نهرو النقي – أبين
في إنجازٍ نوعي يُضاف إلى مسيرة التنمية بمحافظة أبين، نجح الدكتور صالح الثرم، مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة، بدعمٍ مباشر من وزير الصحة العامة والسكان أ.د. قاسم بحيبح، ومحافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين، في تحقيق تحوُّلٍ استثنائي في البنية التحتية بالقطاع الصحي، عبر سلسلة مشاريع ومبادرات طموحة عززت خدمات الرعاية الصحية ووضعت أسسًا لمستقبلٍ طبي مستدام.
### *البنية التحتية: من الإهمال إلى التميز*
أطلق مكتب الصحة حملةً شاملة لتطوير المرافق الصحية، بدأت بإخراج مقتحمين من مبنى دحر الملاريا وترميمه وتأهيله وإعادة تفعيله، وكان الأهم إنشاء مستشفى متعدد الطوابق في مديرية سباح، وآخر قيد المتابعة للإنشاء في سرار، وبناء مركز صحي بمودية وبناء نواة مستشفى مختص بالأم والطفل في عاصمة المحافظة حيث قرر ضرورة بناءه فور توليه إدارة المكتب نظراً لمؤشرات تزايد وفيات الام و الطفل خلال الخمس السنوات الأخيرة قبل توليه إدارة مكتب الصحة. كما ركَّز على تمكين القابلات في المناطق النائية، عبر برامج تدريبية دُعمت بمنحٍ مالية وتسهيلات نقل، ساهمت في خفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال.
إلى جانب ذلك عمل الثرم على إعادة تأهيل مستشفيات "الوضيع" و"رصد" و" مستشفى أحور" الذي لاقى اهتماماً بالغا في عهد الثرم وأجريت فيه عمليات لأول مرة منذ تأسيه في السبعينات، كذلك عمل الثرم على ترميم عشرات الوحدات الصحية المهمَّشة.
ولم تقتصر جهود الدكتور الثرم على البناء، لانتشال البنية التحتية بل شملت جهوده العمل على تطويرها، فبذل كافة جهوده واستثمار جل علاقاته مع المنظمات الدولية لتزويد جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالمحافظة بأنظمة طاقة شمسية. فكان لتزويد المستشفيات والوحدات الصحية بمنظومات الطاقة الشمسية (بتكلفة 3 ملايين دولار) عاملًا حاسمًا في:*
- تشغيل أقسام الطوارئ والمختبرات على مدار الساعة.
- دعم أنظمة التبريد لحفظ الأدوية.
- تقليل الاعتماد على المولدات التقليدية
*ويعتبر تزويد المستشفيات والوحدات الصحية بمنظومات الطاقة الشمسية خطوة استراتيجية لها تأثيرات كبيرة على جودة الخدمات الصحية واستدامتها، خاصة وأن البلاد عامة تشهد أزمة حادة جدا في توليد التيار الكهربائي واستقراره. وفيما يلي أبرز الجوانب التي توضح أهميتها:
ـ استمرارية الخدمات الطبية في الظروف الطارئة يسهم في تجنب انقطاع الكهرباء**: تشغيل الأجهزة الحيوية مثل التنفس الصناعي، الحضانات، وأجهزة الأشعة.
-التعامل مع الأزمات**: توفير مصدر بديل لتوليد الطاقة الكهربائية بسبب شبه انعدام لمنظومة الكهرباء الوطنية.
ـ توفير التكاليف التشغيلية على المدى الطويل** خفض فواتير الكهرباء**: تقليل استهلاك الوقود المُكلف.
ـ تحسين جودة الخدمات الصحية:تشغيل الأجهزة المتطورة*: استخدام تقنيات طبية حديثة تتطلب جهدًا كهربائيًا ثابتًا.
ـ الحفاظ على الأدوية واللقاحات**: توفير كهرباء مستمرة لحفظ اللقاحات والأدوية.
