آخر تحديث :الأحد-19 يناير 2025-10:59ص

الفيدرالية العادلة في اليمن لمستقبل إيجابي وشراكة وسلام مستدام

السبت - 04 يناير 2025 - الساعة 08:14 ص
عبدالرحمن الزبيب

بقلم: عبدالرحمن الزبيب
- ارشيف الكاتب


يلوح في أفق العام الجديد 2025م حوار يمني يمني يظم جميع الأطراف تمهيدا لإيقاف نهائي للحرب وتحقيق سلام مستدام في اليمن بتفعيل الشراكة الإيجابية لجميع مناطق اليمن يتحمل فيها الجميع مسؤوليته في بناء اليمن وتفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بأدوارها القانونية وفق نظام فيدرالي عادل ومرن يتم فيها توزيع الثروة والسلطة لجميع مناطق اليمن مع التعاون لإدارة موحدة في المجالات الهامة والسيادية التي تعزز من وحدة الوطن وتحافظ عليه من التشظي والانقسام وتتسم إدارة الوطن والوحدات المحلية بالمرونة والتعاون والشراكة والتكامل الإيجابي لكل وحدة إدارية مع الوحدة الإدارية الأخرى وفقا لإمكانياتها وقدراتها للاستفادة من التنوع الكبير في الإمكانيات والثروات فهناك مناطق تتسم بوجود كثافة سكانية كبيرة وبثروات وموارد قليلة ومناطق أخرى ضعيفة في الكثافة السكانية ولكن بثروات كبيرة وهنا يستلزم أن يشمل ذلك وحدة إدارية واحدة لتتكامل الاحتياج والكثافة السكانية مع الثروة لتتحقق التنمية .

ونقترح أن يتم إعادة رسم الوحدات المحلية بشكل أفقي من أقصى شرق الوطن الى اقصى غرب الوطن مثل صفوف الجدول بحيث تشمل مناطق زراعية وصناعية وموانئ وموارد وكثافة سكانية أو بشكل عمودي وتشمل أيضا في اطار كل وحدة إدارية موانئ ومناطق زراعية وصناعية وكثافة سكانية وموارد .

بمعنى وحدات إدارية تحقق العدالة في السكان والموارد وتكامل الأدوار والاحتياجات والامكانيات وتشملهما في وحدة إدارية واحدة مع المرونة الإيجابية بين جميع الوحدات الإدارية في الوطن وفق لمبدأ التكامل والتعاون الإيجابي بينهم جميعا.

وأفضل التجارب العالمية للنظام الفيدرالي الإيجابي الذي بالإمكان تطبيقها في اليمن هي التجربة الألمانية مع تطويرها لتتوائم مع اليمن .

وهنا نوضح النظام الفيدرالي العادل المنشود يقوم على أساس تقسيم اداري عادل يضمن لكل وحدة إدارية مقومات الحياة الكريمة من ميناء ومطار وموارد محلية لتدير كل وحدة إدارية نفسها بنفسها بحكومة محلية ومجلس تشريعي مصغر في كل وحدة إدارية وشرطة محلية ومكاتب خدمات محلية ووفقا لمواردها المحلية.

وهذا لا يتقاطع مع الموارد السيادية التي يكون ادارتها من عاصمة الوطن وتوزيعها للجميع وفقا للاحتياج وبالية عادلة وأيضا إدارة موحدة في عاصمة الوطن يشارك فيها الجميع ولا تتعارض مع الوحدات المحلية بمجلس تشريعي يظم ممثلين منتخبين من جميع مناطق اليمن ومجلس قضاء أعلى وحكومة مركزية تدير الشؤون العامة وتعين الحكومات المحلية للقيام بواجباتها وتقديم خدماتها ووزارة خارجية موحدة تمثل الوطن كامل امام العالم ووزارة دفاع وجيش موحد يمثل الوطن وبنك مركزي لعموم مناطق اليمن في العاصمة وبفروع في الوحدات الإدارية وشرطة فدرالية تحقق الأمن لعموم الوطن وتساعد وتعين أجهزة الشرطة المحلية لتقوم بدورها ومسؤولياتها وتقدم العون والمساعدة لها في حال الاحتياج او الضرورة .

نحن عند طرحنا لهذا الموضوع في هذا الوقت نؤكد اهتمامنا باحترام جميع أبناء اليمن من أقصاه الى أقصاه ووجوبية مشاركتهم جميعا في بناء الوطن وتحمل المسؤوليات والاستفادة من الثروات والموارد بشكل عادل ومنصف باعتبار خلل توزيع السلطة والثروة لغم وسبب خطير لتشظي الأوطان وهذا ما نخشاه ونؤكد على أهمية التعاون والشراكة الإيجابية بين الجميع دون اقصاء او تهميش لأي منطقة في اليمن فالجميع متساوون في حدقات عيوننا والجميع غالي وهام لايجوز اهماله ولا تجاوزه ولاحرمانه.

