آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-03:16م

ثورة الوعي وثورة الغضب

الخميس - 15 فبراير 2024 - الساعة 06:13 م

احمد علي القفيش
بقلم: احمد علي القفيش
- ارشيف الكاتب


الفرق بين ثورة الوعي وثورة الغضب وسبب تقدم شعوب العالم علينا.

الشعوب العربية تصمت على حقوقها ويجعلوها تتراكم حتى يظن الحكام بعدم وجود أي حقوق لهم ثم بعد ذلك ينفجروا ويثوروا ليسقطوا ما تبقت لهم من حقوق بينما شعوب العالم الأخرى لا يفرطون في كل صغيرة وكبيرة وكلما شاهدوا إنحراف او إنتقاص من حقوقهم خرجوا ينددون ويطالبون بها حتى يستعيدوها.

ولذلك أصبحت حكوماتهم تخشاهم لأنهم شعوب حية تدافع عن حقوقها ومصالحها ولا تسمح بالمساس بها ولا ينظرون إلى الحكام إلا بأنهم موظفين لديهم يسيرون عمل الوزارات التي يترأسونها ويوازنوا بين مصالح الدولة ومصلحة المواطن فإن أحسنوا التدبير والأداء فهذا واجبهم لا يستحقون عليه تبجيل ولا مديح وإن أخفقوا حاسبوهم وعالجوا الأخطاء .

أما نحن العرب نهتف بأسم الحكام والأسعار في إرتفاع والبطالة تزداد ودخل الفرد في تدني والفساد ينخر في البلاد والخدمات غائبة والعدالة ضائعة والرقابة منعدمة وبعد أن يصل السيل الزبى ويصعب إصلاح ما أفسده الحكام طيلة عقود ننفجر غضباً ونثور ثورة غضب وليست ثورة وعي ونشعل الحرائق ونقتلع أعمدة الإنارة ونقطع الطرقات ونقتحم المؤسسات ونعطل كل شيء في البلد ونسقط الدولة ثم يذهب الفاسدين للعيش في الخارج وننسى المطالب التي ثرنا لأجلها وننشغل في البحث عن مطالب جديدة تسببنا في تدميرها بأيدينا ونترحم على الفاسدين القدامى بسبب الفاسدين الجدد والمشكلة الأكبر أن الوعي لا زال غائب ولم ندرك حتى الأن أين يكمن الخلل لأن الحلول لا يمكن أن تأتي إلا بوعي شعبي والشعب هو من يفرضها ليضمن حقوقه ومصالحه لأن التسويات إذا غابت عنها الشعوب لا تحفظ حقوقها بقدر ما تمنح فرصة لبقاء الحكام والفاسدين.