آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-03:32م

حوارات


ناشر صحيفة (الطريق) :في ضوء غياب الأساس القانوني المرجعي لقضية الجنوب من حوار صنعاء فهذا الحوار لا يعنينا ولن نشارك فيه

السبت - 16 مارس 2013 - 10:24 م بتوقيت عدن

ناشر صحيفة (الطريق) :في ضوء غياب الأساس القانوني المرجعي لقضية الجنوب من حوار صنعاء فهذا الحوار لا يعنينا ولن نشارك فيه

عن صحيفة الطريق

أجرت صحيفة جلف نيوز (gulfnews) الناطقة بالإنجليزية والتي تعتبر الصحيفة الأولى الناطقة بالإنجليزية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن أشهر الصحف الإنجليزية بالخليج العربي مقابلة صحفية أجراها مراسل الصحيفة في صنعاء الزميل/ صالح البطاطي مع الأخ/ أيمن محمد ناصر محمد النواصري, عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي منذ أسبوعين نشرت يوم الجمعة الماضي الموافق 15/ 3/ 2013م.

ولأهمية ما جاء في هذه المقابلة تعيد (عدن الغد)  نقلا عن الزميلة (الطريق )نشرها لتعميم الفائدة:

 

*هل ستشاركون في الحوار؟ لماذا ؟

 

- لا لن نشارك في الحوار "نحن كمجلس أعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب وكافة المكونات الجنوبية المؤمنة بالاستقلال والتحرير, والسبب لأن مرجعية الحوار المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم (2014) وكلاهما جاء ليحلا أزمة الصراع على السلطة في صنعاء واليمن ولم يتضمنا قضية الجنوب وفي ضوء غياب الأساس القانوني المرجعي لقضية الجنوب من الحوار فهذا الحوار لا يعنينا ولن نشارك فيه.

علماً بأننا نرحب بالحوار كقيمة حضارية وأسلوب راقي لحل النزاعات ونؤكد استعدادنا للدخول في حوار مع الإخوة في صنعاء وفق قراري مجلس الأمن  رقم (924) ورقم (931) لعام 1994م وبالتفاوض الندي بين الشمال والجنوب وبضمانات دولية.

 

 

* هناك فصائل من الحراك قدمت ممثليها في الحوار وهناك فصائل رفضت الحوار تماما؟ ما هو تعليقك ؟

 

- من سيذهب من الجنوبيين إلى الحوار يدركون جيداً أنهم يذهبون ممثلين عن أنفسهم ولا يستطيعون الكلام باسم شعب الجنوب, لأن شعب الجنوب خرج عن بكرة أبيه رافضاً المشاركة في الحوار ومتمسكاً بمطلب الاستقلال, وقد شاهد العالم أجمع مليونية 30 نوفمبر 2012م ومليونية 13 يناير 2013م ومليونية 26 و27 يناير 2013م في عدن وما حملت من رسائل للعالم أجمع ولصنعاء.

 

* ألا تعتقد أن الحكومة اليمنية منصفة حينما أعطت الجنوبيين نصف مقاعد مؤتمر الحوار؟

- ذلك طعم بهدف استدراج الحراك الجنوبي إلى الحوار اليمني, لأننا ندرك أنهم بقرارهم هذا أرادوا نصب فخ لنا, لأن المشاركة في الحوار اليمني يعني دفن قضية الجنوب الذي تم احتلاله في 1994م ولا يزال تحت الاحتلال وهم يريدون تصحيح خطأ حرب 1994م وإضفاء شرعية على الاحتلال من خلال مشاركة قوى الحراك الجنوبي في الحوار, علماً بأن آلية اتخاذ القرار في مؤتمر الحوار اليمني تكشف بوضوح أن نسبة 50% لا تقدم أي ضمانات للجنوبيين, لأن الترجيح من صلاحيات رئيس مؤتمر الحوار الذي هو رئيس الجمهورية والذي أكد على تمسكه بالوحدة.

 

 

*يقول الرئيس اليمني إن الحوار سيتم بموعده.. هل تعتقدون ذلك وعلى ماذا تراهنون؟

 

- العبرة ليس في انعقاد مؤتمر الحوار اليمني في موعده وإنما العبرة في استمرار أعمال المؤتمر ونجاحه, وبالنسبة لنا في الحراك الجنوبي بشكل عام وفي المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لا يعنينا انعقاد المؤتمر أو تأجيله, وإن كنا نتمنى أن ينجح الإخوة الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية في التوصل إلى حلول لمشاكلهم التي جاءت المبادرة الخليجية لتحل أزمة الصراع على السلطة لديهم, أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك فإن الحراك الجنوبي بكل مكوناته يراهن على عدالة قضية شعب الجنوب وعلى صمود المناضلين.

