آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-08:17ص

ميفعة جزء من دولة حضرموت

الثلاثاء - 19 مارس 2024 - الساعة 04:29 م

صالح الميفعي
بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


في ميفعة المزاج العام يتجه الى تعجيل الانفصال عن شبوة والالتحاق بحضرموت واقامة دولتهم دولة حضرموت بعيدا عن الجنوب والشمال، انهم يشعرون انه ليس لهم طاقة ببقائهم تحت هيمنة محافظة شبوة التي تصول وتجول على حساب مستقبلهم ومستقبل اجيالهم.

وفي هذا الاتجاه تم بعون الله إقامة مركز يديره متخصصون لدراسة وتحليل الحالة على كل المستويات. ويهتم بدراسة كل الظواهر السلبية وحتى الإيجابية، على مستوى الشارع وحتى على مستوى الافراد، لمواجهة هذه الظروف الغير عادية، والتهيئة لمزاج عام باتجاه استكمال مشروع خروج ميفعة من هيمنة محافظة شبوة.


وهذا التعجيل نابع من مصلحة وطنية ل منطقة ميفعة، الناس يشعرون انهم يمرون بمرحلة لا تختلف كثيرا عن مراحل الفشل التي عهدوها، تلك التي ادارتها تركيبة غريبة في كل المراحل السابقة، سببت لهم الكثير من المتاعب واضاعت عنهم الكثير من الوقت، استهلكت أجيال تحت شعارات غير مدروسة ولم تنتصر اي واحده منها.، استمر العنف الثوري يقاتل الهوى كالذي اصابه المس الى يومنا هذا، وبسبب ذلك ليس لهم طاقة ان تذهب اجيال اخرى وهي تنتظر نفس النتيجة.

المجلس الانتقالي اختار نهايته بمحض ارادته كواحدة من تلك التركيبات الغريبة التي اقتاتت وعاشت الرفاهية على حساب سنوات من المعاناة يعيشها اغلب الناس منذ عقود، باسم النضال، والثورة التي لا تأتي بنتيجة، كيف عرفنا أنه اختار نهايته، الذي يحدث ان العملية التنظيمية لهذا التيار متروكة لمزاج أفراد يتنمرون بدون وعي على كل صوت مخالف يقول كفاية جوع لنا، وكفاية تخمة لكم، يتنمرون بدون وعي بشكل مباشر او على وسائل التواصل الاجتماعي او في الصحف على كل صوت يقول اتركونا وشأننا في العودة الى منطقتنا التاريخية، لقد وصل بهم الحال الى التنمر وعلى مستوى العلاقة بدول الجوار، و يمكن ملاحظة ذلك الاسلوب المتخلف بكل وضوح من خلال ظهور اشخاص من الانتقالي يرتدون البدلات العسكرية ويهددون بتفجير الوضع لصالح قضيتهم، هم في الاصل يريدون توصيل رسالة مفادها انهم يحتاجون الى مزيد من الضخ لحساباتهم ليس الا .

ويتكرر هذا المشهد عند كل مرحلة من سلسلة مراحل الفشل بحركات بهلوانية تعكس صورة مرحلة من مراحل الانهيار ما كان ينبغي لها أن تحدث. والسؤال الاهم اين تلك القاعة المليئة بالورود والكرفتات مما يجري، ام هم أيضا جزء من المشكلة.

فشلوا في اعادة الهيكلة. وهذا مؤشر خطير يدل على انه. ليس لهم القدرة على الاقل في الوقت الحاضر على استعادة دولتهم الجنوبية. بسبب حالة الشلل التي يعانونها. وبسبب اصوات المزايدين الذين شغلوا اماكن مهمة داخل الانتقالي وانحصر نضالهم في محاربة بعضهم البعض، وهم كثيرون ويتواجدن في كل المستويات و يستميتون ليبقوا هم الممثلون لجهاتهم، هم الذين قفزوا على حين غفلة في زمن المزايدات على ظهور القيادات الشريفة التي كانت تتفاوض لإيجاد حلول عقلانية. لم يكلفهم الصعود سواء تأييد يشبه الصرخة وكلمة المرور انهم (الوجهاء). فأصبحوا في مواقع تقدم دروس عن النضال والمواقف المشرفة ودروس عن المتخاذلين، فاضلت الناس هنا عن طريق اللحاق بحضرموت، واضلت الانتقالي وظلت الشعب وأضاعت على جنوبهم خارطته التحررية. وبسببها مازال الانتقالي يسير الى التيه منذ سنوات كثيرة، والناس تتسأل، أين المشكلة، ماذا يحدث.. الاجابة بكل بساطة هي استعادة ضبط المصنع للحالة بشكل عام، ميفعة هي جزء من حضرموت، وحدود دولة حضرموت مع الجنوب تنتهي عند ميفعة. الانتقالي يجب ان يكون واقعي ويواجه بعض المشاكل بالحوار ويسلم ببعض المسائل التي يؤدي العناد فيها الى إضاعة مستقبل أجيال. والعناد غالبا من المزايدين، وهم من يجب ان يتخلى عنهم الانتقالي، لأنهم أصبحوا غثا تكدسوا في مفاصل المجلس الانتقالي، يجيدون التلون وترك المهزوم. كانوا يقبضون تحت شعار محاربة الانفصاليين لدرجة التخمة والان يمثلون نفس الدور لكن بشكل مغاير، وإذا ما شارفت سفينة الانتقالي على الغرق سيكونون اول المغادرين بقوارب النجاة تاركين الشرفاء للهلاك.