آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-01:30م

ملفات وتحقيقات


استطلاع : نازحي ميفعة في عتق .. حرب شعواء تشردهم ومأساة في صور متعددة

الأربعاء - 07 مايو 2014 - 05:57 م بتوقيت عدن

استطلاع : نازحي  ميفعة في عتق .. حرب شعواء تشردهم ومأساة في صور متعددة
صورة لسيارة دينة تقل على متنها نازحين من ميفعة جراء الحرب التي طالت منازلهم - عدن الغد

ميفعة ((عدن الغد)) خاص:

المأساة بكل ما تحمل من معان ودلالات تجسدت في معاناة النازحين من بعض مناطق مديرية ميفعة إلى مدينة عتق .. فرؤية مشهد السيارات مختلفة الإحجام متنوعة الماركات المحملة بالأطفال والنسوة والعجزة بما يفوق طاقتها بإضعاف وهي تد خل مدينة عتق وتجوب شوارعها بحثا عن مأوى بات مألوفا.

 

ورؤية الأطفال وهم بين أيادي وفي أحضان ابائهم يفترشون معا أرصفة الفنادق والعمارات السكنية والمدارس في حالة بؤس تامة أضحى مشهدا مكررا.

 

إما وعيناك تلتصق بمشهد ازدحام الغرف الصغيرة التي تفتقر لخدمة التكييف بالبشر بما يفوق قدرتها الاستيعابية بمرات عدة فتلك صورة معبرة وبجلاء عن حجم المأساة التي يعيش في رحابها هؤلاء المواطنون الذين فاق تعدادهم الألف نسمة .

 

مأساة نازحي ميفعة الذين خرجوا من منازلهم مجبرين جراء الحرب الضروس الدائرة رحاها في مناطقهم بين الجيش اليمني من جهة وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من جهة أخرى حاملين معهم ما يسترون به عوراتهم فقط والقليل مما يسدون به رمق نسائهم وأطفالهم ، تاركين خلفهم كل مدخرات أعمارهم من ممتلكات ، خرجوا غير آبهين بما تركوه خلفهم من منازل مؤثثة وأراض مزروعة وأغنام ومواشي جائعة خرجوا نافذين بجلودهم من جحيم الحرب خصوصا بعد إن تعرضت مناطقهم للقصف وسقوط القذائف على سقوف وجدران منازلهم ملحقة إضرار متفاوتة المستويات بها .

 

نعم شد هؤلاء الرحيل من قراهم ومنازلهم قاصدون عاصمة المحافظة عتق باحثون عن الأمن والأمان والمأوى والغذاء والماء والفراش .. قاصدون عتق وهم مملئون بآمال حفاوة الاستقبال وحرارة الترحاب وفيضانات الكرم والرسمي فقد كان هؤلاء المنكوبين يأملون بل يتوقعون فتح المسئولين في العاصمة لهم منازلهم قبل المدارس والمرافق الحكومية ..

 

كانوا يتوقعون استقبالهم عند بوابة عتق بما لذ وطاب من الأغذية والمشروبات وغيره من مواد ومستلزمات الإغاثة ولكن هيهات هيهات فما إن حطوا رحالهم وبعد سفر طويل وشاق وسلوك درب محفوفا بإخطار الحرب سرعان ما تملكتهم الخيبة وأجتاحهم شعور الإصابة بالصدمة ففي عتق لم يتحقق شيئا مما كان يحدوهم فازدادت رقعة الاسى في نفوسهم واجتاحت أمواج البؤس شواطئ قلوبهم جارفة إليها مكونات كرامتهم وإنسانيتهم المهدورة من قبل ولاة أمرهم.

 

فلا استقبال ولا مساعدة ولا تقدير لواقع مر يعيشونه ويكتوون بناره دون ذنب ارتكبوه سوى أنهم مواطنون كانوا حتى وقت قريب جدا آمنون مستقرون منازلهم جاءت رياح حرب مجنونة لتجرفهم بعيدا عنها مشردون يطلق عليهم الجميع تسمية نازحون.

 

لم يطال هؤلاء عنب الاستقبال الرسمي ولا بلح الكرم السلطوي فبين هذه وتلك تجلس محشورة مشاعر القلق والخوف على ما تركوه خلفهم من ممتلكات خصوصا بعد إبلاغ بعضهم عن تعرض منازلهم للسرقة والنهب من قبل من يفترض عليه حمايتها والحفاظ عليها .

 

في عتق عاصمة محافظة النفط والغاز ارتسمت الخيبة على محيا كل من جاها نازحا بفعل الحرب .. في عتق بدت لوحة المأساة المطرزة بخطوط وألوان الإهمال والتجاهل وإلا مبالاة واضحة بل شديدة الوضوح والرؤية بالعين المجردة وأزيلت كل المبررات والأعذار التي التمسها هؤلاء المنكوبين لولاة أمرهم بسبب انشغالهم بتعقب ومطاردة الإرهابيون ودك أوكارهم .

 

ففي خضم ذلك كله انبرت من تحت ركام الغياب الرسمي أيادي بيضاء مبادرة بتقديم العون والمساعدة للمئات من نازحو ميفعة أيادي بيضاء حنونة أمتد تاليهم مقدمة ما لديها من إذا وفراش وماء لتخفف عنهم قليلا من وقع الصدمة وتزيل قليلا جدا من حجم المعاناة العائشون فيها .

 

ففي وقت أوصدت كل الأبواب في وجوههم ها هي السيدة نجيبة محمد شيخ تفتح أبواب روضة أطفال عتق على مصراعيها لهم مرحبة بهم للعيش في فصول الأطفال كما فتح الدكتور ابوبكر الشكلية مدير معهد الفقيد مقلم للعلوم الصحية السكن الطلابي لإيواء عشرات الأسر من النازحين وها هي جمعية الهلال الأحمر اليمني شبوة تبادر بتوفير العلاج والطواقم الطبية والتمريضية وتسخيرها لخدمتهم وها هي جمعية منافع الخيرية ممثلة برجلها الأول الشيخ الجليل علي برك باجيدة تتنافس مع جمعية الخير الخيرية في تقديم الغذاء والماء والفراش وأدوات النظافة وغذاء الأطفال وغيرة .

 

كل ذلك حدث وما يزال يحدث فيما السلطة المحلية  تبدأ من حيث انتهى الآخرون وتتذكر المأساة  وتبادر بتشكيل  لجنة لحصر النازحون من مديرية ميفعة .

 

*من احمد بوصالح

-بعض الصور لنازحين بمديرية الروضة