آخر تحديث :الأحد-19 يناير 2025-07:49ص

عدن التطور والمدنية إلى التخلف والهمجية

السبت - 18 يناير 2025 - الساعة 09:22 م
عبدالكريم الدالي

بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب



عدن قبل الاستقلال الضائع في 67م ، وعندما كانت إدارتها وأمنها بيد أبناءها حينها كانت عدن  مدينة المدنية والتطور في اليمن والخليج العربي ، وفي الوقت الدي كان الجهل والتخلف يخيم على عموم مدن اليمن والخليج العربي  ، كانت عدن تشهد التطور والازدهار في المدنية والاقتصاد والتجارة والبناء والعمران  ، عدن أول مدينة في اليمن والخليج العربي عرفت المدارس والمستشفيات وخدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والاداعة والتلفزيون ، والطرقات والعمران نعم كانت تشهد الحداثة والتطور  ، كما كانت ومازالت على عهدها القلب النابض بالإنسانية ويدها ممدودة للجميع فكانت عدن  مدينة تعايش الأجناس والأعراق والأديان والطوائف والمذاهب بسلام وأمان ، وتطبيق العدالة ، وحماية حقوق المواطنة والحريات تحت مظلة النظام والقانون ، وكان رجل الأمن يطبق النظام والقانون في الشارع بعصا سوداء من البلاستيك الغليظ تعرف ( بالبامبو ) وليس بحمل السلاح الفوضوي ولا بطقم الدشكا . وذلك نتيجة  وعي العدني الناضج  بأهمية النظام والقانون ، وسلوكه  المدني في التفكير والتصرف ، وشعوره العميق بالانتماء الوطني لمدينته عدن  ، فكان من الطبيعي ان يكون نتاج  ذلك الأمن والامان والاستقرار والتطور والازدهار في ظل ادارة عدن والحفاظ على امنها من قبل أبناءها  .

حتى كانت المأساة بالاستقلال الضائع في 30 نوفمبر 1967م والدي كان فيه التحايل على القرار الأممي لاستقلال مستعمرة عدن الدي كان المفروض يكون في 9 يناير 1968م ، وبالاستقلال الضائع سلمت بريطانيا عدن لغير أبناءها ( الجبهة القومية ) بذون وجه حق وبذون وثيقة استقلال ، مقابل تنازل الجبهة القومية بذون وجه حق  عن الالتزامات القانونية والأخلاقية والأدبية والمالية والدبلوماسية وغيرها الواجبة على بريطانيا مقابل احتلالها عدن 129 عام ،،، وللتاكيد  وقول الحقيقة فان عدن هي التي كانت مستعمرة بريطانيا فقط لاغير  ، ومن اول يوم للاستقلال الضائع تم اغتصاب واستباحة عدن ارض وثروة تحت مسمى عاصمة ، وفتحت ابواب السجون والمعتقلات ونصبت المشانق ونشطت عصابات التصفيات الجسدية ، والخطف والاخفاء ضد ابناء عدن ، وفصلهم  من الوظيفة القيادية مدنية وأمنية مع الحرمان من الراتب ومستحقات مكافأة نهاية الخدمة ،  وتشريدهم  قسرا لاصقاع العالم بعد نهب أملاكهم وأموالهم وبيوتهم وحرمانهم من حقوقهم السياسية والمدنية  ، فعاش ابن عدن حياة معاناة الظلم والبغي والطغيان في زمن ارهاب سلطة أمر الواقع التي كانت مفروضة بالاكراه على عدن ومرفوضة من شعب عدن ، حتى الهوية العدنية كان لها نصيبها من الظلم والبغي والطغيان من خلال ماكان يمارس ضدها من سياسة الطمس والنكران  والاقصاء والتهميش ، واصبحت عدن حلبة للصراعات والحروب المناطقية على السلطة من منطلق من سيطر على عدن حكم الجنوب فكانت عدن تدفع ثمن صراعاتهم المناطقية  المسلحة باستمرار من امنها وتطورها ومدنيتها ، وهكذا ظلت كرة المناطقية والجهل والتخلف والجهل والفوضى والهمجية تدحرج  من يوم الاستقلال الضائع إلى  يومنا ، لذلك فعند المقارنة بين حال عدن ( ارض شعب هوية ) في الامس واليوم لا يمكنا  إلا أن تقول مااشبه اليوم بالبارحة ، وهذا يعني أن ما يحصل اليوم هو امتداد وتبعات للاستقلال الضائع ، فاليوم وصلت الأمور  في عدن اكثر وضوح للتدمير الممنهج والمنظم لمدنيتها وتطورها وتطبيق العدالة والنظام والقانون والخدمات فيها ، وتعطيل عمل مرتكزاتها الاقتصادية ( الميناء والمطار والمصافي والمنطقةالحرة ) ، التدمير الدي كان  تنفيده من اول يوم للاستقلال الضائع واكتمل هذه الايام  ، وبهكذا اصبح العدني ضحية مثلث الفقر والغلاء والمرض  ، ولوضع النقاط على الحروف . فاذا كانت هناك ارادة سياسية صادقة لتصحيح أخطاء الماضي لتجاوز سلبياته ومشاكله التي تلقي بظلالها على واقع حال اليوم  ورد الاعتبار لعدن ( أرض شعب هوية )  ، يكون ذلك من خلال  :-

1_  تسليم إدارة عدن وأمنها لابناءها  ، وهذا المفروض يكون في كل محافظة يمنية في ظل يمن اتحادي فدرالي  .

2_  تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر بالتعويض العادل بعدن من العام 67م إلى يومنا  .

وعلى كل ظالم أن يتذكر أنه كما تدين تدان ، ويتفكر في كيف كان مصير وخاتمة كل من ظلم عدن ( ارض شعب هوية)   ، فكل ظالم اليوم سيكون مصيره إن شاء الله نفس مصير وخاتمة السابقين ،،،،،،،،،، فعدن انتقامها مرعب  .


عبدالكريم الدالي