ـ تمكين المناطق النائية والريفية بتشغيل المراكز الصحية أو الوحدات الصحية.
ـ تعزيز المرونة في مواجهة الأزمات، استمرار عمل المرافق الصحية حتى في ظل الكوارث الطبيعية أو الأوبئة.
ـ دعم الحملات الطبية، نجاح حملات التطعيم أو الجراحات الطارئة.
### *شراكات دولية ومبادرات مبتكرة*
استطاع الدكتور الثرم، عبر تعاونٍ مع منظمات محلية ودولية، استقطاب دعمٍ غير مسبوق لقطاع الصحة، تمثل في:
- إنشاء وتشغيل مراكز غسيل كلوي لودر ومودية وانشاء وتشغيل أقسام حميات، ومصانع أوكسجين. بالإضافة إلى تجهيز مركز عزل متكامل مع مصنع اوكسجين في أحد أهم مديريات محافظة أبين في انتظار تأثيثه لافتتاحه لاحقاً خلال هذا العام ٢٠٢٥. إضافة إلى ترميم وتأهيل مركز العزل في مديريات نائية.
- توفير أجهزة طبية متطورة (مثل جهاز الايكو في مستشفى محنف والأشعة المقطعية والرقمية والـ CBC وحافظات تبريد. وبنك للدم في مستشفى احور )، وإدخال ٣ مستشفيات جديدة ضمن شبكة البنك الدولي وهي مستشفى أحور ومستشفى مودية ومستشفى لودر وكذلك ضم 90 ٪ من المراكز والوحدات الصحية في المحافظة ضمن شبكة البنك الدولي إلى جانب المستشفيات المدعومة سابقاً وهي مستشفى الرازي ومستشفى زنجبار ومستشفى رصد لتأمين الحوافز للعمال وشيء يسير جدا من الأدوية.
- استجلاب أطباء روس لبعض المستشفيات لتقديم خدمات متخصصة لتعزيز جودة الرعاية الصحية، وتفعيل نظام الترصد إلكتروني (الايديوز ) وتزويد العاملين في البرنامج بالأحهزة الحاسوبية لمتابعة الأمراض ودعمه بنظام إلكتروني وتقني لتتبع الأمراض.
- تفعيل برامج السل ونقص المناعة، والعديد من البرامج الصحية الأخرى وتوفير لها أجهزتها الفنية الخاصة بها
- .توفير سيارات إسعاف ومقطورات طوارئ مجهزة بكافة الأجهزة المخبرية والأشعة الرقمية لمواجهة أي حالات طوارئ أو كوارث طبيعية.
### *الكوادر البشرية: استثمار في المستقبل*
حوَّل مدير عام مكتب الصحة الدكتور صالح الثرم تحدِّي نقص الخبرات إلى فرصة عبر تأهيل 5000 كادر صحي، وتدريب مدربين محليين، ما قلَّل الاعتماد على الخبرات الخارجية. بما يسهم في تطوير قدرات الكوادر الطبية والصحية بالمحافظة بما يواكب تحديثات العصر.
*إدارة فعالة للمكتب العام*: وضع الدكتور الثرم رفع مستوى أداء المكتب العام نصب عينيه فعمل على تأهيل الكوادر الإدارية لتحسين مستوى اداء إدارة المكتب العام ومكاتب الإدارات، وتفعيل الخاملة منها ورفع كفاءتها بعد فترة من الإهمال.
### *حملات وقائية وخدمات مجتمعية*
نفذ المكتب سلسلة حملات وطنية منها:
- *تحصين مكثف* ضد الأمراض المعدية. حملات وطنية للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية.
- *مكافحة الملاريا* عبر رش ضبابي ورذاذي.
- *مخيمات طبية متنقلة* لعلاج أمراض العيون والأنف والأذن.
