لا شيء الآن يؤشر أن هناك دولة. كل الخدمات معطلة، الأسعار في تزايد مستمر، العملة تنهار يوما بعد يوم. المجلس الرئاسي والحكومة والنواب وكل المسؤولين المفترضين عن هذه البلاد غائبين عن المشهد. يتسكعون في الفنادق والقصور خارج البلاد، يبتسمون للكاميرات، ويعيشون في رفاهية، بينما الشعب يئن تحت وطأة الفقر والجوع. كل موارد البلاد من العملة الصعبة تقسم بينهم، كأنهم لا يرون الشعب إلا كأرقام في تقاريرهم، بينما هم يكدسون الثروات في حساباتهم في الخارج.
استثماراتهم تزداد يومًا بعد يوم في الداخل والخارج، بينما المواطن يزداد فقرا وعوزا. رواتبهم بالعملة الصعبة، وميزانيات حاشيتهم كذلك، كل شيء مخصص لهم ولمن حولهم، كل موارد البلاد من العملة الصعبة تسخر لصالحهم ولتوسيع إمبراطورياتهم المالية، بينما الناس هنا بلا كهرباء، بلا ماء، بلا رواتب، بلا أمل.
هل يُعقل أن يكون هذا هو حالنا؟ هل يعقل أن تعيش النخبة السياسية في رفاهية، ويجوع الناس؟ أين هي الدولة؟ وأين هي السيادة؟ أين هي المساءلة؟ أين هم من مسؤولياتهم تجاه الناس؟!
لقد وصل الأمر إلى حد الفجور في الاستغلال. يجهضون كل بارقة قد تسهم في تحسين حياة المواطنين. يعيشون في عالم آخر، من الرفاهية، بينما نحن نغرق في مستنقع فسادهم .
خلود ناصر ام مهدي