في قلب أبين، وبين أروقة الطموح والمثابرة، ارتفعت رايات الإبداع وتلألأت نجوم العبقرية في سماء الرياضيات الذهنية. كان المشهد أشبه بلوحة فنية رسمتها أنامل الأمل، حيث احتضنت المحافظة المسابقة الثالثة للرياضيات الذهنية، لتتحول إلى ساحة تنافسية ملؤها الحماس والتحدي، حيث يتجلى الذكاء في أبهى صوره، ويزهو الوطن بأبنائه الذين يكسرون حواجز المستحيل.
هنا، في هذه الاحتفالية الكرنفالية، لم يكن مجرد تنافس على الأرقام والمعادلات، بل كان احتفالًا بالعقل المبدع، بالجيل الذي يصوغ الغد ويعيد رسم ملامح المستقبل. وجوهٌ مشرقة، وأعينٌ تتقد بالطموح، وأصوات تردد أهازيج النجاح، وكأننا نشهد ميلاد قادة الفكر والتحليل، أولئك الذين سيعيدون بناء اليمن، رغم الألم العميق، بذهنية تجيد الحساب، والاختيار، واتخاذ القرار الأذكى والأصوب.
تألقت أبين في هذا اليوم البهيج، إذ تحولت إلى منارة تضيء دروب الموهوبين، تناديهم للتميز، وتشد على أياديهم ليواصلوا المسير نحو آفاق لا تعرف الحدود. كان محافظ أبين حاضرًا بروحه، داعمًا ومشجعًا، فشكرًا له على احتضان هذا الحدث الفريد، وشكرًا لمعهد النورس الذي فتح الأبواب أمام الطاقات الواعدة، وشكرًا لأكاديمية الموهوبين التي أهدت اليمن نخبة من العقول الفذة.
لكن، الشكر الأكبر لأبطال الرياضيات الذهنية، أولئك الصغار الكبار، الذين أسعدونا وأذهلونا، وأعادوا الأمل إلى قلوبنا، رغم المحنة التي تثقل كاهل الوطن. بفضلهم، رأينا الغد مشرقًا، محمولًا على أكتاف العقول المستنيرة التي لن ترضى بغير التفوق بديلاً.
يا أبطال الأرقام، يا فرسان الذهن، امضوا قدمًا، فأنتم الشعلة التي ستنير الدرب، وأنتم الحلم الذي سيتحقق، وأنتم الأمل الذي لن يخبو أبدًا.
عبدالعزيز الحمزة
١٥ فبراير ٢٠٢٥