آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-06:14م

ملفات وتحقيقات


مستشفى المكلا للأمومة والطفولة : معاناة لم تنتهي

الإثنين - 15 أبريل 2013 - 03:56 م بتوقيت عدن

مستشفى المكلا للأمومة والطفولة : معاناة لم تنتهي
أشار مدير عام مستشفى المكلا للأمومة والطفولة إلى أنه يتم حالياً التشطيبات النهائية والتجهيز لمبنى الأمومة والطفولة بمنطقة (40شقة) يتبع مكتب وزارة الصحة والسكان

المكلا((عدن الغد))خاص

كتب: ياسر لرضي

 

 

مستشفى المكلا للأمومة والطفولة في المكلا صرح طبي قديم في محافظة حضرموت ، قدم خدماته منذ أن أسس لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة ، ثم تخصص المستشفى في تقديم الخدمات الطبية للأم والطفل ، مع الاحتفاظ بعض المهام الطبية التي تقدم للمواطن ، يفرضه موقعه في وسط مدينة المكلا ، خاصة وأن مستشفى ابن سيناء المركزي التعليمي يبعد عن قلب المدينة بنصف ساعة.

 

خدمات اساسية

 

الدكتور محمد علي بن عفيف ، المدير العام لمستشفى المكلا للأمومة والطفولة تحدث عن نشاط المستشفى والصعاب التي يواجهها فقال:يمثل مستشفى المكلا للأمومة والطفولة أهمية لسكان محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وجزيرة سقطرى؛ لأنه المستشفى التعليمي المركزي المتخصص في الأم والطفل،ويقدم خدماته لعدد كبير من المواطنين في هذه المحافظات وبأسعار رمزية، وهي خدمات أساسية تهتم برعاية الأم والطفل ، أهمها الطوارئ التوليدية التي تعتبر أساس عمل المستشفى ؛ كما يقوم برعاية الأمهات أثناء الولادة ، حيث يتم في المستشفى إجراء ما يزيد عن(30)عملية ولادة طبيعية يومياً ، ومتوسط عدد العمليات التي تتم(6)عمليات ولادة طارئة ، أيضاً يضم المستشفى قسماً لأمراض النساء،وقسماً للولادة،وغرفة للوضع وهي تقوم بدور كبير ومهم وحيوي في نشاط المستشفى.وأضاف: كما يعمل المستشفى على تقديم الخدمات العلاجية للحالات المحولة التي تصل يومياً من العيادات التي تعمل على مدار الساعة؛ففي الصباح يعمل اخصائيون، وبعد الظهر يوجد طبيب مناوب لتلقي الحالات ومعالجتها ،والحالات التي تحتاج إلى رقود يتم ترقيدها،ويوجد عدد من الأقسام التي تهتم بالعناية بالأطفال منها قسم الخدج ومعالجة الأطفال من أمراض سوء التغذية والاسهالات،والقسم العام والعناية المتطورة من بعض الأمراض؛ ونفتقر لقسم العناية المركزة في المستشفى.

 

 

 

خدمات أخرى

 

هذه أهم الخدمات التي يقدمها المستشفى في مجال تخصصه ، ولكننا نقدم خدمات أخرى للمواطن بعيدة عن تخصص المستشفى ، وهي قسم الطوارئ العامة يقدم الاسعافات الأولية،وهذه خدمة يقدمها المستشفى للمجتمع كون المستشفى يقع في قلب مدينة المكلا، ويوجد طبيب أمراض باطنية يعمل يومين في الأسبوع اخصائي، وطبيبة أخرى تعمل كل أيام الأسبوع للأمراض العامة التي تعرف بالعيادة العامة، ويوجد قسم خاص برعاية الفم والاسنان، وعيادة خاصة بالاكتشاف المبكر لسرطان الثدي تعمل يومياً بالتعاون مع مؤسسة حضرموت للسرطان،بالإضافة إلى المختبر وبنك الدم ،اللذين يعملان 24ساعة وهما متاحان للجميع، وقبل فترة زود المستشفى بقسم الدم وهو حديث ومتطور على نفقة المهندس عبدالله أحمد بقشان بالتعاون مع مؤسسة حضرموت للسرطان، ويقوم هذا الجهاز بإعطاء المريض احتياجاته من مشتقات الدم كحالات النزيف أو حالات الدم العلاجية لمرضى السرطان للأطفال المسجلين لدينا وهم أكثر من (80)طفل مصاب بأمراض الدم ويحتاجون إلى جرعات دم شهرياً وهذه الخدمات تقدم لهم مجاناً؛ ونحن بصدد التشاور مع أهل الخير لإنشاء جمعية خاصة بأمراض الدم عند الأطفال الوراثية والذين يحتاجون إلى رعاية طبية مدى الحياة،كما يتم التشاور حالياً مع مؤسسة طيبة الخيرية لتبني هذه الجمعية الخاصة بأمراض الدم،وسنقوم بتوفير الكادر المتخصص لهذه الجمعية. 