- *برنامج القسائم الصحية*:
- *الأمومة المأمونة*: ساعد برنامج القسائم الصحية، بفضل جهود وتنسيق مدير عام مكتب الصحة الدكتور صالح الثرم ومؤسسة يمان، النساء الحوامل الأشد فقرًا في زنجبار، خنفر، ولودر للحصول على خدمات صحية شاملة:
- رعاية ما قبل الولادة: تشمل هذه الخدمات أربعة كوبونات تقدم جميع الفحوصات اللازمة.
- كوبون الولادة: يتيح الكوبون الولادة الطبيعية أو القيصرية في المراكز الصحية الحكومية المتعاقدة.
- خدمات ما بعد الولادة: يتضمن البرنامج كوبونين لرعاية ما بعد الولادة، بالإضافة إلى خدمات المواصلات للأم الحامل.
- *إدارة مالية فعالة*: يتم تحويل المبالغ العائدة من البرنامج إلى المرافق الصحية الحكومية، مقسمة إلى قسمين: 40% للكادر الصحي العامل في الطوارئ التوليدية، و60% لتغطية التكاليف التشغيلية وتطوير المرافق الصحية لضمان تقديم خدمات صحية أفضل.
### *تحديات تُنتظر حلولٌ استراتيجية*
رغم الإنجازات، يُواجه القطاع الصحي تحدياتٍ جسيمة، أبرزها:
1. *نقص حاد في الكوادر الطبية*، حيث بلغت نسبة العاملين المحالين إلى التقاعد 80%. الأمر الذي يشكل خطراً على خلو المنشآت الطبية والصحية من الأطباء والعاملين الصحيين ما سيسبب شللا في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية.
2. *أزمة أدوية مزمنة* تهدد استقرار الخدمات في أبين والمحافظات المجاورة.
وتطالب الجهات الصحية بتدخلٍ حكومي عاجل لتعيين كوادر جديدة، وتأمين مخزونٍ دوائي مستدام.
وبذلك أثمرت جهود مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة أبين الدكتور صالح الثرم في تعزيز الخدمات الصحية في محافظة أبين، وتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، وذلك بفضل الدعم المستمر من وزير الصحة ومحافظ المحافظة. ولا ينقص القطاع الصحي بالمحافظة الا شيئين مهمين لاكتمال منظومة تطور القطاع الصحي بالمحافظة ألا وهي توظيف كوادر طبية وصحية جديده نظرا لبلوغ ٨٠٪ من الكوادر أحد الأجلين وكذلك نقص الأدوية الحاد الذي تفتقر إليه جميع الوحدات الصحية والمستشفيات ليس في أبين فقط وانما في جميع المحافظات الأمر الذي يتطلب تدخل حكومي لحل هاتين المعضلتين.
وفي الأخير اقول حان لك أن تفتخر بما قدمته وأن تستريح من إدارة مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة أبين إن لم تجد جهودك تقديراً وتشجيعا لدورك التنموي والريادي من قبل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ووزارة الصحة، رغم اني على ثقة أنك تعمل بكل صدق وأمانة لخدمة محافظتك وأهلها حبا وإخلاصا ووفاءا منك لهذه المحافظة التي نهش لحمها أبناء جلدتها دونما رحمة ولا تبغي أي مردود نحو ما تقوم به من واجب تجاه اهلك.
وفي تصريحٍ خاص له عند تواصلنا به تهنئته بالإنجازات التي حققها في فترة وجيزة ، أعرب الدكتور الثرم عن فخره بالإنجازات، قائلًا: «العمل في أبين واجبٌ وطني، وكل جهدٍ يُبذل هنا هو استثمارٌ في صحة الأجيال القادمة». كما وجَّه الشكر لوزير الصحة ومحافظ أبين على دعمهم اللامحدود، مؤكدًا أن التحديات المتبقية تحتاج إلى تضافرٍ وطني ومحلي إلى جانب الشركاء الدوليين لتحقيق النقلة النهائية لتكتمل نهضة القطاع الصحي في المحافظة وإنهاء معاناة المواطن الابيني التي طال أمدها وأثقلت بكاهلها عليه.