في سابقة مؤلمة لم تعهدها لحج من قبل، يمر فصل الشتاء هذا العام بلا كهرباء، لتتضاعف معاناة أهلها رغم برودة الطقس التي كان يفترض أن تكون فرصة لتخفيف استهلاك الطاقة. إلا أن الظلام بات سيد المشهد، ولا صوت يُسمع سوى صمتٍ ثقيل يعكس خيبة أمل الناس من تجاهل معاناتهم.
اعتادت لحج على معاناة الصيف القائظ تحت رحمة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، لكن الشتاء كان دائمًا فسحة أمل لتخفيف هذه الأزمة. اليوم، حتى هذا الأمل تلاشى، ليجد الأهالي أنفسهم بلا كهرباء في كل الأوقات، وكأن حقهم في النور قد أصبح رفاهية لا يستحقونها.
ورغم الظلام الذي يخيم على كل بيت وشارع، يبقى السؤال الأهم لماذا هذا الصمت المطبق من الجميع؟ أين المسؤولون؟ أين الوعود التي كانت تُساق مع كل أزمة كهرباء؟ ولماذا أصبحت معاناة الناس مجرد تفاصيل هامشية في حسابات السلطات؟
استمرار هذا الصمت يجعل المعاناة أشد وطأة، ويضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا يمكن تجاهلها. فلا يمكن للناس أن يعيشوا في ظلام دائم بلا أمل أو حلول تلوح في الأفق.
لحج اليوم بحاجة إلى صوت يرتفع ليطالب بحقها في أبسط مقومات الحياة، بحاجة إلى تحرك عاجل يضع حدًا لهذه المعاناة المستمرة. فالصمت لم يكن يومًا حلًا، والنور حق لا يمكن التنازل عنه.
