آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-01:54ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : دعوات لإسترداد اراض شاسعة بعدن يستولي عليها (هائل سعيد انعم) منذ العام 1992 دون وجه حق

السبت - 10 يناير 2015 - 04:59 م بتوقيت عدن

تقرير : دعوات لإسترداد اراض شاسعة بعدن يستولي عليها (هائل سعيد انعم) منذ العام 1992 دون وجه حق
مساحة الارض التي تستولي عليها شركات هائل سعيد انعم دون وجه حق منذ العام 1992 بعدن

قسم التحقيقات بصحيفة عدن الغد

تقدم عشرات الأهالي من مديريات مختلفة بمدينة عدن خلال الأسابيع الماضية بطلب إلى مكتب اراضي وعقارات الدولة بعدن يطالبون فيه بسحب مساحات شاسعة من الأراضي قالوا ان مجموعة هائل سعيد انعم تستولي عليها دون وجه حق منذ العام 1993 بحجة تنفيذ مشروع سكني للشباب وهو مالم يحدث حتى اليوم .

وتقع الأرض على مساحة وتقدر 136300 متر مربع بالمنطقة الصحراوية القريبة من نقطة العلم بعدن حيث تقدمت مجموعة شركات هائل سعيد انعم بطلب الحصول على اراضي لبناء 1000 شقة سكنية تخصص للشباب في مدينة عدن وكان هذا في العام1992  إي بعد تحقيق الوحدة اليمنية بعامين لكن الأرض تحولت لاحقا إلى ملكية خاصة للشركة التجارية دون ان يتم تنفيذ إي مشروع بهذا الخصوص.

وتظهر وثائق تحصلت عليها صحيفة "عدن الغد" من مسئولين يعملون في مكتب أراضي وعقارات الدولة تقديم شركات هائل سعيد أنعم عبر مكتب عقاري حمل اسم "المهندس للمقاولات" في العام 1993 بطلب الحصول على قطعة ارض لبناء 1000 شقة سكنية .

وبحسب وثيقة صادرة عن مكتب الاسكان بمدينة عدن والصادرة بتاريخ 22 -4 -1992 فقد افادت بان وزارة الاسكان وافقت على منح هذه الأرض بهدف بناء مشروع سكني لصالح الشباب في مدينة عدن بواقع 1000 شقة سكنية وطالبت بانجاز هذا المشروع  .

وكان من المفترض بحسب الوثائق الرسمية ان تشرع مجموعة هائل سعيد انعم ببناء هذه الأرض وبيع الشقق على الشباب في مدينة عدن خلال مدة زمنية لاتتجاوز الـ العامين ولكن وبعد مرور أكثر من 22 عام على الأمر لاتزال الأرض بحوزة المجموعة التجارية كما هي وبصورة مخالفة للقانون  في حين ان الآلاف من الشباب في عدن لايزالون يحلمون حتى اليوم بتملك قطعة ارض واحدة.

مشروع الاستثمار الوهمي

شكلت مساحة الأرض البور التي تحيط بمدينة عدن فرصة للكثير من الشركات والمتنفذين لتقديم عشرات المشاريع الوهمية بحجة بناء وانشاء مشاريع مختلفة وطوال أكثر من 20 عام لم يتم تنفيذ من المئات من المشاريع المقدمة إلا عدة مشاريع فقط لا أكثر .

تقدم العشرات من رجال الأعمال وعسكريين بطلبات استثمارات قبل حرب صيف 1994 وتمكن كثيرون منهم من الحصول على هذه الأراضي بحجة الاستثمار وبعد العام 1994 تمكن عشرات آخرين من الحصول على مساحات شاسعة دون اللجوء إلى إي وزارات حكومية وكان الأمر يكفي لأجل الحصول على مساحة شاسعة من الأرض الحصول على توجيهات من قيادي بارز في نظام صالح .

على الجانب الأخر كان قطاع واسع من الناس في عدن يجد وحتى اليوم يبحث عن فرصة للحصول على قطعة ارض واحدة لبناء مساكن .

