آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-02:00م

الخدمات والفساد

الأربعاء - 23 يونيو 2021 - الساعة 04:09 ص

احمد علي القفيش
بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


يعيش المواطن اليمني ظروف صعبة في جميع المناطق بنسب متفاوتة بسبب إنعدام الخدمات وارتفاع المعيشة وغياب الدور الرقابي والأمني للحد من الفساد الأمر الذي تسبب في تقويض الشرعية السياسية وإستخدام المعاناة الناتجة في صراع سياسي ليس له طرف ولا يمكن حسمه على الإطلاق.

كل ذالك جعل المواطن العادي يبحث عن الحلول المستعجلة والجزئية للتخفيف من ضغط الحياة اليومية ولو بصورة نسبية ومؤقته وفي كل يوم ينسى المواطن مطالبه واحتياجاته التي كان يرفعها بالأمس ليطالب بالنقص والخدمات التي فقدها اليوم.

بالمقابل فإن أي مشاريع تنموية يفقدها المواطن يستحيل أن تعود في تقديم الخدمات للمواطن كما كانت من قبل حتى لو تم الانفاق عليها وتمويلها بمليارات الدولارات وأعتقد بأن الجميع ألتمس ذالك خلال الفترة الماضية لكن القليل من يفكر ويبحث عن الأسباب لأن العاطفة  والمعاناة جعلت الكثير يفكر كذالك الغريق الذي يحاول التعلق بقشة لتنجيه من الغرق.

ولذالك وبرغم الحاجة الملحة لعودة الخدمات ولم نستخدم تحسنها بل عودتها لأنها غائبة كليا إلا أن هناك شيء مهم قبل عودتها يجب أن يسبق وهو تجفيف منابع الفساد وإستعادة جميع الموارد المالية والبشرية المتمكنة وإصلاح النظام الإداري والمالي والرقابة والمحاسبة وتوفير المرتبات والأجور والنفقات التشغيلية وإصلاح الجهاز الأمني والقضائي وذألك لضمان ديمومية المشاريع والحفاظ على إستمرارية الخدمات.

كما أن غياب الوعي لدى المواطن وإنشغاله بتكبد أعباء الحياة اليومية وتعليق آماله على لصوص العصر كمنقذين يصرفون الوهم للمواطن العادي وهم يعيشون هم وأسرهم في بحبوحة ورغد عيش لم يكونوا يحلمون به وكل هذا جاء أثناء تدهور الأوضاع فقط هو ما يجعل الوضع يتعقد كل يوم أكثر ويتسبب في غياب البوصلة وضياع الحقيقة والتوهان عنها.

فما أحوجنا اليوم إلى ثورة وعي وثورة أخلاق لإصلاح ما أفسدته سنوات الضياع والتوهان بعيداً عن العواطف وردود الأفعال والإنخداع بالشعارات الزائفة التي تبيع الوهم وتبعدنا عن الحقيقة بعيداً عن التوظيف السياسي والديني والمناطقي والصراع الأقليمي وقد ثبت جليا بأن الدول الأكثر وعي هي أكثر إستقرار وأكثر أمن وأكثر عدل وأكثر رخاء وإن شحت عندهم الثروات وذألك بسبب الشفافية وثقافة الشعوب.

احمد علي القفيش