أثار الإعلان عن المسلسل اليمني “طريق إجباري”، الذي ستبثه قناة “بلقيس” التابعة للناشطة اليمنية توكل كرمان، جدلاً واسعًا في الأوساط اليمنية. يُعزى هذا الجدل إلى ما يُعتقد أنه إسقاطات مباشرة على شخصيات يمنية بارزة، مثل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وتوكل كرمان نفسها. يرى البعض أن المسلسل يسعى لتلميع صورة كرمان، التي تُتهم من قبل بعض الأطراف بأنها ساهمت في تدمير اليمن.
المسلسل، الذي يُعد أول دراما يمنية تتناول شخصيات سياسية معروفة، يضم نخبة من نجوم الدراما اليمنية، من بينهم الفنان القدير نبيل حزام والنجمة سالي حمادة والنجم نبيل الآنسي. تدور أحداثه حول شخصية “حارث”، التي يُقال إنها تمثل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وهو رجل إقطاعي متغطرس يسيطر على قريته ويمارس الاستبداد على أهلها. في المقابل، تظهر شخصية “الدكتورة المتعلمة والمناضلة”، التي تؤديها سالي حمادة، والتي تسعى لتحرير أهل القرية ومواجهة استبداد “حارث”.
الكاتب الصحفي ماجد زايد أشار إلى أن المسلسل يحمل إسقاطات سياسية واضحة، حيث يُجسد “حارث” الرئيس الراحل صالح، بينما تمثل “الدكتورة” توكل كرمان. وأضاف أن القصة تتصاعد عندما يبدأ “حارث” في تصفية زوجته الأولى، ويلاحق “الدكتورة” المناضلة، مما يؤدي إلى صراع ينتهي بإسقاط سياسي مستوحى من الواقع اليمني.
من جانبها، وصفت قناة “بلقيس” المسلسل بأنه دراما اجتماعية تجمع بين الإثارة والتشويق، وتتناول صراع الخير والشر في قالب درامي مشوق. وأكدت القناة أن المسلسل يضم ثلاثة من أبرز أعمدة الدراما اليمنية، ويقدم حبكة درامية مشوقة.
هذا الجدل يعكس الانقسام الحاد في المجتمع اليمني حول دور الشخصيات السياسية في الأحداث الجارية. فبينما يرى البعض أن المسلسل محاولة لتلميع صورة توكل كرمان، يعتبره آخرون عملاً فنياً يعكس الواقع اليمني ويطرح قضايا اجتماعية وسياسية هامة. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية استقبال الجمهور اليمني لهذا العمل الدرامي، وما إذا كان سيثير مزيدًا من الجدل والانقسام أم سيساهم في فتح حوار بناء حول القضايا المطروحة.