 

 

*هناك جهود دبلوماسية إقليمية ودولية لإقناع الحراك بالدخول في الحراك.. أين وصلت تلك الجهود ومن يتبناها وما هو دور دول الخليج فيها؟

 

- سبق وأن التقيت وزميلي علي هيثم الغريب كممثلين عن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السيد جمال بن عمر المبعوث الدولي إلى اليمن وسفير المملكة المتحدة (ممثلاً عن سفراء الاتحاد الأوروبي وسفراء الدول الـ(5) دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء مجلس التعاون الخليجي) كذلك التقينا سفير روسيا الاتحادية, وأوضحنا لهم موقفنا وقلنا لهم إننا ننتظر من المجتمع الدولي أن يقرأ الواقع قراءة صحيحة ونحن بانتظار مبادرة جديدة يكون للجنوب مكان فيها بشكل ندي وحينها مستعدون للذهاب إلى التفاوض بإشراف ورعاية دولية.

 


*هناك عقوبات قد تفرض على البيض من قبل مجلس الأمن.. كيف تقرأون بيان مجلس الأمن الأخير بشأن معرقلي التسوية؟

 

- بالنسبة لي شخصياً فإن قراءتي لبيان مجلس الأمن والذي أشار فيه إلى السيد البيض كأحد اثنين من معرقلي التسوية في اليمن فإن قراءتي إيجابية وأرى أنها تخدم الجنوب والحراك الجنوبي وليس العكس, لأن مجلس الأمن في بيانه اعترف ضمنياً بالسيد علي البيض كرئيس وممثل شرعي للجنوب ويكون بإقحام اسمه في البيان قد أكد مجلس الأمن على اعترافه بقوة البيض ونفوذه بالجنوب وهو بذلك يعترف بقوة وأغلبية ونفوذ التيار الجنوبي المطالب بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب, لأن البيض هو رمز التيار الكبير وأقصد أن بيان مجلس الأمن معه, لأن بيان مجلس الأمن مهد لأن يكون البيض - في أي تغييرات قادمة - هو الممثل الشرعي للجنوب.

 


*هناك إجماع إقليمي ودولي على الوحدة اليمنية والحوار الوطني.. هل يستطيع الحراك الجنوبي أن يواجه كل هؤلاء؟

 

- الحراك الجنوبي قيادة وقواعد عندما نزل إلى الشارع ليدافع عن قضية الجنوب لم يراهن على دعم إقليمي أو دولي, ولا أتصور أن من مصالح الإقليم والمجتمع الدولي دولاً وشعوباً الوقوف ضد نضالات الشعوب المقهورة والمحتلة والمطالبة بالحرية والاستقلال.

فإذا الشعب الجنوبي اختار فريق الاستقلال فلا أظن أن أي قوة تستطيع أن تمنعه أو تساعد على قمعه مؤقتاً وتفرض  تعتيماً وتجاهلاً على قضيته وتدعم الوحدة, ولكنها حتماً لن تستطيع أن تفرض الاستقرار في المنطقة, وهم يدركون جيداً أن عدم حل قضية الجنوب بما يرضي الجنوبيين لن يفرض الاستقرار المطلوب في المنطقة.

 


*بالحديث عن الحراك هناك دعوات للكفاح المسلح؟ ما هي حقيقة هذه الدعوة؟

 

- الحراك الجنوبي بدأ سلمياً ويواصل نضاله سلمياً وسيستمر بالنضال السلمي على الرغم من محاولات جره إلى مربع العنف, وخير مثال لكم ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال اليمني من مجزرة وحشية في عدن يوم 21 فبراير 2013م حيث سقط أكثر من 20 شهيداً و100 جريح من أنصار الحراك السلمي ولم يكن بينهم مسلح ولم يقم الحراك الجنوبي بأي رد فعل أو انتقام مسلح.

ونطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإرسال لجنة تحقيق دولية لتحقق في تلك الجرائم المرتكبة وما قبلها وما تلاها.

 


*هدد الرئيس بشكل غير مباشر البيض وإحالته إلى المحاكم الدولية.. هل يستطيع الرئيس اليمني ذلك؟

 

- لا أتصور أن الرئيس هادي يقصد جاداً البيض وأتصور أن هادي أراد من الإشارة إلى البيض إرسال رسائل إلى أشخاص وأطراف أخرى, لأن هادي يدرك أكثر من غيره شرعية مطالب البيض وسلامة موقفه السياسي.

