احتضنت مدينة سيئون أولى فعاليات مهرجان الشيخ زايد للتراث بقف العوامر في نسخته الثالثة، حيث انعقدت،مساء اليوم الأحد،الندوة العلمية بعنوان "الموروث التراثي في فعاليات مهرجان الشيخ زايد: أصالة تواكب الحاضر"، بالتعاون مع جامعة سيئون، وسط حضور نوعي واسع من الأكاديميين والمهتمين بالتراث والثقافة.
واشاد وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ عامر سعيد العامري بمحاور الندوة التي كانت الأولى من نوعها تقام في هذا الجانب من التراث العربي الأصيل، مؤكداً أهمية الحفاظ عليه، مشيداً بالدعم السخي الذي تقدمه دولة الامارات العربية الشقيقة في كافة المجالات.
وأكد الشيخ محمد بن سالم بن كردوس العامري إلى أنه حان الوقت إلى الإستماع الى صوت المحبة و التآخي والاجتماع تحت مظلة واحدة،لاحياء تراثنا العريق العربي الأصيل الذي يجمعنا دائماً على كلمة واحدة وثقافة واحدة.
وأشار الشيخ بن كردوس إلى أن إقامة هذه الندوة هو فرصة ثمينة للتحاور والتعليم بعضنا لبعض وتبادل الخبرة والثقافات فيما بيننا كقبائل وشرائح مجتمعية مختلفة نتشارك لمعرفة تراثنا و إحيائه والمحافظة عليه،قدر الإمكان.
وأعرب رئيس جامعة سيئون الأستاذ الدكتور محمد عاشور الكثيري عن سعادته بهذه الشراكة العلمية مع مهرجان الشيخ زايد للتراث، موضحاً مكانة ورمزية فقيد العرب الشيخ زايد آل نهيان،عليه رحمة الله،الذي يحمل المهرجان اسمه، متطلعا إلى استمرار مثل هذه الندوات التي تسهم في رصد وحفظ تراثنا العريق.
تناولت الندوة أربعة محاور رئيسية، بدأها المشاركون بالتعريف الشامل بالمهرجان وأهدافه، مع تسليط الضوء على دوره في الحفاظ على التراث وتطويره،ليتماشى مع العصر الحديث، فيما خُصص المحور الثاني لموضوع "الإبل: تراث وهوية"، حيث ناقش المتحدثون الدور الثقافي والاقتصادي للإبل في المجتمعات العربية وأهميتها كرمز أصيل من رموز التراث.
وفي المحور الثالث، تطرّق الباحثون إلى "الموروث الثقافي في بلدي الحضرمي"، مع إبراز خصوصية التراث الحضرمي ودوره في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة، واختُتمت الندوة بالمحور الرابع الذي تناول "كيفية الدراسة العلمية للفولكلور وتراثنا الشعبي"، حيث قُدمت أوراق بحثية تناولت أساليب جمع وتحليل وتوثيق التراث باستخدام منهجيات علمية و ميدانية،تضمن استدامته للأجيال القادمة.
شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث شارك نخبة من الأكاديميين والدكاترة والباحثين المشاركين في المؤتمر العلمي الدولي الأول لجامعة سيئون، إلى جانب المهتمين بالتراث الشعبي من مختلف المناطق.
واسفرت المناقشات عن جملة من التوصيات التي أكدت على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات،لتكون منصة دائمة لتبادل الأفكار والخبرات حول صون الموروث الثقافي الغني، الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والوطنية.