آخر تحديث :الثلاثاء-11 فبراير 2025-04:58م

حين تملأ رائحة الفساد الأرجاء

الثلاثاء - 07 يناير 2025 - الساعة 10:57 م
خلود ناصر ام مهدي

بقلم: خلود ناصر ام مهدي
- ارشيف الكاتب


في الآونة الأخيرة، بات الحديث عن الفساد المستشري في بعض مؤسسات الدولة هو حديث الساعة، حيث تتكشف فضائح بمليارات الدولارات، أموالٌ منهوبة وثروات مسروقة، تنفق بطرق غير مشروعة بينما يُترك المواطن البسيط يعاني شظف العيش وضيق الحال. رائحة الفساد العفنة لم تعد تخفى على أحد، فقد طالت كل شيء وأصبحت تزكم الأنوف، ومع ذلك، لا تزال السلطة الفاسدة تصر على تحميل المواطن أعباء الأزمة المالية وكأنها تنأى بنفسها عن مسؤولية الخراب.

ما يزيد الأمر قبحاً هو التناقض الفاضح بين الادعاءات الرسمية والواقع المرير. عندما يطالب المعلمون بحقوقهم المستحقة، سواء كانت رواتب عادلة أو صرف الحقوق ، يكون الرد دائمًا جاهزًا: "البنك فارغ ولا توجد ميزانية". أما عند الحديث عن المسؤولين الفاسدين وثرواتهم المتضخمة، واستثماراتهم في الداخل والخارج فالصمت أو التبريرات المضحكة هي السائدة.

نحن المعلمون، الذين نقف في الخطوط الأمامية لتربية الأجيال وتعليمهم، لا نطالب بالكثير. نريد فقط ما يكفي لنعيش بكرامة، وما يدعمنا لنؤدي رسالتنا النبيلة. لكن بدلاً من دعمنا، تلقى علينا كلمات جوفاء مثل عليكم أن تصمدوا من أجل التلاميذ. كيف يمكن للمعلم أن يصمد وهو يعاني من ضيق الحال؟ كيف نربي جيلًا واعيًا وناجحا بينما نُحرم من أبسط مقومات الحياة؟

أما عن الذين يحاولون كسر الإضراب وإضعاف صوت المعلمين، فإن الظلم ظلمات. إنهم يقفون إلى جانب الظلم ويسهمون في تكريس الفساد.

إن الوقوف في وجه هؤلاء المفسدين والمطالبة بحقوقنا هو معركة شريفة، ليست من أجلنا فقط، بل من أجل الأجيال القادمة التي تستحق تعليما نزيها ونظاما عادلًا.

في الختام، نقول لكل من يساهم في هذا الفساد أو يحاول التستر عليه: قبحكم الله، وعلى كل من يخذل المعلم الذي يحمل على عاتقه مسؤولية بناء مستقبل الوطن. إن النضال من أجل الحقوق ليس خيارًا، بل هو واجب علينا جميعا، فلا تهاون مع من يحاول طمس الحقائق أو التلاعب بمصير الناس.

خلود ناصر (ام مهدي)