آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-02:15م

في مثل هذا اليوم كورونا والأمن العالمي

الخميس - 25 مارس 2021 - الساعة 01:47 م

احمد علي القفيش
بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


فيروس كورونا جاء ليؤكد لجميع دول العالم بأن أمنها جزء لا يتجزأ من بعضها وأن ما يحصل من كوارث إنسانية وبيئية سواء كانت بتدخل الإنسان أم بقدرة الخالق لن يترتب عليها آثار محصورة في مكان محدد بل أن الآثار التي ستخلفها ستمتد إلى أي أماكن يضن الناس بأنها آمنة.

 

ومع أزدياد الصراعات الأقتصادية وإزدياد شهية السيطرة والتحكم في مصير الشعوب والأطماع التي أعمت رجال السياسة وحكام الدول وتعطيل مواثيق الأمم المتحدة التي تحمي الشعوب وتدافع عن الإنسانية والتي لم يعد الحديث  عنها إلا إذا كان الأمر يتعلق بالشعوب الغنية او القوية فعلى سبيل المثال في سوريا واليمن والعراق وليبيا يموت الأبرياء من المواطنيين العزل ومن كبار السن والأطفال والنساء بشكل يومي وفي جرائم حرب جماعية أمام صمت عالمي مريب.

 

وعندما تفشى الإرهاب والفقر والمرض وفتك بتلك الشعوب وقرر الألاف منهم الهجرة من أجل الحياة إلى أوروبا وسلكوا رحلات الموت تعاملت معهم تلك الدول بطريقة لم تحفظ لهم آدميتهم ووضعتهم بين الأسلاك الشوكية والعوازل لإعادتهم من حيث أتو بينما منظماتهم تتحدث عن حماية بعض الحيوانات من الإنقراض.

 

كما تدعم دول العالم الأول ومعهم ملوك النفط في الخليج العربي تجار الحروب ويتبادلون الأدوار في دعم الأطراف المتحاربة والمليشيات لتبقى في تكافئ بغرض تطويل أمد الحرب وإستمرارها بدون حسم حتى لا تقوم أنظمة قوية ويحدث إستقرار في تلك الدول لتنافسهم في إستخراج الثروات.

 

لقد أعمى الله بصيرة سياسيين تلك الدول ولم يدركوا بأن أطفال هذه الدول التي تسببوا في تدميرها وحرموا من التعليم ومن الحياة الكريمة كأطفال العالم سيكونوا بعد سنوات سلاح دمار شامل يصدر ملايين الشباب المتطرف وأن الأوبئة التي تفتك بتلك الشعوب سيجعلها الله عليهم وبالا يقض مضاجعهم.

 

نسي أولائك الساسة والحكام بأن الأمان من الخوف والجوع هو أمر رباني كما ورد في سورة قريش بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)

 

ولو تفكروا في هذه السورة الصغيرة في القرآن لعلموا أن الله الذي من عليهم بنعمة أمنهم وأغناهم من ملكه وقد رفع عنهم اليوم نعمة الأمن فلم تعد أسلحتهم المتطورة وجيوشهم الحديثة قادرة على حمايهم من فيروس لا يرى بالعين المجردة ولم تعد أموالهم وثروتهم قادرة على علاجهم منه فهل من معتبر.

 

صحيح أن الفيروس يهدد العالم كله ولا يفرق بين بريء ومجرم ولكن الشعوب الفقيرة والمطحونة لا يفرق لديهم فهم يرون الموت كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة والخطر لا يفارقهم سواء بكورونا أم بغيره ولذالك لا عجب إن رأيت العالم يهتز لما يسببه هذا الفيروس والشعب اليمني والسوري وبقية الشعوب المطحونة غير مبالية لأن الموت أصبح عندهم أمر معتاد.

 

إن فيروس كورونا رسالة تحذير من الله الذي أغضبته جرائم البشرية بحسب تفسيري له وأراد أن يقول لكم كفى عبثاً بعبادي فقد أسرفتم في القتل والظلم وقد رفع الله الأمن عن الجميع ليعيش العالم كله في خوف وذعر فلم يعد أحد في العالم آمن وقد لاحظنا ذالك في زعماء العالم ودول التصنيع النووي والتكنولوجي والحربي وقد أصبحوا اليوم يبحثون عن من يؤمنهم أكثر منا أما نخبنا السياسية السماسرة فلا هم لهم إلا كيف يستطيعون الإستفادة من هذه الأزمة التي عصفت بالعالم والإنتصار على بعضهم.

 

ولذالك يجب على العالم أن يدرك بإن الأمن عالمي وما يضر شعب من شعوب العالم يضر كل الشعوب وأن ما يحصل في العالم من خير او شر لحكمة إلآهية وهناك قصص كثيرة في الكتب السماوية عن تعذيب الله لكثير من الأقوام بسبب ظلمهم إما بريح وإما بفيضان وإما بزلزال ولا شيء يصعب على الله.

 

اللهم لا تعذبنا بما فعله السفهاء منا وأغفر لنا وأرحمنا ونجنا وأهلينا وكل الأبرياء والمظلومين من عبادك وأعفوا عنا إنك على كل شيء قدير.