آخر تحديث :الأربعاء-05 فبراير 2025-12:46ص
ملفات وتحقيقات

مصانع مياه الشرب وأخرى في عدن ولحج.. معاناة ونتائج سلبية

الثلاثاء - 04 فبراير 2025 - 09:49 م بتوقيت عدن
مصانع مياه الشرب وأخرى في عدن ولحج.. معاناة ونتائج سلبية
عدن(عدن الغد)خاص:

سياسة طاردة للاستثمار وارتفاع جنوني في أسعار السلع سببه تدهور العملة المحلية


الوضع المزري والركود الاقتصادي للبلاد سيؤدي إلى هجرة رؤوس الأموال



لقاءات/ عارف الضرغام وقيصر ياسين


يعاني ملاك مصانع ومعامل إنتاج مياه الشرب النقية وغيرها من المصانع فى كل من محافظتي عدن ولحج الكثير من الضغوطات والمعاناة لأسباب عدة منها عدم توفر البنية التحتية وانقطاع الكهرباء المستمر والأتاواة متعددة الأطراف وسعر صرف العملة الذي لا يقف عند حد معين، الأمر الذي يجعل المستثمرين في المجال الصناعي يفكرون في الهجرة والرحيل وإغلاق هذه المصانع لعدم تعاون الجهات المعنية معهم لتذليل الصعاب التي يواجهونها، ويترتب على هذا الأمر تسريح للقوى العاملة وإغلاق باب من أبواب الرزق على مئات الأسر التي يقتات معيلوها من ريع هذه المصانع...

صحيفة وموقع "عدن الغد" التقت عدداً من رجال الأعمال والمستثمرين ومديري هذه المصانع وحاورتهم وخرجت بهذه الحصيلة.


تدهور العملة المحلية يضع مستقبل البلاد في مأزق


يعتبر مصنع صفاء عدن للمياه المعدنية المحدودة من اوائل المصانع التي تأسست في الجنوب وبدأ نشاطه في مجال التجارة والصناعة، ويعمل بإنتاج أجود أنواع المياه المعدنية وهي المنتج الأول من حيث الجودة والعذوبة على مستوى الجنوب بالكامل، حيث إنها تخضع للإشراف الفني في الإنتاج والجودة من فبل الجهات المتخصصة في نفس المجال، ومنتجاتها ذات مواصفات عالية وتطبق عليها أعلى المعايير والتي تحمل العلامة التجارية المميزة (مياه صفاء عدن ).


وقد أوضح الأخ مازن القائم بأعمال مدير مصنع صفاء عدن في تصريح صحفي لعدن الغد قائلا: نحن ملتزمون بالمعايير الدولية والمحلية من حيث الجودة والمواصفات والمقاييس، فقد احتل مصنع صفاء عدن للمياه المعدنية المحدودة موقعاً مرموقاً ومتميزاً في الأوساط الاقتصادية. موضحا بألقول: نسعى في مصنع صفاء عدن للمياه المعدنية المحدودة بشكل مستمر منذ تأسيسه على تقديم أجود المنتجات لعملائنا مع مواصلة النمو والتطور عبر البحث عن فرص استثمارية جاذبة جديدة تعمل على توسعة قاعدة أنشطة الأعمال في المصنع بفتح مشاريع جديدة من مشروبات غازية وعصائر وغيرها من الأعمال التجارية.


وأضاف الأخ مازن القائم باعمال مدير مصنع صفاء عدن للمياه المعدنية المحدودة اننا نعاني من صعوبات وتحديات كبيرة وهي تدهور العملة المحلية، وهذا يضع مستقبل البلاد في مأزق وتحدث قيمة مضافة تلقي بظلالها على الأفراد والمجتمع.


وأشار الأخ مازن القائم بأعمال مدير مصنع صفاء عدن: في ظل هذه الأزمة، لابد من الحكومة ان تبذل جهوداً مضاعفة لإيجاد حلول تسهم في الحد من استمرار انهيار العملة وإعادة استقرارها أمام العملات الأجنبية، لأننا نحن نعاني منها بما أدى إلى استغناء عن بعض العمالة في بعض المصانع وشركات القطاع الخاص وإلى إغلاق مصانعها بسبب تدهور الاقتصاد الوطني بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدام الكهرباء والانهيار الحاد للعملة بعد وصول الريال السعودي إلى 555 ريالًا يمنيًا والدولار الأمريكي إلى 2105 ريالات يمنية، وإلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات الأساسية، الأمر الذي ألقى بظلاله السلبية على جميع جوانب الحياة اليومية.


واختتم تصريحه الاخ مازن القائم باعمال مدير مصنع صفاء عدن بالتنبيه لما آلت إليه الأمور في عدن، من ارتفاع جنوني لسعر الصرف مما يدفع رجال المال والأعمال إلى إيجاد حلول بديلة في فتح مشاريع ولكن في خارج البلد لمواجهة هذه التحديات الكبيرة التي تستدعي حلولًا عاجلة وفعّالة من قبل الحكومة اليمنية، ولكن للأسف الشديد لم يتم ذلك، ووجّه نداءً عاجلًا للإخوة في الحكومة والمجلس الانتقالي والمسؤولين، قائلًا: "تقلصت القدرة الشرائية بشكل كبير وتراجعت معدلات النمو إلى مستويات مخيفة في البلد، فسارعوا إلى إيجاد حلول اقتصادية عاجلة للخروج بالبلد من هذا المأزق الخطير.


مشكلة كبيرة وعامة


من جهته قال الأخ نزيه ناصر حسين مدير الموارد البشرية في مصنع زلال لإنتاج مياه الشرب النقية بمحافظة لحج: نواجه مشكلة سعر الصرف، وهي مشكلة كبيرة وعامة يواجهها جميع أفراد المجتمع، ونتمنى من الجهات المختصة توفير البنية التحتية، وتقديم كل التسهيلات والخدمات فيما يتعلق بالطرقات والكهرباء، وإعطاء الاهتمام الكافي للمستثمرين ورجال المال والأعمال الجادين الذين جاؤوا بثرواتهم إلى أرض الوطن ليستثمروا فيها، وليستوعبوا عمالة كبيرة، ولرفد الاقتصاد الوطني بالموارد المالية، وتعزيز الشراكة مع السلطة المحلية في المحافظة والتنسيق معها في خدمة المجتمع.


سياسة طاردة للاستثمار


أما إدارة مصنع مياه الجنوب للمياه وإدارة مصنع عدن للأواني المنزلية فقد اعتذروا عن الحديث عن هذا الموضوع او حتى مجرد إجراء المقابلة مع مندوبي الصحيفة، مجنبين مصانعهم الخوض في هذا الموضوع، ويبدو أنهم يعانون من نفس الأوضاع، وربما يتجنبون حدوث أي مشاكل قد يواجهونها من جهات معينة في حالة أنهم صرحوا بما تعانيه مصانعهم من صعوبات وعراقيل أصبحت حديث الساعة، وليست بغائبة عن أحد، ولن يكون حالها أفضل من حال غيرها طالما والسياسة الاقتصادية والبنية التحتية والعملة المنهارة هي عنوان اقتصاد هذا البلد الذي ضاعت فيه كل مقومات الدولة، وأصبحت طاردة للاستثمار.