ما يمر به الناس في هذه الأيام ، يعد اسوأ مرحلة اجتماعية واقتصادية ، لم نعرفها إلا من قصص أهالينا عن أجدادهم ، وخاصة ونحن في المحافظات الجنوبية ، نعتمد في حياتنا المعيشية على الراتب الشهري الذي لا يوفر إلا جزء بسيط من المتطلبات اليومية ، لكي يسد رمق جوع كثير من العائلات ، لكن أن يتوقف هذا الراتب الشهري لشهريين متتاليين ، فالمصيبة أعظم في وجود تحالفنا مع أكثر دولتين عربيتين اقتصاديا ، وبما إن هذه الفترة للحياة المعيشية صعبة جدا ، من غلاء أسعار ، وارتفاع لصرف العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية ، فيجب أن تتعاون الناس في عمل الخير ، وليبدأ التعاون ابتداءا من الجيران والأهل ، فهناك من العائلات الفقيرة التي تحتاج لوقفات إنسانية من الذين يسر الله لهم بالمال الكثير والتجارة وسعة الرزق ، فهناك ممن شعاره الحياء والعفة خيمت على منازلهم ، فأصبحت عائلاتهم تختصر وجبات الطعام من ثلاث إلى وجبة ، بل بعضهم أصبح عاجزا في شراء أبسط المتطلبات الغذائية ،فلا حول ولا قوة الا بالله ٠
ناهيك عن الكثير من الموظفين الذين يعملون في المهن الحكومية كمتطوعين مثل مهن التمريض ومهن التدريس وغيرها ، فانقطعت بهم السبل بعد انقطاع الرواتب ، فتنمنى من المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والشمالية ورجال الأعمال والتجار ، بمساندتهم في التغلب عن هذه الأوضاع المعيشية الصعبة ، فمن أحيأ نفسا ، فكأنما أحيأ الناس جميعا ، والايمان يمان والحكمة يمنية ، خاصة ونحن ممن قال فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم :( أرق أفئدة ، وألين قلوبا )
فتفقدوا جيرانكم ، وأهاليكم ، فالحياة مواقف ويكتب الله فيها الاجر والثواب