 

 

*هل مطلب فك الارتباط وعدم المشاركة في الحوار اليمني يجمع عليه كل الحراكيين أم أن هناك من يطالب بالفيدرالية أو الكونفيدرالية والدخول إلى الحوار بشروط؟

 

- إذا كنت متابعاً للتطورات في الساحة الجنوبية بدقة كنت ستدرك أنه حتى التيارات أو القيادات التي كانت فيما مضى تدعو لفيدرالية مزمنة من إقليمين تسبق استفتاء لتقرير مصير الجنوب ستجد أنها تراجعت, وان اليوم كل مكونات الحراك الجنوبي متفقة على الاستقلال, أما مشاريع الفيدرالية والكونفيدرالية فقد تجاوزها الجميع في الجنوب, وطرحها كان من قبل أصحابها باعتبارها طرفاً توصل إلى استقلال الجنوب.

 

 

*الكثير من السياسيين اليمنيين يتحدون الجنوبيين أن يتفقوا على صيغة واحدة وطلب واحد, وقد أكد الشماليون استعدادهم بالقبول به حتى مطلب حق تقرير المصير؟ هل هناك خلاف فعلاً يعرقل مشروع الحراك في فك الارتباط؟

 

- دعني أصحح لك.. "الجنوبيون جميعاً متفقون على الهدف وهو الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وذلك تحت ما بات يعرف بمطلب "فك الارتباط" وربما تقصد بسؤالك نقلاً عن تساؤلات السياسيين اليمنيين" اتفاق الجنوبيين على قيادة واحدة, ودعني أقول لك أن تعدد المكونات الحراكية الجنوبية ظاهرة صحية, لأنها سوف تكون بعد استعادة الدولة أحزاباً سياسية تتنافس فيما بينها.

أما إيجاد قيادة واحدة فليس سراً أن أخبرك أن جهوداً كبيرة بذلت وقد قطع شوط من قبل لجنة الحوار الجنوبي, الجنوبي لإيجاد قيادة واحدة لتحقيق هدف واحد, والمهم الآن أن الشارع الجنوبي كله موحد حول مطلب الاستقلال.

  

 

*هناك تيار في الجنوب يطالب بتصحيح مسار الوحدة كيف صداه بالشارع الجنوبي وما هي حقيقة خلافكم معه؟

 

- دعني أساعدك في الترتيب: بعد حرب 1994م الظالمة على الجنوب واجتياحه في يوليو 1994م برز داخل الحزب الاشتراكي "الجنوبي المنشأ" تيار سمي بتيار إصلاح مسار الوحدة وكان من أبرز رموزه د.محمد حيدرة مسدوس, وقد ذاب هذا التيار عندما قرر الجنوبيون ترك العمل من خلال الأحزاب السياسية المرتبطة بصنعاء, أما ما برز قبل فترة وجيزة من تناولات إعلامية عن تجمع لفيف محدود من شخصيات جنوبية في حزب المؤتمر الشعبي وحديثها عن إصلاح مسار الوحدة فهو لا يعدو أن يكون امتداداً محدوداً جداً للرئيس هادي.

 

 

*قراءتكم لمستقبل الأحداث في اليمن؟

 

 - على صعيد صنعاء فلا أخفيك أن الوضع هو صعب ومحرج جداً, فقد مضى أكثر من عام على توقيع المبادرة الخليجية وانتخاب هادي ولم ينجز فعلياً حتى الآن إلا استبدال الرئيس صالح بالرئيس هادي, فالجيش والأمن لا يزالان غير موحدين وقضية صعدة والحوثيين لم تحل وقضية الجنوب كذلك لم تحل, كما إن حكومة الوفاق تواجه تحدياً كبير باعتبار أن العام 2013م تواجه الموازنة العامة للدولة عجزاً يصل إلى 30% كما أن 60% من الموازنة ستذهب رواتب وأجور وما تبقى لا يكفي لتنفيذ أي مشاريع وهو ما يعني أن شريحة كبيرة ممن يعملون في قطاع الإنشاءات والمشاريع لن يجدوا مداخيل, وعليك أن تتصور المستقبل بنفسك.

 

أما على صعيد الجنوب فالمستقبل يصنع من الحاضر والمرء يحصد ما يزرع, بالنسبة لنا كلنا ثقة أن تضحيات ونضال الشعب الجنوبي ستؤتي ثمارها, واستقلال الجنوب قادم بمشيئة الله ودولة الجنوب قادمة.. جنوب جديد يضم كل القوى السياسية الجنوبية وكل فئات المجتمع متصالحة مع نفسها وطي صفحة الماضي, وكل الأمل بشباب وشابات الجنوب لبناء الغد الزاهر.