينا من جديد الى مقصلة الفداء فداء لهم ولابنائهم الغارقين في الثراء . والمحزن في الأمر ان القائد الذي أرسل جواسيسه ينشرون الرعب في الناس من المجهول والتبشير بعهد جديد في دولة موحدة ، هو نفسة من أرسل جواسيسه لنشر الرعب من الدولة الجديدة والتبشير بعهد جديد.

ليس معيب ان تقرر الشعوب مصيرها لكن المعيب عندما تكون نفس الوجوه وأبناؤهم  تتحكم في مصيرنا في كل المراحل وعلى هواها ولا يطالها الحساب تجرنا من رقابنا لنقول  نعم وفي مرحلة اخرى  لنقول لا ، ولا يجرؤ أحد على الرفض لأنهم يتحكمون في عقول  الطبقة  الجاهلة التي تتنمر بلا رحمة على من لا يبجل الزعيم القائد  الرئيس.

نحن نقرأ عن إقليم كيبيك الكندي الغني المطالب بالانفصال لكن لم نسمع بالزعيم القائد  الرئيس ولا بقادة مجلسهم ولا يرونهم ابطال خارقين  ولم نسمع بعنترياتهم ولا بموكبهم  ولا بتنمرهم على الناس، هم مجرد قادة يتبدلون كل سنتين ثم يذهبون لأعمالهم كأساتذة  في الجامعات او مدراء في الشركات.

لكن عندما تكون رقعة الجهل أكبر تكون النتائج كارثية تستمر لأجيال.