كرامة المعلم ومكانته: تجسيدٌ لواقع مرير
ما حدث صباح اليوم من إهانة لكرامة المعلم على يد أحد الإعلاميين كان بمثابة انعكاس صارخ للواقع الذي يعيشه الكثير من المعلمين في بلادنا. ذلك الإعلامي الذي يرى المعلم الذي يشتكي الظلم مجرد (أجير) وتابع، ويعتقد أنه ليس من حقه حتى أن يشرح معاناته للآخرين، يظهر بوضوح كيف أن بعض الأشخاص المرضى قد فقدوا احترامهم للرسالة السامية التي يحملها المعلم.
مثل هذا الإعلامي، الذي يعكس صورة مشوهة عن المعلم، يجب أن تتبرأ منه القناة التي ينتمي إليها، لأن هذا الشخص لا يمثل فقط نفسه، بل يمثل المؤسسة الاعلامية التي يوجه من خلالها رسائله إلى الجمهور. القضية هنا ليست مشكلة عابرة بين شخصين، بل هي نهج يتبعه البعض ممن يعتقدون أن لديهم الحق في التحدث باسم الجميع واصدار الأوامر لمن هم اقل منهم في المناصب أو المكانة الاجتماعية.
حتى الأوامر التي أطلقها بعد الاعتداء على المعلم والسباب هي تصرفات أرعن ناتجة عن تعبئة خاطئة وسوء تقدير في التعامل مع الاخر حيث لا تقدر لقيمة الإنسان ولا مكانته وهذا تعبير عن عقلية متجذرة في بعض الأوساط المتسلطة التي تستخف بالآخرين وتعتقد أن لديهم الحق في الاهانة والتقليل من شأنهم.
خلود ناصر ام مهدي