 

أيضاً من الأقسام التي توجد في المستشفى، قسم خاص بعيادة الاسنان يتوفر فيه (7)أطباء وهو يحتاج إلى عدد من الأجهزة - نسعى حالياً لتوفيرها عبر أهل الخير من أبناء حضرموت - وبإذن الله ستعزز هذه الخدمات التي تعمل في النوبتين الصباحية والمسائية.

 

هناك خدمات داعمة أخرى منها الأشعة المختلفة الموجودة،وعيادة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي من خلال الجهاز الذي تم توفيره من قبل أهل الخير وهو جهاز(الماموقراف) ونحن الآن قادمين على تطوير الأقسام بافتتاح المبنى الجديد الملحق بالمستشفى خلال الأشهر القادمة حيث تم طلب بعض الأجهزة الجديدة له وصل بعضها،كما أن عمليات التشطيبات النهائية جارية للمبنى الجديد الذي سيعمل على تحسين الخدمات المقدمة لاسيما للأمهات أثناء الوضع أو العمليات والأطفال الخدج؛ويتم حالياً تدريب بعض الكوادر الطبية والتمريضية لمواكبة عملية التطوير الجارية في المستشفى،فبعض كوادرنا حالياً يتدربون في صنعاء والبعض الآخر في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع منظمة حضرموت الصحية.

 

 

 

نفتقر للأطباء العموم

 

يتوفر في المستشفى عدد من الاخصائيين في النساء والولادة والأطفال ويعاني نقصاً في الأطباء العموم فقط، لأن الكثير منهم ذهب للتخصص. وحالياً يوجد لدينا(8) اخصائيي اطفال، و(13) طبيب نساء وولادة يقومون بالعمل اليومي؛وهذا العام تم ارسال طبيبين ليتخصصا في التخدير،وحالياً يوجد دكتور تخدير واحد فقط، وتعمل ادارة المستشفى على استكمال النقص بالتنسيق مع مكتب وزارة الصحة والسكان بالمحافظة لرفد المستشفى بالكوادر، أيضاً يوجد في المستشفى كوادر طبية مساعدة جيدة في مختلف الاقسام.

 

العمالة المتعاقدة كابوس

 

وأكبر مشكلة تواجه المستشفى العمالة المتعاقدة؛ حيث يبلغ عددهم(68)عامل متعاقد في كل الأقسام،يقول الدكتور محمد بن عفيف: إن هذا الأمر يشكل عبئاً مالياً على المستشفى يضر بإيراداتها المحصلة البسيطة من الجمهور، وهي كابوس في نفس الوقت، فهذه العمالة تقوم بأعمال حيوية ومهمة تساعد على تأدية مهام الطاقم الطبي،وقد تلقينا وعداً من وزير الصحة ومحافظ المحافظة بتوظيفهم هذا العام، ورغم هذه العمالة البسيطة إلا أن المستشفى يعمل جاهداً لتقديم خدماته دون قصور.

 

قطع مخصصات المستشفى من مادة الأكسجين

 

كذلك من أهم المشاكل التي تواجه المستشفى قطع مخصصات المستشفى من مادة الاكسجين قال عنها الدكتور بن عفيف إنها اكبر معضلة تواجههم في التموين الطبي والمرتبط بوزارة الصحة في صنعاء منذ العامين الماضيين،مضيفاً إن هذه المشكلة تسبب أزمة في تقديم الخدمات للمواطن ، مما اضطرنا اللجوء إلى جهات محلية في حضرموت لتوفير مادة الأكسجين للمستشفى وهذا يشكل عبئاً اضافياً في تقديم خدمات أفضل للمواطن على حساب أمور أخرى مهمة،وأكبر مشكلة واجهتنا في الماضي ومازالت تواجهنا في الحاضر ويبدو أنها سترافقنا في المستقبل هي الميزانية المحدودة والضئيلة والتي لا تواكب المتطلبات اليومية، فميزانية هذا العام وصلت بنفس البنود التي كانت تعطى للمستشفى قبل عشر سنوات دون أي تغيير ، وهذا يؤثر على تقديم الخدمات، حيث يعمل المستشفى بالتعويض من دخله البسيط الذي يفترض أن يصب في عملية تطوير ورفع الخدمات المقدمة للمواطن ، فتحول هذا الدخل البسيط إلى دعم الميزانية التشغيلية للمستشفى سواء في المستلزمات والأكسجين والوقود للمركبات ولماطور المستشفى؛وهذا أدخل المستشفى في التزامات مالية لجهات خارجية، ورغم هذه المعوقات إلا أننا لم نفقد الأمل بعد ومازلنا نتابع وزارة الصحة وخصوصاً مشكلة قطع مادة الأكسجين.