ونؤكد على وجوبية فتح صفة جديدة في اليمن يرسم فيها الجميع بتنوعهم الايجابي صورة جميلة لوطن تمتزج فيها الألوان بشكل إيجابي.

وتتحقق تلك الصورة في واقع الوطن بتعاون وتكامل إيجابي وتوزيع عادل للثروة والسلطة ضمن اطار واحد يجمع الجميع في احضانه.

يجب عدم إعادة ما حصل في الماضي والذي كان هو سبب ما حصل في حاضرنا ويجب عدم الهروب من الواقع نحو المجهول بل يستلزم ان يتقدم جميع أبناء الوطن بخطوات واثقة نحو مستقبل منشود نحو وطن يستظل الجميع في نطاقه يستفيد الجميع من ثرواته يتكامل الجميع في ادوارهم وامكانياتهم واحتياجاتهم في وطن لا يقصي أحد وفق نظام حكم فيدرالي مرن بحكومة وأجهزة وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية وجيش وبنك مركزي إلى جوار حكومات محلية تدير شؤونها المحلية بتعاون وتكامل مع الاخرين في اطار الوطن الذي يشمل الجميع في نطاقه ويضمن مشاركة إيجابية للجميع في إدارة شؤونه وتحمل مسؤولياته واستفادتهم جميعا من ثرواته.

ما نطرحه هنا هي خطوط عامه نرسمها لمستقبل إيجابي لليمن القادم يؤمن بشراكة وتعاون الجميع نرسمها نحن في اليمن ولا نقبل ان يرسم الآخرون خارج اليمن خارطة اليمن الجديد الذي لامجال فيها للتشظي في عالم يؤمن بالتعاون والاندماج والتكامل بين دول مختلفة فكيف بوطن وشعب واحد لاننكر ما حصل في الماضي ونسعى جميعا لضمان عدم تكراره في مستقبلنا ومؤمنين إيمان كامل لالبس فيه بمشاركة إيجابية للجميع في السلطة والثروة والمسؤولية والالتزامات.

اليمن رغم المعاناة فمازالت بكر ومازالت زاخرة بثروات هائلة ومتنوعة اذا ما تم ادارتها بشكل إيجابي وبشفافية بعيدا عن الفساد سنبني وطن زاهر للجميع ستكون اليمن واحة جميلة في قلب العالم من موقع متميز وموارد هائلة وأيادي عاملة كثيفة تحتاج فقط لإدارة الوطن وفق معادلة جديدة تحقق التكامل ويندمج الجميع في اطارها معادلة تشمل الجميع الثروة والسلطة والايدي العاملة الكثيف.

يجب الاستفادة من التنوع الإيجابي في جميع مناطق اليمن لتحقيق تكامل وتعاون وشراكة إيجابية بين الجميع ثروة وموارد مع كثافة سكانية وإدارة نزيهة وكفؤة بعيدة عن الفساد بشفافية شاملة وأجهزة رقابية صارمة وقضاء صارم يحقق العدالة للجميع دون تمييز ولا استثناء معادلة رائعة لإدارة وطن جميل اسمه اليمن .


وفي الأخير :


نأمل أن يشارك الجميع في جميع محافظات ومناطق اليمن في رسم الخارطة الجديدة لليمن وفق نظام فيدرالي مرن ووفق التجربة الألمانية الناجحة الذي تشكل نموذج إيجابي بالإمكان تكراراه في اليمن مع موائمتها لظروف ووضع اليمن.

فيدرالية عادلة بحكومات محلية مصغرة ومجالس تشريعية محلية وشرطة محلية وموارد محلية تدير نفسها بنفسها وبأبنائها وتشارك في نفس الوقت في إدارة شاملة للوطن في العاصمة بمرونة وتكامل وتعاون لا صراع ولا انقسام يعتريها بثروات وسلطات مركزية للجميع لا تتعارض مع المحلية منها ولا تتصارع معها ووفقا لقوانين ولوائح شفافة تضمن مشاركة مرنة وتكاملية إيجابية للجميع في الاطار المحلي والاطار الوطني الشامل تشمل الجميع في اطاره وتستفيد من التنوع الإيجابي للثروة والموارد البشرية فيها لتحقيق تكامل وتعاون بين الجميع ونبني وطن جديد ونفتح صفحة جديدة لمستقبل اليمن نرسمها نحن اليمنيين كلوحة جميلة متنوعة الألوان ومتمازجة وفقا لاحتياجاتنا وتطلعاتنا ونضمن عدم تكرار أي أخطاء سابقة ليعيش الجميع أحرار ويتحمل الجميع مسؤولية والتزامات بناء اليمن وينعم الجميع بثرواته وامكانياته الهائلة التي مازالت بكر لم يتم استغلالها ولا استثمارها بشكل إيجابي لخدمة الجميع.

ونؤكد على فيدرالية مرنة تكاملية تحقق شراكة إيجابية للجميع في اطار الوطن والذي نعتبرها صمام أمان لسلام مستدام وفق فيدرالية عادلة في اليمن لمستقبل وشراكة إيجابية للجميع في بناء الوطن.