ارض مصروفة مع قيد التوقيف

ظلت الأرض المصروفة لشركة هائل سعيد انعم بحوزة الشركة رغم مرور عشرات السنين على عملية الصرف دونما إي استفادة حقيقية لهذه الأرض .

في المقابل تظهر وثائق تحصلت عليها "عدن الغد" ان مكتب اراضي الدولة سارع خلال السنوات الماضية إلى سحب عدد من الأراضي كانت بحوزة مستثمرين من الجنوب بحجة عدم تنفيذ إي مشاريع على هذه الأراضي .

بحسب الوثائق التي تحصلت عليها "عدن الغد" فقد قام مكتب الأراضي بسحب أرضية خاصة بالمستثمر "ناجي صالح عبدالله العيسائي" بعد ان صرفت له بسبب عدم قدرته على انجاز المشروع في حين ان الارضية الممنوحة لهائل سعيد انعم لم تمس.

وتظهر وثائق أخرى تظلمات قدمها المستثمر العيسائي إلى جهات الاختصاص يطالب فيها بتمكينه من الأرض لأجل تنفيذ المشروع لكن  اتضح لاحقا ان الأرض التي صرفت له لم تصرف إلا على الورق فقط ولا وجود لها على ارض الواقع

 

تحرك لأجل استرداد الأرض

في أواسط العام 2014 بدأ العشرات من الأهالي بمدينة عدن بينهم أشخاص يقولون بأنهم من اللجان الشعبية بمباشرة إجراءات استعادة هذه الاراض لكن هذه التحركات كانت تفتقد للمشروعة كون ان الواجب هو استعادة الأرض للصالح العام وليس مجموعة من الاشخاص .

تقدم الناس بحسب وثائق تنشرها صحيفة "عدن الغد" بطلب استعادة هذه الأرض على اعتبارها بأنها مصروفة دون وجه حق ويجب صرفها عوضا عن ذلك على مجموعة من الشباب  في عدن .

سارت الاجراءات الشعبية عبر مكتب اراضي الدولة بداية الأمر  لكن مايعيبها أن الاجراءات انطلقت من أشخاص أطلقوا على أنفسهم أعضاء اللجان الشعبية ويطالبون بصرف الأرض لصالحهم الأمر الذي جعل مثل هذه الاجراءات تبدو غير صحيحة وواقعية .

تمكن أعضاء اللجان الشعبية من انتزاع عدد من التوجيهات بينها توجيه من مدير عام مكتب الأراضي بعدن محمد ثابت احمد الذي وجه بشكل رسمي بضرورة صرف هذه الأراضي للشباب لكن "ثابت" نفسه لاحقا اصدر توجيها يلغي بموجبه توجيه سابق  .

شركة هائل سعيد تتحرك

في المقابل تحركت مجموعة شركات هائل سعيد عبر مسئولين في السلطة المحلية وتمكنت في المقابل باصدار توجيهات من مدير الأراضي بعدن بناء على توجيهات صادرة عن القائم بأعمال محافظ عدن السابق "عبدالكريم شائف" تلغي التصرفات السابقة بهذه الأرض واعادتها إلى ملكية مجموعة شركات هائل سعيد انعم عبر ممثلها شركة "المهندس" .

وعود حكومية في الهواء الطلق

تحدثت الحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية بشكل كبير عن مظالم الجنوبيين وتحديدا قضايا الأراضي المنهوبة في الجنوب لكن مثل هذه الاحاديث ظلت مفتقرة إلى دليل ملموس على الأرض بان السلطات باشرت فعليا إجراءات استعادة هذه الأراضي .

يبسط المئات من النافذين ومنذ حرب صيف 1994 على الآلاف من الهكتارات في الجنوب دونما وجه حق .

حتى اليوم لاتزال هذه الارض "بحوزة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم دونما إي تحرك حقيقي من قبل الجهات المختصة لانتزاعها في حين تحاول أطراف لاتملك إي شرعية الاستحواذ على هذه الأرض.