 

 

 

دورات انعاشية للكادر الصحي

 

وفي مجال التدريب والتأهيل قال مدير عام المستشفى: نسعى دوماً لتطوير الكادر الحالي؛ فقد تم الاتفاق مع منظمة حضرموت الصحية لإقامة دورات للكادر الصحي بالمستشفى لعمل دورات انعاشية في مختلف التخصصات، وسنبدأ بدورات رعاية الخدج أولاً،وتأهيل الكادر في مجال العناية الفائقة للمرضى من خلال اقامة دورات تدريبية لهم ونسعى لرفد هذه الأقسام بأحدث الأجهزة.

 

 

 

رسوم أقل من كلفة الخدمة 

 

وحول رسوم الدعم الشعبي التي يحصلها المستشفى من المواطن يقول: يذهب(60%) من ريع الدعم الشعبي إلى تعويض النقص في الميزانية التشغيلية و(40%) تذهب إلى العاملين وهذه النسبة ضعيفة لأن رسومنا هي أقل من كلفة الخدمة المقدمة ، فأسعار المواد في السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعات جنونية وظل مبلغ الدعم الشعبي على ما هو عليه منذ أن تم العمل به،مما وضعنا في مأزق؛إما أن نوقف الخدمات أو الاستمرار في تقديمها، فرسوم العمليات الصغرى أو العمليات الطارئة نقدمها بأقل الأسعار، ونتمنى أن تكون هذه الخدمات مجانية لاسيما في الطوارئ التوليدية ولكننا مضطرون لأخذ رسوم رمزية، وهذا الوضع لا يرضينا ولكننا مضطرين مثلما أسلفت؛لأن أسعار المستلزمات مرتفعة وبأسعار خيالية.

 

 

 

إعفاءات تصل إلى (100%)

 

وأضاف الدكتور محمد بن عفيف هذه المعضلة في ارتفاع أسعار المواد لاتعفينا من تقديم الخدمات المجانية لبعض الحالات،حيث نقوم بدور انساني في التعامل مع الكثير من الحالات وخاصة المعوزة، فنعفي عشرين حالة من قبل  المستشفى،وعشر حالات عبر جمعية حضرموت الصحية في الشهر، حيث تصل هذه الاعفاءات في بعض الحالات إلى(100%) وبعضها(50%) حسب الحالات الاجتماعية الموكلة لجمعية حضرموت،والتي تقوم بتوفير بعض العلاجات المجانية عبر الصيدلية التابعة لها داخل المستشفى والتي تقدم للمرضى المعدمين ومحدودي الدخل، أيضاً يتم اعانة بعض الحالات من خلال الصناديق البسيطة التي أنشأها بعض الطلاب في الأقسام لجمع التبرعات المالية للفقراء.

 

 

 

العلاج أولاً

 

عموماً مبدأنا يقوم على علاج أي حالة تصل إلى المستشفى فيتم تقديم لها الرعاية الصحية وعمل العملية،ومن ثم إذا لم تكن لديها الإمكانيات المالية يتم تبنيها عبر حضرموت الصحية،أو تقديم العلاج واجراء العمليات لها ومن ثم يتم التسديد بعد العملية ودفع الرسوم الرمزية والتي تصل من (3000) إلى (8000) ريال يمني بالنسبة للعمليات الطارئة في الجراحة؛وهذه كلفة بسيطة من كلفة العمليات في مستشفيات أخرى.

 

 

 

تدني مستوى النظافة

 

وفي النظافة يقول:إن مستوى النظافة متدني؛والسبب هو قلة المخصص الذي يصل إلى(250.0000)مائتين وخمسين الف ريال يمني فقط في السنة وهذا المبلغ معتمد منذ تأسيس المستشفى؛وكنا نأمل أن يتم رفعه في الميزانية الجديدة إلا أنه أتى بنفس الرقم السابق مما يؤدي إلى قصور في عملية النظافة اليومية داخل المستشفى.

 

 

 

الموارد مركزية

 

وحول أسباب ضعف الموازنة المركزية للمستشفى يقول:المستشفى يتبع مالياً وإدارياً مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بمحافظة حضرموت،وهم يعانون كذلك من شحة الميزانية، وهناك تعاون وثيق ويومي معهم ، وميزانية المستشفى تأتي عبرهم وكل الموارد المالية مركزية.

 

 

 

مبنى جديد

 

للسلطة المحلية دور في تشييد المبنى الجديد الملحق بالمستشفى بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي يتم تجهيزه حالياً،وهو بمثابة أمل في تقديم خدمات أفضل للمواطن؛ كما قدموا بعض الدعم في جانب المعدات،إلا أن طموحات المستشفى أن يولي المجلس المحلي بمديرية مدينة المكلا عناية أكبر ودعم أفضل مما هو عليه.

 

 

 

مستشفى جديد مستقل

 

كما أشار مدير عام مستشفى المكلا للأمومة والطفولة إلى أنه يتم حالياً التشطيبات النهائية والتجهيز لمبنى الأمومة والطفولة بمنطقة (40شقة) يتبع مكتب وزارة  الصحة والسكان، وقال نحن ساهمنا في الجانب الفني من حيث اختيار المعدات والتأثيث له من قبل الفنيين في المستشفى وتم مناقشة هذه الأمور في الفترة الماضية وتم رفعها إلى الجهات المعنية،وفي نهاية هذا العام إن شاء الله نتوقع أن يفتتح المستشفى الجديد؛وسيتم رفده بكوادر من مستشفى المكلا للأمومة والطفولة،فأكثر من اربعين طبيب وطبيبة ذهبوا للتخصص سيصلون قريباً، وهناك دورتان في الداخل الأولى في النساء والولادة،والثانية في طب الأطفال،وهذا جزء من احتياج المستشفى ولكن الجزء الأكبر من الكوادر هم الذين ذهبوا للتخصص خارج الجمهورية؛وسيكون المستشفى الجديد تخصصياً عالياً للأمومة والطفولة ، وسيتحول المستشفى الحالي للأمومة والطفولة إلى مستشفى خاص بمديرية مدينة المكلا وسيقدم خدمات اسعافية،وستبقى فيه الولادات الطبيعية والحوادث ومعالجة الأمراض المزمنة (السكري وضغط الدم)وستعزز أقسام الباطنة و  الحوادث أكثر مما هي عليه.وهنا ادعو القائمين على المستشفى الجديد لتوظيف الاعداد البشرة الكافية ووضع الميزانية الخاصة به،وتوفير كادر تشغيلي ممتاز من الداخل والخارج إن أمكن.

 

 

 

نحتاج إلى دعم الدولة اولاً

 

وأشاد الدكتور محمد بن عفيف بدعم وتفاعل أهل الخير وبعض الشخصيات الاجتماعية للمستشفى،وقال ما لمسته هذا العام والعام الماضي أثلج صدري من تفاعل أهل الخير وبعض الشخصيات الاجتماعية في حضرموت التي تساهم في رفد المستشفى بأجهزة حديثة وخاصة في المختبر، آخرها بنك الدم المقدم من رجل الخير الشيخ عبدالله أحمد بقشان عبر جمعية حضرموت التي تقوم بعمل جبار في تشغيل بنك الدم الجديد في المستشفى.

 

ومن هنا أحب أن أقدم شكري لكل من قدم لنا الدعم ولم يبخلوا على هذا المستشفى من أفراد وجمعيات خيرية أو منظمات قامت بمد يد العون لتقديم خدمات أفضل للمرضى،وفي مقدمتهم الشيخ المهندس عبدالله بقشان ومنظمة حضرموت الصحية ومؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، وجمعية العون التي ساهمت وما تزال تساهم معنا في بعض المعدات وجمعية العباري للصيادين التي قدمت لنا بعض المساعدات وهناك قائمة لاتنتهي من فاعلي الخير الذين يساهمون في تقديم الدعم للمستشفى،إلا أننا كنا نأمل بدعم أكبر من الدولة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان من خلال رفع الميزانية التشغيلية للمستشفى.

 

 

 

دعوة للتفاعل

 

وفي الختام وجه مدير عام مستشفى المكلا للأمومة والطفولة رسالة للجهات المعنية قال فيها: نرجو أن تساعدنا في الوقت الحالي الذي يحتاج إلى تكاتف جهود الجميع من خلال النصح والارشاد،وادعو للتفاعل بين الإدارة والعاملين؛ لنستطيع أن نقدم خدمات متميزة؛كذلك وجه الشكر لكل العاملين في المستشفى من أطباء ومساعدين وممرضين وعاملين في مختلف التخصصات على جهودهم في تسيير أعمال المستشفى التي لولاها لما استطعنا تقديم الخدمات للمواطن بحسب الامكانيات الشحيحة المتوفرة في الوقت الحالي.